الفقر والتقدم بالعمر يقف عائقا أمام طموح ورغبات هذه العائلات
13-02-2019 10:34 AM
الشاهد - الشاهد زارتهم في منازلهم واطلعت على واقع الحال أم سماح : ضحيت وساضحى بكل حياتي من اجل مستقبل بناتي أبو محمد : تجاوزت السبعين عاما ولا استطيع العمل من اجل كسب لقمة عيشي
الشاهد/ مؤمن الخوالدة أناس يعيشون على امل بمستقبل جديد، مستقبل قد يزيل عنهم أعباء الحياة ، يعتقدون بأن الخلاص هو العلم كونهم نساء فقط ، فلا حياة كريمة لهؤلاء سوى المضي قدما في رحاب العلم والتعلم للوصول الى الشهادات التي قد تجد لهم منفذا واحدا لكسب لقمة عيشهن والعيش في كرامة ، ولكن يثقل كاهلهن المبالغ المالية المترتبة عليهن إثر دخولهن الى الجامعات ، وكيفية الحصول عليها ، عائلات كثيرة تلجأ الى الإقتراض والى حرمان انفسها من لقمة خبز حتى تستطيع ان ترتقي بنفسها الى مستقبل مشرق ، ومع هذا تجد هذه النماذج الكثير من العقبات تحد من كفاحها وطموحها بالحياة ، فتصطدم بظروف معيشية وإجتماعية خانقة قد توقف هذا الطموح وكأن شيئا لم يكن ، وهناك عائلات قد فاتها قطار العمر ولا تستطيع العودة بالزمن حتى تعيد لنفسها هيبتها ووقارها الذي فقدته ، فشابت الرؤوس وتهالكت القوى ولم تعد قادرة على إيجاد سبيل لكسب رزقها من كدها وتعبها ، فالامراض أستفحلت في اجسادهم لترغمهم على المثول امام واقع مرير ، واقع مليء بالأسف والندم على ما فات من العمر وعلى أيام مجهولة لا يعلمون الى أين ستؤدي بهم .
الشاهد ألتقت بنماذج تتمثل معاناتهم بالبحث عن مستقبل علمي مشرق وأخرى تامل ان يعود بها العمر حتى تستطيع ان تتدارك ما هي عليه الآن .
الحالة الاولى تعيش "أم سماح " ما بين أمراضها التي تعاني منها والمتمثلة بالقلب والضغط والسكري وما بين تسعة من البنات التي هي بمثابة الأم والأب لهم على إثر هجر زوجها لها وإقامته مع زوجته الثانية وهو يعاني من مرض " الدسك "، حياة مليئة بالتضحية والكفاح وما زالت تكافح حتى تستطيع ان تعيل نفسها وبناتها حتى وصل بهن المطاف ليكن متفوقات في الدراسة ويدرس الآن إثنتان منهن في الجامعة و واحدة قد نجحت في التوجيهي هذا الفصل ، أما عن قصة كفاحها قالت انها كانت تسعى بكافة الطرق للحصول على لقمة العيش حتى وصل بها الامر الى اللجوء الى القروض التي أثقلت كاهلها ولم تعد تستطيع ان تسدد هذه القروض ووصلت المبالغ المتراكمة الى ما يزيد عن 1100 دينار وكان الهدف من هذه القروض هو القدرة على دفع التكاليف الجامعية لبناتها ، واكدت انه لن يكون لبناتها مستقبل مشرق الا بالعلم ، واضافت ما يهمني الآن ان اجعل من معاناتي طريقا مزهرا امام هؤلاء البنات ، وعند سؤالها عن دور زوجها مع العائلة بينت انه لا يعيرهم أي اهتمام ولا يقدم لهم أي شيء يعيلون به انفسهم على كثير من العقبات التي تواجههم في هذه الحياة حتى وصل به الامر الى هجرهم نهائيا حتى وصل الامر بها ان ترفع قضية نفقة عليه ولكنها لم تأت بأي ثمار ولم ينصفها القانون ، وعند لجوئها الى صندوق المعونة قالوا لها يجب عليك إحضار ورقة هجر من المحكمة ولكن هذا الامر يأخذ وقتا طويلا ويحتاج الى شهود وقد تستمر القضية لأكثر من سنة والاحتمال الاكبر لن يكون هناك نتائج على حد قولها ، اما عن سبل كسب عيشهم وقوت يومهم أشارت الى أن احدى بناتها قد تخرجت من الجامعة وهي تعمل الآن في احدى الشركات ولكن المبلغ المالي الذي تتقاضاه لا يكفي لأن يعيل عائلة متكونة من عشرة أفراد ، وأقسمت انها لم تستطع أن تؤمن المستلزمات الأساسية