الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
الشاهد ما زالت تواصل جولاتها الميدانية تجوب انحاء المملكة من اجل بحث قضايا الفقر والاسر العفيفة التي اغمضت عنها اعين المسؤولين واهل الخير، الشاهد لبت نداء هذه العائلات ودخلت بيوتهم وجلست معهم واستمعت لشكواهم ونحن بدورنا نضع هذه القضايا التي سمعناها وانفطرت قلوبنا عند سماعنا شكاواهم، لنضعها على طاولة المسؤولين والمعنيين ونطلب منهم مساعدة هذه الاسرة العفيفة، خصوصا وشهر رمضان المبارك على الابواب وهو شهر الخير والرحمة. طرقت الشاهد باب ام فيصل في منطقة كفرنجة في محافظة عجلون وهي ام لستة ابناء وقد هجرهم والدهم منذ سنوات عديدة ولم يسأل عن ابنائه يوما قط، وهذه السيدة لاتجد كفاف يومها ولا تجد ما تطعم به ابناءها فهي حائرة تائهة لا تدري كيف تعيل نفسها وعائلتها وهي ايضا خجولة ولا تستطيع التسول كغيرها من النساء ودمعتها السخية تنهمر من مجرد ان تسمع كلمة (كيف تدبرين نفسك في هذه الدنيا؟) ستشاهد دموع هذه السيدة الحزينة تنهمر بغزارة ودون توقف. تجولت عين كاميرا الشاهد في الجحر الذي تعيش فيه هذه السيدة مع ابنائها وانا اقصد ان اقول (جحر) لانه كذلك فهو تحت الارض ومعتم ولا يصلح لانسان العيش فيه لانه غير صحي ودون تهوية ورائحته كريهة ولم استطع الوقوف داخل هذه الغرفة لاكثر من دقائق، الفراش الذي يجلسون عليه قديم ومهترىء ولا يصلح للجلوس عليه، لا يوجد اثاث سوى هذا الفراش الرث القديم وخزانة قديمة ومخلوعة الابواب، اما المطبخ عبارة عن بعض الاواني القديمة وعين غاز قديم قد وضع للطبخ ولا اعتقد ان هذه الاسرة تستطيع طهو الطعام المكون من اللحوم سوى في المناسبات الخاصة من قبل اهل الخير. قالت ختام احمد ابراهيم بني سليمان انني ام لستة ابناء وعانيت كثيرا في هذه الحياة التي قست عليّ وابنائى كذلك، لقد تركني زوجي ورحل دون عودة منذ سنوات طويلة وتركني وحيدة مع ابنائي اعاني جميع انواع الحرمان معهم، فانا لم اجد احدا يمد لي يد العون والمساعدة ولم اجد من يطرق بابي ليرحمني في طعام ابنائي فانا يحرق قلبي عندما اجد ابنائي ينامون جياعا يبكون شدة الجوع وكذلك البرد القارس في فصل الشتاء. لقد قست الحياة علينا كثيرا ولم اجد بصيص امل ينقذني مع ابنائي. وقالت ان الله ابتلاني بولدي الاكبر فيصل 23 عاما باصابته بمرض السكري المزمن ويتعاطى الانسولين ثلاث مرات يوميا ويعاني ايضا من مرض القلب وكذلك ضعف البصر ولا يستطيع العمل بسبب مرضه هذا اما ابنائى الثلاث فجميعهم يعانون من ضعف البصر الشديد والهزال في الجسم وولداي احمد 16 عاما ويوسف 14 عاما يعانيان ايضا من اعاقة عقلية وهم دوما متغيبين عن المنزل وهائمان بالشوارع فانا لا اراهما فهم يلتحفون السماء وينامون بالشوارع هذه هي حياتي: ابناء مرضى ومنهم من يعاني من اعاقات عقلية وحياة تقشفية بائسة. واكدت ختام بانها لاتأخذ من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية لانها ليست بمطلقة ولا ارملة. وناشدت ختام المسؤولين بان يجدوا لها حلا في هذه الحياة. قالت ماذا افعل زوجي هجرني وابنائي الكبير مريض والاخران معاقان وهائمان على وجوههما بالشوارع، اريد حلا لمأساتي. وبدورنا نقول لصندوق المعونة الوطنية يجب انقاذ السيدة من مصيرها السيء فهي بحق محتاجة