بقلم: عبدالله القاق
في الخامس من حزيران تحيي الأمة العربية ذكرى "النكسة" من أجل التجديد للمواقف العربية في ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة لن يستمر طويلا، وان تكاتف هذه الشعوب، يمكن ان يحقق المزيد من التعاون والتنسيق والتضامن بغية إعادة هذه الأراضي المحتلة والتي تواصل اسرائيل قضمها، بل وزيادة المستوطنات في عديد مناطق القدس لا سيما في الشيخ جراح ووادي الجوز وشعفاط وحي البستان وسلوان ورأس العمود والسواحرة وغيرها. ولعل ذكرى النكسة تمر هذا العام عبر تأكيد واضح على ان عودة اللاجئين الى اراضيهم ستتم، وذلك عبر التظاهرات والمسيرات الكبيرة التي ستجوب الدول العربية والحدود مع فلسطين لمواجهة هذا الاحتلال الذي تُشكل المرارة والاحتقان والاحباط في هذه المناسبة الكارثية هذه النكسة المدمرة، على الشعوب منذ (46) عاما تجيء هذا العام في اطار ثورة الربيع العربي التي من شأنها النهوض بالأمة لمواجهة هذا الاحتلال بشتى الوسائل، لا سيما أن الحرب النظامية السابقة مع الاحتلال الاسرائيلي اثبتت عدم جدواها بدليل انتصار العرب في حرب العام 1973 الأمر الذي حوّل هذا النصر العربي الى هزيمة استراتيجية لإسرائيل في مصر وغيرها من الدول العربية فضلا عن ان معركة الكرامة التي خاضها الجيش العربي والفلسطينيون جنباً الى جنب شكلت اول انتصار عربي على اسرائيل بعد حرب 1967 فاعترفت اسرائيل بالهزيمة على يد القوات الاردنية الباسلة في مناطق متعددة من غور الاردن. والأمة العربية -التي تواصل دعمها لربيع هذه الثورات- عرفت طريقها نحو الكرامة والحرية والاستقلال وبدأت تُعيد النظر بخططها واستراتيجياتها تجاه العدو الاسرائيلي الذي يسعى للسيطرة على المزيد من الاراضي وتدميرها لإيجاد حدود دفاعية جديدة بعد ان رفض نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل العودة الى حدود 1967 والتي اطلقها الرئيس الأمريكي اوباما مؤخرا بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي، فالاحتلال الاسرائيلي يسعى في هذه الذكرى الأليمة الى اقامة اكبر قدر من المستوطنات ويرفض التفاوض على مدينة القدس، وهذه الشروط الإسرائيلية كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاء له مع تلفزيون فلسطين تقضي على مضمون المفاوضات وتزيد من تمسك السلطة بالمرجعيات الدولية خصوصا وان الاحتلال الاسرائيلي يسعى الى تحويل المناطق الفلسطينية الى مناطق وكيانات تشبه العصور الوسطى من خلال الحواجز، وسياسة الـ"أبرتهايد" لأن اسرائيل تمارس سياسة التمييز العنصري وتريد اقامة دولة لليهود دون اي مسلم او مسيحي!. وهذه القضايا التي نستذكرها في الخامس من حزيران بأن اسرائيل لم تكن جدية بشأن السلام، وانها تجسد ذلك من خلال أعمالها القمعية والعدوانية، فضلا عن كونها عبر هذه السياسة تؤكد بأن الصراع العربي – الاسرائيلي ما زال يراوح مكانه وان ارادة الشعوب لا يمكن ان تُقهر مهما كانت ادوات الاحتلال، فإنهم سيهزمون لأن الايام المقبلة عبر الثورات العربية حُبلى بالاحداث التي ستواجه المؤامرات والتحديات الاسرائيلية حتى ولو كانت مدعومة من اميركا او بعض الدول الاوروبية. ولعل المصالحة العربية بين الفصائل الفلسطينية وحماس وقوى التحرر العربي في مختلف الساحات ستُسهم في التحرير العربي من ربق الاستعمار الاسرائيلي للاراضي العربية، بحيث يؤكد العرب وقوفهم الى جانب الثورة الفلسطينية الباسلة بكل الامكانات وعدم تركها وحيدة في مواجهة عدو غاصب يمتلك الامكانات المادية والمعنوية التي يهدد بها امن واستقرار المنطقة فضلاً عن كونه يضم اضخم ترسانة نووية، غير ان هذه الترسانة التي تحتوي على اكثر من (200) قنبلة نووية، لن نستطيع مواجهة الغضب العربي العارم ضد هذا الاحتلال الغاشم، لأن الشباب العربي هم عمود هذه الثورات وأن لهم جميعاً الدور الكبير في استثمار مواقع الانترنت والفيس بوك والتواصل الاجتماعي لإعلان اهدافهم ومطالبهم ومشاريعهم ومواعيد انطلاق ثوراتهم، وتجمعهم على كل من الحدود الاردنية واللبنانية والسورية لإظهار غضبهم في يوم النكبة، الأمر الذي استشاط الغضب الاسرائيلي وجعل قواتها تجري مناورات عسكرية على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية لمواجهة أي طارئ، وهذا يؤكد ان تجديد مشروع النهضة العربية، أصبح من المعطيات الجديدة المستلهمة من الحراك الشعب بغية تحرير الاراضي من الاحتلال الصهيوني والذي تتطلب المزيد من التضامن والتنسيق والتظاهر والاعتصام في مختلف الدول تعبيراً عن رفض الشعب العربي للاحتلال واصراره على النهوض بقضيتنا الوطنية فضلا عن تعزيز قدرة الشعب الفلسطينية وانسجاما مع روح المصالحة الوطنية بما يسهم بتعضيد قوة هذا الشعب العربي للصمود في انتزاع حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وتجسيد حق العودة الى المدن والقرى التي طُرد منها الفلسطينيون!. * رئيس تحرير جريدة الكاتب العربي، الأُردنية. – HYPERLINK "mailto:abdqaq@orange.jo" abdqaq@orange.jo