الشاهد -
الشاهد-خاص
نظمت نقابة المعلمين الأردنيين فرع عمان ندوة فكرية بعنوان "استقلالنا واقع وتحديات" في مجمع النقابات المهنية ألقاها رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤف الروابده ونقيب المحامين الأسبق صالح العرموطي، عصر الثلاثاء 28/5/2013، وقد ناقشت الشخصيات التحديات المتحدثة بأهمية الذكرى والتعزيز لها في ظل الصراعات الإقليمية والدولية واستهداف الأردن من الآخر سواء أكان الصهيوني أم الغربي، مؤكدين فيها على أن الاستقلال جاء بدماء الشهداء وتضحية أبناء الأردن من شتى المنابت والأصول، وأن بناء الدولة الأردنية المستقلة كان مشروعا عروبياً بامتياز. وقال الروابدة أنه في ظل الاستقلال لابد من تعزيز الذكرى، وتوثيق مضامين الاعتزاز الوطني وتعظيم المشاعر نحوه، وقد اكد أن استقلال الأردن مثَّل قاعدة التحرير لبلاد الشام من الانتداب البريطاني حيث سميت الأردن حينها بإمارة الشرق العربية 1921. وتحدث الروابد قائلاً أن المواطنة حقوق والوطنية واجبات تكتسب بالولادة والتجنس. وأن علينا تعيين الفاسدين وتحديدهم خروجاً من تعميم هذه الحالة بحيث تصبح صبغة عامة في الأردن. وأوضح أنه لا يمكن أن تهيمن أي دولة على مجتمع إذا كان مفككاً، مؤكداً على ضرورة الوحدة الوطنية الشاملة التي تضم كل رقعة في الوطن، من كل هوياته الفرعية سواء أكانت القبلية أم الفكرية. وشبه الربيع العربي بالتسونامي العابر للقارات وزلزال عابر للدول وسريع الانتشار كالنار في الهشيم. ومن جانبه قال صالح العرموطي أن استقلال الأردن نُزع من العدو البريطاني على حد تعبيره وأن الدستور الأردني متميز بأول مادة به التي تنص على أن الأردن "دولة عربية مستقلة" على خلاف أغلب الدول العربية. وأكد على أن استقلال السلطات الثلاث يصنع دولة قوية نزيهة لا تقبل أن ترتهن لقوى خارجية وعوامل ضاغطة على الهوية للحفاظ على معالم الاستقلال منوهاً إلى أن الأردن يضم خمس سلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية والمحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخابات، التي استقال رئيسها مؤخراً. وقد بين أن الاستقلال هو بمثابة مراجعة للذات ولتفقد معالم الهوية الوطنية ومتابعة أسباب الترهل العام في الدولة معللاً ذلك بأن الأردن يفتقد لإرادة سياسية جادة بالإصلاح بسبب وجود مراكز قوى باتت تحت العراء سيما بعد تصريحات الملك في اللقاءات الصحفية وانتقاله من الرمزية إلى التصريح. وقد دعا إلى انشاء جمعية لحماية الدستور تمنع تغول أي سلطة عليه حماية لمعالم الاستقلال والحفاظ على مضمونه. وآدار الندوة الإعلامي حسام الغرايبة, وتخللت حوارت مع الحضور حول الهوية الوطنية وخصخصة مؤسسات الدولة، وسيادة نموذج القبلية على نموذج المواطنة والانتماء وبروز ظاهرة تتمثل بالعنف البرلماني والاعتداء على هيبة الدولة، وتجاوز معالم الأخلاقيات والقانون والتي تتمثل بالعنف الجامعي، وتجاوزات الأشقاء العرب على المواطن دون السعي إلى حماية معالم الرمزية في الدولة الأردنية ودون التخلي عن الدور الأخلاقي في استقبال الأشقاء والدور الذي يقدمه الأردن اليوم للشعوب العربية في نسيجه الوطني والعروبي ووعيه الجمعي في استيعاب الأحداث والتحديات مستلهمة الدور الرسالي لإنشاء الدولة الأردنية والغايات النبيلة في تدشينه ملكاً، وحكومة وشعباً