علي القيسي
ابتسم للحياة ، مجموعة قصصية ، صدرت حديثا للقاص محمد ثامر، وتقع في 132 صفحة ، وتتضمن خمس قصص طويلة،
العنوان جميل وجاذب ودال ،، وفيه فعل الأمر ،،ومن مقطعين، او كلمتين، وهو يشكل جملة فعليه،، فالابتسام للحياة يعني البشاشة والفرح والأمل،، حتى في الحديث الشريف ،، (تبسمك في وجه أخيك صدقة )
المجموعة القصصية ،، كُتبت بلغة سهلة وسليمة وافكار متسلسلة وباسلوب ممتع وشيق،، يدل على أن السارد القاص محمد ثامر يمتلك أدواته القصصية بشكل جيد،،
وأن له تجارب كثيرة قبل هذا المؤلف في التدريب والمطالعة وقراءة القصص والروايات،،لديه مخزون وخلفية عن الكتابة القصصية،،وهذا يظهر باسلوبه الجميل وامتلاكة للرؤية السردية وفنونها،، وفي البناء المعماري المتماسك الذي ظهر في قصة ( حبيبتي) حيث السرد يقوم على الحوارات الداخلية المنلوج،، الذي يشكل جزءاً من المعاناة وكان ضمير المتكلم هو الصوت الوحيد في هذه القصص،، فالسارد هو المعني في الأحداث والحوارات فهو الشخص المحوري في هذه القصص،، لو استثنيا قصة وعاد الشتاء وهي قصة مركبة،، فيها صوتان ،، متلازمان،
أما التعمق في قصة حبيبتي، حيث يظهر ان الحب كان من طرف واحد وهو القاص ، مما جعل الفشل ساطعا في النهاية ،،فالحب من طرف واحد يعني الفشل والعذاب والصدمة
كان بامكان القاص محمد ان يكون هو المبادر الى المصارحة وكشف مافي قلبه من حب وشوق الى زميلته في الجامعة،،ولكنه تأخر كثيرا في المبادرة ،،وراح بدل ذلك يعيش وهم الحب تخيلات واحلام وتأملات فيما الفتاة لاتعلم ان مايربطها بزميلها الجامعي ماهو سوى حكم الزمالة والدراسة،، فكانت تنظر اليه نظرة عادية طبيعية ،، في هذه القصة يظهر التفاوت جليا في العلاقات الاجتماعية بين الناس، وخاصة بين الشاب والفتاة في المجتمع العربي الشرقي،، الذي يتقيد بالعادات والتقاليد والموروث الديني،
أما مايميز هذه المجموعة القصصية ابتسم للحياة ،فهي واقعية وفيها ايضا الصور الشعرية والرومانسية، وتعكس واقعا اجتماعيا محليا ،، منسجما مع الاحداث والشخوص الثانويين وهم قلة قليلة،،
هناك اطالة في القصص واسهاب كان بامكان القاص التكثيف والاقتصاد في السطور والتعبير عن بعض الافكار بأسطر قليلة لايصال الفكرة بااقل الكلمات والعبارات،، وثمة بعض القصص تصلح لمشروع رواية ان أعيد كتابتها مرة أخرى وباسلوب الرواية.