الشاهد -
لا أندم على شيء واعتبر الحياة مدرسة أتعلم منها
لو حافظ الأسد موجود لما اطلقت عليه رصاصة
أسامح لكن لا أنسى فأنا لست مغفلة
أجمل ما أهديت أيقونة ذهب من والدي فصلها وهو في السجن
تألمت جدا لوفاة شقيقي وأنشأت مؤسسة تحمل إسمه
أتمنى أن يكون للجواز الأردني احترام في كل دول العالم
الأردن يستحق قليلا من الصبر ولا يوجد شيء اسمه كن فيكون
الشاهد-ربى العطار
عاشت طفولة صعبة بسبب بعد والدها عن حياتها وأمضت أجمل سني عمرها وهي تتنقل بين الأردن وسوريا لتذهب لزيارة والدها في سجن المزة فقد اكسبتها هذه التجربة القوة والاصرار والارادة وتعلمت الصبر لتصل الى هدفها الذي تصبو اليه فكان لديها اصرار كبير لدخول مجلس النواب حتى تستطيع ان تحارب الفساد والفاسدين ولتقول كلمة الحق في مكان يصل صوتها الى الجميع فقد حاولت ان ترشح نفسها في المجلس الخامس عشر والسادس عشر الا ان الحظ لم يحالفها لكنها لم تيأس وبقيت مصرة ان تصل الى طموحها حتى استطاعت ان تصل الى المجلس السابع عشر عن دائرة بدو الوسط عبر الكوتا النسائية انها النائب هند الفايز التي اطلعتنا من خلال المقابلة التالية على عدة جوانب من حياتها الاجتماعية والتجارب التي مرت بها خلال حياتها وفيما يلي نص المقابلة معها.
في البداية حدثينا قليلا عن سيرتك الذاتية؟
ــ درست في جامعة اليرموك علم حاسوب فرع مالية وتخرجت عام 1991 وعملت بعد ذلك مهندسة انظمة مع شركة IPM وخلال عملي في هذه الشركة ذهبت الى بريطانيا وحصلت على دورات في التسويق واستمر عملي في هذه الشركة 3 سنوات حتى توفي شقيقي صخر بحادث سير وبعد ذلك قررت ان اعمل اي مشروع يحمل اسمه وحصلت على تمويل من بنك الانماء الصناعي فكان من الصعب ان يتقبل المجتمع فكرة ان الأنثى تتولى فكرة مشروع وتكون مسؤولة عنه وقمت بتأسيس مؤسسة صغيرة للإعلانات وكنت اول المنتجين المنفذين مع التلفزيون الاردني وART وأنتجت لهم عدة برامج وعملت مع التلفزيون الاردني مع الدائرة التجارية بالاعلانات وكان لدي شركة خدمات في مطار الملكة علياء وكان بها اكثر من 120 موظفا وكذلك شركات تطوير عقاري وشركة انتاج تلفزيوني وكنت بعيدة عن السياسة لأن والدي كان معتقلا سياسيا في سوريا وسجن فترة طويلة لكن بعد ظهور ملف التحول الاقتصادي وخصخصة الشركات بدأت مشاكل الناس مع امانة عمان والواسطات لكني اصررت ان ابقى بالقطاع الخاص رغم العقبات التي واجهتها لكن للأسف لم استطع ان ابعد كل البعد عن السياسة بسبب الفساد الذي كنت اشاهده خصوصا في العشر السنوات الاخيرة وكنت دائما اذهب للرقابة واحاول ان اغير واراقب واحاسب وشعرت وقتها انه يجب ان اكون في مجلس النواب حتى استطيع ان افعل شيئا ولتكون كلمتي مسموعة ورشحت نفسي في عام 2007 و2010 الا ان الحظ لم يحالفني لأني كنت ضمن منطقة بدو الجنوب ولم يقتنعوا بالمرأة ولم يكن من السهل ان يقفوا بجانبي ونجحت في عام 2013 وحصت على اصوات من مختلف المناطق.
حدثينا قليلا عن الفترة التي كنت تذهبين فيها لزيارة والدك في سجن المزة؟
ــ على الرغم من كل شيء كانت هذه الفترة فترة جميلة فمن المفترض ان يقدر الانسان النعمة التي اعطيت له من الله بكل سلبياتها فعندما كان والدي بالسجن كنا 5 اطفال وعمري سنتين ونصف وشعرنا بمعاناة وكنا نذهب لزيارة والدنا وكان سجن المزة عبارة عن سجن من ايام الاتراك على رأس جبل محاط بشيك وعدد كبير جدا من الحرس ومن القناصين وحول السجن كلاب جائعة حتى لا يستطيع اي شخص ان يهرب او يفكر بالهرب. وأذكر انه بعد 13 سنة من اعتقاله نزل اقامة جبرية بقصر الرئيس وعشنا معه 3 اشهر كأب وأبناء وكان يأكل ويشرب معنا وفجأة كان يأتي الحرس ويسحبه وهو في وسطنا وكانت هذه عبارة عن حرب اعصاب حتى يضعفوه ويضعفونا نفسيا وكان حافظ الاسد متمكنا فيها وبعد أن خرج والدي من السجن الذي استمر 22 سنة تعرض اخي لحادث سير اودى بحياته فكنا نقول يا ريت نرجع لأيام سجن المزة على الرغم من انها كانت ايام بشعة وسيئة.
