بقلم : عبدالله محمد القاق
في الخامس والعشرين من شهر ايار من كل عام تحتفل الأسرة الأردنية بعيد الاستقلال ... عيد الحرية والكرامة والعطاء .. عيد تجسيد كل المعاني الراسخة في القلوب والاذهان والضمائر جيلا بعد جيل لتتعمق جذور الوحدة الوطنية والانتماء والولاء.. عاما بعد عام وذكرى بعد اخرى
نحتفل هذا العام وقد تحققت انجازات اصلاحية كبيرة على يدي القائد والباني جلالة الملك عبدالله الثاني ومكتسبات سياسية وثقافية واقتصادية وتعليمية شاملة عبر كل الصعد، وتتنامى هذه الانجازات لتسهم في ترسيخ دعائم الوطن ورفع مستوى المعيشة والاسهام في القضاء على البطالة والعيش بكرامة وامن وامان واستقرار.
ولعل الاحتفال هذا العام يجيء وسط تحديات كبيرة تتعلق بتطورات ثورات الربيع العربي واثر الاوضاع المتفاقمة في سورية على الاردن إذْ تم استقبال اكثر من نصف مليون لاجىء سوري جراء الاحداث المتفاقمة في سورية نتيجة التدخلات الدولية في شؤونها وادى الى قتل ما يزيد عن مائة الف سوري وتشريد اربعة ملايين شخص وهدم المنازل.. والبُنى التحتية في مختلف المحافظات السورية... هذه الاحداث شكلت عبئا جديدا وكبيرا على الاردن الذي تحمل من شأنها الكثير تقديرا لمبادىء الاخوة والمحبة والتضامن العربي.
والاردن في عيد استقلاله الذي جسده جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول وفي الذكرى السابعة والستين ويؤكد في مختلف المجالات عبر قياداته الهاشمية الاهداف النبيلة والقويمة بالحفاظ على بناء الانسان والاسهام في تجذير الديمقراطية عبر انشاء مجلس نيابي جديد هو السابع عشر والمؤلف من 150 نائبا والتطلع لبناء حكومة برلمانية بعد مأسسة عمل المجلس والاهتمام بالشباب ورفع مستوى القوات المسلحة درع هذا الوطن واجهزة الامن والمخابرات التي تسهر على راحة المواطنين والمقيمين جميعا، خاصة وان قواتنا المسلحة منذ عهد الاستقلال حتى يومنا هذا وهي تدافع عن تراب فلسطين وعن الحق والانسانية.. فجيشنا المصطفوي هو حامل رسالة النهضة العربية الكبرى والمدافع عنها في مختلف المحافل والميادين.
اننا ونحن نحتفي بهذا اليوم، يوم العزة والكرامة والمجد والفخار.. نكرس هذه الثمرات الناصعة التي تم تحقيقها في مجالات التنمية الشاملة وارساء العلاقات القوية والمتينة مع الدول العربية والاسلامية وتعزيز مسيرة السلام لاحقاق حقوق الشعوب وخاصة اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتنمية حقوق الانسان والمجتمعات كافة.
فالخطابات التي يُلقيها جلالته في مختلف المناسبات وفي اعياد الاستقلال.. تمثل تطورا جديدا ودعما مخلصا لبناء صرح الاردن الوطني ووضع اللبنات في هذا البناء القوي الذي يشيده جلالة الملك عبدالله لاستكمال الانجازات التي شهدتها المملكة عبر سنيّ الاستقلال والتي تعتبر سجلا مضيئا ومهمّا يحمل في طياته الكثير من البذل والعطاء..
وفي هذا اليوم يؤكد جلالة القائد سعيه الجاد لتمكين ابناء الاردن من الحياة بأمان واستقرار بالرغم من الظروف الاقليمية التي تحيط بنا من كل جانب..
ولعل اهم ما يُميز جلالته انه ينطلق في اداء المسؤولية بالتزام كبير وراسخ وعزم لا يلين بضرورة العمل دونما هوادة لتحقيق الاهداف السامية وتعزيز الرفاه والخير والامن والاستقرار لهذا الشعب العزيز والذي يتفقده جلالته في العاصمة والمحافظات والمدن والقرى والبوادي والمخيمات فضلا عن كون جلالته يجوب عواصم الدنيا لتحقيق الهدف نفسه لتحقيق آمال وتطلعات الاردنيين كافة.
