الشاهد -
استوقفني منزل قد تم بناؤه من طوب فقط وعندما نزلت من المركبة شاهدت اطفالا يلعبون دون ان يرتدوا احذية في ارجلهم وملابسهم غير نظيفة ومهترئة، وتحدثت مع والد الاطفال وقال انني اعيش في هذه الغرفة التي قمت ببنائها بنفسي لكي استر عائلتي من الضياع. قال محمد سعيد قريشات انني متقاعد جيش ولدي خمس ابناء وتقاعدي تم حجزه منذ سنوات طويلة وقمت ببناء هذه الغرفة التي من طوب فقط لكي اقيم به مع عائلتي وبعيدا عن اعين الناس فأنا لا احب نظرات الحزن التي اجدها في اعين الناس لكن لا استطيع فعل شيء لهذه الحياة القاسية. وأكد محمد انه ومنذ ان حجز على راتبه وهو يعيش حياة قاسية ومؤلمة ويبكي حزنا على اوضاع اطفاله فهو لا يستطيع ان يشتري لهم الملابس النظيفة او الطعام الجيد والحلويات والالعاب فهم محرومون من اقل شيء, وقال فأبنائي يبكون ليلا من شدة الجوع فهم لم يشبعوا من طعام ويبكون كثيرا لأن المدرسين يطلبون منهم ملابس رياضة او كتب ودفاتر مدرسية وأبكي لأجلهم لأنني لا أستطيع توفيره لهم. وتجولت عين الكاميرا بالمنزل ووجدت المنزل عبارة عن جدران من طوب معتم الفراش رث وقديم ولا يوجد كهرباء بالمنزل فهم ينامون على العتمة ونورهم "من سراج" ويحضرون الماء من مكان بعيد مشيا على الاقدام، التكنولوجيا بعيدة كل البعد عن هذه الاسرة، وسهراتهم حول النيران لتضيء وتكسر العتمة فلا يوجد تلفاز يقضون سهرتهم عليه، وقال الوالد ابنائي يسألونني ما هو التلفاز فهم لم يشاهدوه الا عند الجيران. ونحن عجبنا كثيرا لهذا الوالد الذي يقف عاجزا عن تلبية مطالب ابنائه ونحن نقول ان محمد راتبه التقاعدي قد حجز عليه من قبل زوجته الاولى وأبنائها ولم يترك له شيء ولأبناء اسرته الثانية وهم سبع اطفال فنحن نناشد القلوب الرحيمة من المسؤولين ان يساعدوا الاطفال المحرومين من كل شيء فهل من يد حنونة تساعد الاطفال من لبس وطعام؟.