زاوية المحامي موسى سمحان الشيخ
جاء العدوان الصهيوني الأخير على سوريا ليحرج جميع الفرقاء اللاعبين في الساحة السورية، قبل هذا وبعده الحل في سوريا لا يمكن ان يكون عسكريا. الحل سياسي بامتياز سيما اذا اردنا ان لا نمضي في سوريا الى التقسيم او احتدام الصراع الطائفي الحاد او استجلاب التدخل الخارجي، ضمن هذا السياق وفي ظل معادلات اقليمية ودولية معقدة ومتداخلة جاءت ضربة العدو الصهيوني لمراكز حساسة في القطر العربي السوري، وسوريا لم ترد كالعادة، بدا النظام محرجا وفي وضع لا يحسد عليه كما بدا تائها في حسم اولوياته مع ان اهداف العدوان واضحة رسائل قوية لإيران وحزب الله بقدر ما هي رسائل لنظام حافظ لمدة اربعين عاما على هدوء الجولان ونأى بها فعليا عن دائرة الاستقطاب المسلح، وهذه سياسة مارسها الاب وسار الابن على نهجه سياسة تقول بأن لا حرب بدون مصر ولا صلح بدون سوريا ومن هنا جاء دور سوريا الدائم قبل الصراع الاهلي الاخير بتأيد قوى المقاومة في حدود معينة ومدروسة وبدرجات متفاوتة وفقا للمعطى الاقليمي والدولي في كل مرة. ولقد ظهر هذا الدعم واضحا وجليا في علاقة دمشق مع حزب الله حيث حظي هذا الحزب باسناد استراتيجي ولوجستي كبير وكانت ايران هي الرافعة الحقيقية له والسند الرئيس وفي حدود اقل من ذلك جاء دعم النظام لحماس والجهاد والفصائل الفلسطينية، جرى هذا بشكل شبه دائم قبل الحرب الدائرة اليوم على الارض السورية، وبالتأكيد فإن قواعد اللعبة بعد بلوغ مستويات الصراع حدا خطيرا بعد هذا جاء العدوان الصهيوني الاخير ليعمق من ازمة النظام الحريص ابدا على ابقاء جبهة الجولان هادئة وليطل الحديث عن المقاومة، كما ان الضربة كشفت ظهر المعارضة التي تعاني مأزقا داخليا حادا انعكس مؤخرا على ادائها على العدو الصهيوني، العدو القومي الاول والمحتل لفلسطين والجولان واراض عربية اخرى.