الشاهد - ربى العطار
لم نكن نتوقع بأننا سنشهد خلال هذه المدة البسيطة هذا العدد من الضحايا نتيجة السيول ولم يخطر ببالنا أن تتطور الأوضاع إلى فقدان اشخاص وإصابة آخرين في غضون تلك الفترة.
لن أعلق على أداء الحكومة على ردة فعلها بالتعامل مع الحدث لكن يجدر بنا الإشادة بغطاسي الدفاع المدني الذين ضربوا المثل بالبطولة والاقدام.
السيول الكارثية المفاجئة ليست جديدة على تاريخ هذا البلد فكارثة معان في الستينات حصدت أرواح العشرات، وكنت اسمع دائما وفي كل موسم مطري بأن السيول في الجفر وبعض مناطق الجنوب بأنها وضع طبيعي بسبب طبيعة المنطقة وتضاريسها التي تكثر فيها الأودية والتلال الصخرية والرملية ، وفرصة تشكل السيول متاحة دائما بسبب تلك التضاريس التي ترسم مسارا سلسا للسيول وتغريها لزيادة نفوذها على الأودية بقوة.
وبالرغم من التحذيرات الرسمية بالابتعاد عن مجاري السيول وأطراف الوديان إلا أن هناك استهتارا من بعض المواطنين أو غفلة تجعلهم يقفون معاندين للقاء مصيرهم ثم يقع المحظور فننعى أسماء بالجملة وتنطلق مسابقة تبادل الاتهامات ونشر الفيديوهات التي تنتقد طرفا وتبرئ الآخر .
لو أن ما حدث كان في مراكز المدن أو المناطق المأهولة لا قدر الله سأكون اول المنتقدين لشبكات تصريف المياه وهشاشة البنية التحتية لكن سيول الصحراء ووادي الهيدان وضبعة وزرقاء البحر الميت كان أقوى من توقعاتنا وفي نفس الوقت منطقيا بسبب طبيعة المناطق التي شهدت السيول .
لا نريد ولا نتمنى أن نشهد تنكيسا للاعلام او ننعى ابناءنا بحرقة في الفترة القادمة بسبب الأحوال الجوية ولا نرضى بأن نشهد انتقادات بأسلوب بائس وخبيث يطعن بجهود طواقم الدفاع المدني والأجهزة الأمنية التي كانت مستجيبا فعالا في كل الظروف.