هل انت متزوجة حاليا وكم لك من الابناء؟
ــ انا متزوجة من رؤوف الدباس والده كان نائبا في مجلس النواب وزوجي هو خبير بيئي ورزقت ب3 أولاد وابنة، ابني الكبير اسمه صخر عمره 13 عاما وعمر عمره 12 عاما وعون عمره 10 سنوات وجواهر عمرها 8 سنوات.
ما هو اكثر خبر افرحك في حياتك؟
ــ بالتأكيد الافراج عن والدي بعد طول انتظار.
وما هو اكثر خبر احزنك؟
ــ خسارة اخي صخر رحمه الله.
ما هي هواياتك؟
ــ احب ركوب الخيل واحب الصيد وانا ماهرة بهذه الهواية والآن اسعى ان اعلم ابنائي الرماية.
ما هي حكمتك في هذه الحياة؟
ــ "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه"، "أما ترى البحر كيف تطفو فوقه الجيف وتستقر بأقصى قعره الدرر".
من هو مثلك الأعلى؟
ــ القائد الكبير جمال عبدالناصر.
من هو صاحب الفضل عليك في هذه الحياة؟
ــ والدي وزوجي الذي دعمني ووقف الى جانبي وشجعني حتى وصلت الى ما وصلت اليه الان.
هل هناك قرار اتخذته وندمت عليه؟
ــ الحمدلله لا اذكر اني في يوم من الايام نظرت الى الوراء وقلت اني ندمت على شيء قمت به وان اي شيء اعمله حتى لو كانت التبعات سيئة اتعلم منه فالحياة مدرسة ودائما اقول انه يجب ان ننظر الى النصف الممتلئ من الكأس فلا يوجد ندم اذا عرف الشخص ان هناك ربحا وخسارة في الحياة. *هل هناك قرار تتردين باتخاذه الان؟
ــ مترددة في موضوع يتعلق بعمل خارج الاردن.
لو كان بيدك مسدس وفيه طلقة فعلى من توجهينها؟
ــ حافظ الأسد وضع والدي بالسجن 22 عاما من المفروض ان يكون هذا الشيء قد بنى حقدا وضغينة في نفسي لكن لو حافظ الاسد موجود على وجه الارض لما كنت اطلقت عليه رصاصة فلا يوجد اي شخص بالدنيا يستحق حتى المجرم ان تعاقبه برصاصة.
هل انت متفائلة ومتسامحة؟
ــ انا متفائلة جدا ومتسامحة اسامح لكن لا انسى فالانسان يجب ان يكون متسامحا لأن الله يسامح فكيف لا يسامح الانسان لكن يجب ان لا ينسى لانه اذا نسي لأصبح مغفلا اما اذا سامحت ولم تنس فأنت حكيم.
ما هي اجمل هدية حصلت عليها؟
ــ والدي احضر لي ايقونة ذهب فصلها بالسجن عليها صورة الوطن العربي وهي اغلى هدية حصلت عليها.
لو كان معك باقة ورد وأردت اهداءها فلمن تهدينها؟
ــ لزوجي رفيق دربي فهو يستحق مني كل الاحترام والتقدير.
من هو الشخص الذي يزعجك بهاتفه؟
ــ تعودت على كثرة المكالمات لكن يزعجني من يتصل بوقت غير مناسب ويزعجني اكثر الشخص غير المنطقي بطلباته.
ما رأيك بالواسطة؟
ــ الواسطة اصبحت بثقافتنا ومشكلتنا اننا لا نفهم حدود الواسطة ويجب ان يتم التوعية في هذا الجانب في المناهج وداخل الاسرة.
ما رأيك برؤساء الحكومات التالية أسماؤهم؟
ـ عبدالله النسور: حذق. ـ فايز الطراونة: دبلوماسي. ـ عون الخصاونة: الاخوان المسلمين. ـ فيصل الفايز: المظلة الهاشمية. ـ سمير الرفاعي: وراثة. ـ عبدالرؤوف الروابدة: خطابي. ـ عبدالكريم الكباريتي: رائع، سياسي واقتصادي.
ما هي طموحاتك وأمنياتك؟
ــ ان يكون للجواز الاردني احترام في كل دول العالم فإذا تم احترامه ستظهر الاردن على الخارطة بالمعنى الحقيقي، وأتمنى من الشعب الاردني ان يغار على بلده حتى لا نرى التنازلات التي يقدمها المواطن الاردني وكذلك المواطن العربي.
هل هناك رسالة تود ان توجهيها من خلال الشاهد؟
ــ لا يوجد شيء اسمه كن فيكون ويجب على الشارع الاردني ان يصبر قليلا فالتعديلات والقوانين بحاجة الى وقت واقول للشعب ان الاردن يستحق قليلا من الصبر، ورسالتي الاخرى للشباب بأن لا يسيروا على خطى الاجيال السابقة فأنا ابنة القطاع الخاص رغم اني سمعت كثيرا من المحيطين بي انني يجب ان اعمل باحدى الوظائف الحكومية لكني لم افعل ذلك فيجب على الشباب ان يتوجهوا للقطاع الخاص ولا ينتظروا القطاع الحكومي كونه الاكثر استقرارا فاستقرار الشخص بأدائه وليس بالمكان الذي يعمل به ويجب على كل شاب ان يطور نفسه وانا حاليا اتكلم اللغة الانجليزية والفرنسية بطلاقة وعلى الانسان ان يستثمر بنفسه وانا اكبر مثال على ذلك واعتبر نفسي من النساء الناجحات في عملي ولا اذكر في يوم اني لم اقرأ ولم ادرس ولم احلل
.