المحامي موسى سمحان الشيخ
الكيان الصهيوني الغاصب يتخبط في سياساته اليومية في مواجهة نضالات الشعب الفلسطيني واقعا في شر أعماله، بالأمس فقط اعتقل محافظ مدينة القدس ومدير المخابرات فيها معلنا أنه سيقدمها لمحكمة عوفر ثم عاد فتراجع عن قراره في فترة وجيزة ودون ابداء الاسباب مع أنه ما من ضمانة أي ضمانة لأي قرار تتخذه دولة الكيان التي هي في محصلتها دولة مستوطنين كيان همه الأول والأخير ضم الاراضي وتكثيف الاستيطان الزاحف واعطائه صفة قانونية وشرعية مختلسة وحتى الزيتون لم يسلم من جنازير آليات العدو التي تقتطع كل ما هو فلسطيني أخضر بالاقتلاع وحبس الماء والبقية تأتي على يد قطعان المستوطنين.
لكن دولة الكيان الغاصب تعلق فجأة بعد اجتماع الكنيست صبيحة هذا اليوم الاحد أنها لن تهدم الخان الاحمر مؤقتا سعيا وراء موافقة الأهل الشرعيين للخان معلنة اعطاءهم مهلة جديدة وعلى حد قولها الكاذب مدعية أنهم يريدون الذهاب الى عناتا وليس الى الاسكان الذي شرع الكيان الغاصب في بنائه منذ فترة وجيزة ويقترب الانجاز فيه من النهاية، عموما الخان الأحمر مطوق والحفريات تجري من حوله وتحته ويجري اغراقه بالمياه العادمة ومناوشة المستوطنين لا تتوقف على مدار الساعة بينما يبلغ الصمود الجماهيري الفلسطيني ذروته في محاولة دؤوبة لإنقاذ الخان المهدد بالاقتلاع والحاقه بكافة المدن والخرب والقرى المدمرة والمستباحة في كل لحظة وعلى مدار اليوم.
بينما يجري الحديث الحثيث عن الذهاب الى انتخابات مبكرة بعد سقوط برنامج اليمين الصهيوني سقوطا مدويا وفقا لأخر الاستطلاعات في الوقت الذي تجري فيه محاكمة رئيس الكيان الغاصب على مدار جلسات وساعات ممتدة ، في هذا الوقت بالذات تتخوف أوساط صهيونية عديدة من امكانية طرح ترامب مجددا لما يدعى "صفقة القرن" في نهاية العام أو بداية العام الجديد وفقا لثلاثة مبادىء حسب الصحافة الاسرائيلية ذاتها أولها أن من يجلس على طاولة المفاوضات عليه أن يتنازل عن شيء ما، وبالمناسبة لم يبق لدى الفلسطينيين ما يمكنه التنازل عنه بعد فعلة ترامب في ملفات القدس والسفارة وحق العودة والأونروا وكل سقطاته التاريخية، والمبدأ الثاني حسب ترامب فإن من يغادر طاولة المفاوضات يجب ان يدفع ثمنا ..يا للسخرية؟؟ ثالثا من لا يقبل الصفقة سوف يكون في وضع اسوأ من ذي قبل وهذه الصفقة المضحكة المبكية وصفت من قبل الصحافة والمصادر الاسرائيلية بأنها صفقة (تجارية) محض، والحق أنه ما من شيء غريب على ترامب المريض، المزاجي وسريع التقلبات ، هذا السيناريو مرتبط في حال ضعف الحزب الجمهوري في انتخابات الفرصة للكونغرس . وضمان رهان ترامب على انتخابات الرئاسة مستقبلا.
الحشود العسكرية الصهيونية حول غزة والتهديد باجتيازها يجري على قدم وساق- غزة هي شوكة دامية في حلق الغاصب الأزلي- متهمة غزة حسب "والا العبري" باحراق 32 الف دونم بالبالونات الحارقة أي ما يعادل نصف تل أبيب وربع بحيرة طبريا مدعية ان الحرائق شملت اراض زراعية ومحميات طبيعية .. الخ، ذرائع العدو كثيرة وواهية ولو كان بامكانه اجتياح غزة بسهولة ويسر لفعلها الا أنه يدرك ما ينتظره هناك ويظل الشعب الفلسطيني أمام طوفان الاقتلاع تصعيد كفاحه بكل الوسائل والسبل.