معاذ أبو عنزة
ظاهرةٌ إجتاحت مؤخراً منصات مواقع التواصل الإجتماعي وإنتشرت فيها كالنار بالهشيم دون حسيبٍ أو رقيب ألا وهي 'الردح الإلكتروني' بعيداً عن أخلاقيات العمل والتعامل وإحترام الخصوصية والغاية التي وجِدت في الأصل مثل هذه المواقع من أجلها دون التمييز في ما بين الحرية المسؤولة والإنفلات المُقنَع بإسم حرية التعبير والديمقراطية، لنرى بعد ذلك مسؤولاً سابقاً هنا إمتهن النقد الهدام وآخراً هناك أتقن إصطياد العثرات والهفوات للحكومة وسياساتها هادفين إلى إعادة إنتاج أنفسهم سياسياً باحثين عن مقعدٍ في بورصة التعينات والتنفيعات بعيداً كل البعد عن النقد البناء والمصلحة العامة.
إلا أن المفاجأةَ الأعظم لنا جميعاً كمواطنين 'بنزين ٩٠' أن نرى صاحب المعالي 'بنزين ٩٨' الموالي للعهدين في ما مضى في مقدمة صفوف المعارضين للنظام والقصر الآن بعد أن تنقل من منصب رفيعٍ إلى منصب أرفع ليتقلد أعلى المواقع القيادية بمكرمةٍ وفضلٍ مِن مَن يُنادي بمعارضتهم الآن في وقتٍ وظرفٍ يمر به وطننا الأغلى بأزماتٍ وتحدياتٍ تعصف به مِن كل صَوب.
أسئلةٌ قد تطرق بابَ فِكرِ أي مثقفٍ فيما بيننا لا تحتاج إلى إجابات: أين كنتم عندما كانت المناصب والمكاسب حِكراً عليكم ؟ كنتم جزءً مهماً في منظومة صنع القرار وأحد مكوناتها الأساسية عندما تقلدتم أرفع المناصب ! فماذا فعلتم حينها ؟ لم تعترضوا ولم تعارضوا في ما مضى ! فماذا حل بكم الآن ؟ هل يقرأ أشقائكم أصحاب المعالي ماذا يُنشر من قِبلكم ضد مؤسسة العرش ؟
معالي المعارض المحترم ! لم نتذوق طعم الراحة ومميزات الوظائف السيادية التي تقلدتموها في الدولة والتي نصفها كمواطنين 'بالنعيم' كما تلذذتم بها لأعوامٍ طويلة، ولم نستمتع بوقود مركباتكم المجاني، ولم نكن نعي معنى 'الخدم والحشم' والمخصصات إلا لما عرفناكم، فلم ننسى بعد بأن مجموعَ رواتبكم التقاعدية قد تعيل المئات من العائلات المحتاجة، وفوق هذا وذاك تتبنون معارضةً زائفةً كان الأجدر والأولى بنا أن نتبنها نحن ضد أصحاب المكاسب والمناصب أمثالكم لنحاسبكم عما مضى.
#كفاناجلداًللذات