وفي هذه المناسبة الوطنية التي تحتفل بها المملكة في هذا اليوم نستلهم فيها ومعها رؤى جلالته السديدة ونثمن عاليا جهوده المستمرة عن طريق بناء الدولة الانموذج والمثل في ترسيخ قيم الحق والعدل والحرية والكرامة وتوفير متطلبات التقدم والازدهار والعيش الحر الكريم للانسان الاردني والدفاع الصادق الجريء عن عقيدة الامة وحقوقها وقضاياها وفي طليعة ذلك قضية فلسطين وحقوق شعبها باعتبارها القضية المركزية للاردن بوجه خاص وللأمتين العربية والاسلامية بشكل عام.
فهذه المناسبة الوطنية والقومية تشكل صورة منهجية رائعة ورائدة لعمل جلالته الدؤوب من اجل اعلاء شأن الاردن اكثر واكثر في المجالات الاصلاحية المتطورة والتي تتطلب من الجميع العمل على المزيد من الالتفاف حول العرش الهاشمي والمباركة الوطنية لرؤى الاصلاح الشامل الذي يعالج السلبيات ويُعظم الايجابيات في مجتمع حر كريم يسعى حثيثا عبر سنيّ الاستقلال والذي قاد فيه حركة البناء والتطور والنماء جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه وفق رؤية قيادية فائقة وسياسية ثاقبة لقضايانا المحلية والعربية والدولية.
وفي هذا اليوم المجيد لا بد لنا من الاشادة بالدور الكبير للاردن في دعم اخواننا في فلسطين واللاجئين السوريين والنهوض بالمجتمعات الفقيرة بالاردن وتوفير شبكة امان في مناطق الفقر لتنفيذ مشاريع صحية وتعليمية واسكانية وانتاجية من شأنها ان توفر الحياة الكريمة لسكان تلك المناطق إذْ اطلق جلالته بهذه المناسبات وغيرها مبادرات الامان في الاغوار وفي الجنوب وحدد وفق رؤية صائبة كيفية الانتقال بالخدمات الاساسية المقدمة في تلك المحافظات الى مستويات متطورة خاصة فيما يتعلق بالصحة والتعليم والثقافة كونها تشكل الاساس في اعداد جيل يمتلك ادوات التنمية وتقدمها.
لقد حرص الاردن منذ استقلاله المجيد على دعم وتعزيز التعاون العربي وتجسيد مسيرة العمل الموحد وتطوير علاقاته مع الدول العربية والاجنبية وتجسيد الديمقراطية والتركيز على الامن والاستقرار في المنطقة والتعايش السلمي بين الامم والتفاهم بين الحضارات واستئصال الكراهية في نفوس من يُعانون الظلم والاضطهاد انطلاقا من رغبة القيادة الاردنية الحكيمة التي تركز على مبدأ احلال السلام الدائم والعادل في المنطقة والتي تؤمن باخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وخاصة اسرائيل التي تمتلك اكثر من مائتي رأس نووي.. فضلا عن دور الاردن الكبير عبر قيادته الحكيمة في دعوة كل الدول والشعوب للالتزام بقواعد التعامل الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية وبالحوار البنّاء.
وفي عيد الاستقلال المجيد فاننا نرفع اسمى ايات التهنئة لجلالة الملك حفظه الله وللأسرة الاردنية ضارعين الى الله ان يمد في عمر جلالته ليواصل مسيرته البنّاءة وبذل جهوده الحثيثة والرائدة وتوظيف علاقاته المتميزة للنهوض باردن الخير والعطاء.. ودعم القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.. إذْ اثمرت جهود جلالته في تعزيز التضامن والعمل الجاد لخدمة الوطن والامتين العربية والاسلامية واصبح الاردن ولله الحمد يتمتع بواحة من الامن والامان والديمقراطية والاستقلال والذي يتفيأ ظلالها ابناء الأسرة الأردنية الواحدة.
رئيس تحرير جريدة الكاتب العربي abdqaq@orange.jo