المحامي موسى سمحان الشيخ
من نافلة القول أن نؤكد مجددا أن دولة العدو الصهيوني دولة فوق القانون دولة تمارس الارهاب المنظم على كافة المستويات منذ نشأتها وحتى الان أربعة قرارات جديدة صفعت بها الامم المتحدة والاغلبية المطلقة دولة الكيان ولكنها كالعادة قرارات نظرية لا تسمن ولا تغني من جوع سواء كانت لصالح القدس أو لصالح الحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف أو من أجل اقرار التسوية المهزلة أو عدم الامتثال للقرار 497 لعام 1981 وانتصفت القرارات ذاتها للجولان المحتل، انما دون جدوى، شر البلية ما يضحك حقا حينما نسمع عربا وفلسطينين رسميين يتحدثون عن سلام وهمي.
أ ما الحقيقي والفعلي الذي تحياه دولة الكيان اليوم لحظة بلحظة فهو التحضير لعدوان مروع على قطاع غزة على وقع حملتها الاخيرة عن انتخابات نيابية مبكرة في مايو فمعادلة النتن في الكنيست اليوم لتمرير القوانين غير مريحة تماما تفسدها أي عارض مرضي طفيف لأحد عتاة المستوطنين الذين يجدون ذاتهم تماما في حكومة عنصرية لا ترى سوى نفسها وتدوس على كل القيم البشرية المتعارف عليها.
مما يزيد الطين بله هو أزمة نتنياهو ذاته وهي أزمة موضوعية يشهدها الكيان اقتصادية وسياسية حتى مع وجود الحليف القابع في البيت الابيض الذي هو بدوره يعاني تماما وتزداد هذه الأزمة حدة مع التوصية الجديدة التي صدرت اليوم الاحد في 2/12 أعني توصية الشرطة التي وجهت اتهامات جديدة لنتنياهو وزوجته سارة معا وللمرة الثالثة ولك بعد عدة جلسات تحقيقية وابرزها فضيحة مجموعة بيزيك للاتصالات التي وقعها نتنياهو هو مع هذه المجموعة مقابل حصوله على تغطية إيجابية، هذا في الوقت الذي لم تنجح مواجهة الكسوة الاخيرة على الساحة السورية حيث اسقطت عدة أهداف صهيونية، وطغى اعلاميا وباللغتين العربية والعبرية تهديد المقاومة اللبنانية لدولة الكيان في حال تفكيرها بالاقدام على شن أي عدوان وجاء التهديد قويا صارخا بنشر عدة أهداف ستتعرض للضرب الأبرز فكريا وصحافيا على الأقل صدور مقالات عن كتاب صهاينة من مختلف الاتجاهات يتحدثون عن الهوة التي وصل اليها الكيان العبري فالدكتور (زئيف اورمناحم) اخصائي علم الاجتماع يقول حرفيا في مقال طويل نقلته القناة العاشرة عائلة ارجنتينية تحيا في مغتصبات قطاع غزة، حينما سألوا طفلا يبلغ 10 سنين من العمر مم تتخاف قال أخشى ان يخرج عربي من النفق ويأخذني اثناء نومي يعلق الاخصائي : انها صورة جديدة للعربي في ذهن الاسرائيلي ، فالعربي حسبما لم يعد جبانا ماكرا يقود حمارا ومهزوما دائما كما في حربي 48 وحرب عام 67 هزمنا منظمة التحرير، اما مقاتلو حماس وأنفاقهم وصواريخهم فمعادلة جديدة تماما أما الصرخة الثانية فتأتي مجددا من جد عون ليفي الذي يؤكد بيقين مطلق "لن تكون هناك دولة قابلة للحياة قالها في مقابلة مع الصحافي البريطاني "فيسك " الجميع يعرف ذلك تماما سواء امريكا أو الاتحاد الاوروبي وحتى السلطة الفلسطينية كلهم يغنون ويعزفون دولتان وبهذا الحكم ان تواصل الاحتلال مائة عام أخرى.
نعم الى هذا الحد وصل الهوان العربي وحتى الفلسطيني الرسمي البلاد تضيع شبرا شبرا وثمة من يرفض المصالحة وثمة من يثق بوعود دولية صفراء، ثمة من يتآمر سرا وعلانية على سلاح غزة ويسعى لتجويعها واغراقها في البحر حيث عجز الهالك شارون وحتى بوش، دولة الكيان يا سادة تعاني وهنا داخليا حادا وحتى لو حاربت مجددا فلن تنقذها حروبها من أزماتها الخانقة، هل من يراهن يا عرب الخيبة؟؟