لبناتها اللاتي في المرحلة المدرسية مثل الدفاتر والكتب والاقلام وغيرها وهذا الامر يمثل لها غصة في قلبها ويؤرقها فهي تعتبر أن العلم اهم ما قد يعز الانسان في حياته ، وأشارت الى انها الآن تعيش حياة الفقر الشديد وخصوصا في ايام فصل الشتاء حيث انها لا تستطيع ان تؤمن مصادر للتدفئة في بيتها مثل الكاز او الغاز وبكلمات يملؤها الشجن قالت أنها تعيش على أعطيات الجيران القليلة من الكاز وإن لم تتوافر هذه الاعطيات لا يجدون ملاذا للهروب من برد الشتاء القارس ، وأعربت عن ألمها بأنها في أغلب الايام لا تجد لقمة العيش التي يحتاجها كل إنسان ، وبينت انه لولا حماتها التي تساعدها في دفع فواتير الكهرباء والماء للمنزل لفصلت عنها الماء والكهرباء ، وتساءلت وبحسرة الى متى سنبقى نعيش على هذه الصدقات القليلة وحالهم ليس بهذا الحال وهي تتوقع بأي وقت أن تنقطع عنها هذه المساعدات في الظروف الاقتصادية لأغلب الناس أصبحت صعبة واختتمت كلماتها بالحمد لله ومن يرضى يعيش .
الحالة الثانية رجل تجاوز السبعين من عمره ، كان يعمل " سائقا " في وقت ما ولكنه اصبح يعاني من " ضعف في النظر " حتى لم يعد قادرا على أن يمارس عملة بالشكل الطبيعي مما أدى به الامر الى فقدان عمله وما زاد الامر تعقيدا عليه عندما اكتشف انه يعاني من تجمع " الحصى " في الكلى بالإضافة الى التهابات في " المسالك البولية " ، هذا الامراض حالت بينه وبين العمل لايجاد لقمة العيش ، وتحدث " أبو محمد " عن بيته الذي يسكنه فقال ان البيت بناه له احد المتبرعين المحسنين وهو عبارة عن غرفتين ومطبخ ومنافعها ، وبين ان البيت يخلو من البنية الصحية بحيث انه لا تصل اليه شبكات الصرف الصحي بالإضافة الى عدم وجود " حفرة امتصاصية " ليصل بهم الامر للعيش حياة اشبه بالبدائية حتى ان البيت لا تتوافر فيه خدمات الماء والكهرباء ، وبين أن البيت لا توجد فيه نقطة ماء واحدة للشرب وذلك بسبب عدم مقدرته على شراء " تنك " ماء ولا يوجد لديه أي مصدر من مصادر الطاقة يقيه برد الشتاء ولا يوجد مصدر للطاقة سوى " الفوانيس " التي تبدد امامهم ظلام الليل ، وعن مصادر قوت يومهم بين أنه لولا وجود اهل الخير لمات هو وزوجته من الجوع بكل ما تحمله الكلمة من المعنى ، وعن سؤاله إذا استعان بصندوق المعونة الوطنية قال انه ذهب اليهم وقدم المعاملة لعله يحصل على مبلغ يعيله ولو بشيء بسيط في حياته ولكنه اكد ان الصندوق قد رفض معاملته تحت بند انه يمتلك قطعة ارض هو وزوجته مساحتها " دونم واحد " فقط ، والذي أكد ان هذه القطعة التي بنى عليها بيته وهي غير صالحة لانها سكنية فقط و انه لولا وجودها لما استطاع ان يجد مأوى يأويه هو وزوجته ، وتسائل كيف لهم ان يعتبرونها مصدرا للدخل وهو في عمر تجاوز السبعين عاما وغير مؤهل جسديا لان يحولها الى مصدر دخل ؟ ، وفي ذات الوقت لا يستطيع بيعها كونها تضم البيت الذي يسكنه ، وعاد متسائلا هل عليه أن يسكن في الشارع حتى تقتنع الجهات المعنية بانه لا يجد أي مصدر من مصادر الدخل ؟ ، وبين ان البيت لا يحتوي على الاساسيات المهمة التي يحتاجها كل بيت مثل الغاز الذي يعتبر منظرا فقط داخل المطبخ الصغير والغسالة المهمله التي امام البيت فهي معطلة ولا تعمل ، ويناشد الله اولا ثم الجهات المعنية واهل الخير بأن يخرجوه هو وزوجته من هذه العيشة التي أصبحت جحيما لا يطاق على حد تعبيره ، وتمنى لو يعود به العمر حتى لا يجد نفسه تحت هذه الظروف المجحفه .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.