الشاهد - ربى العطار
اعتبر يوم الخميس الماضي 25-10-2018 يوما مشؤوما لكافة ابناء الشعب الاردني وكذلك المقيمين على الأراضي الأردنية من مختلف المنابت والأصول ولكل من سمع بما حدث ويمتلك ذرة من الانسانية ،حادث البحر الميت والذي راح ضحيته 21 شخصا معظمهم من الأطفال كان أشبه بالمجزرة ،شاءت الأقدار أن تحدث هذه المصيبة في هذا اليوم الذي يستعد الكثيرون لقضاء عطلتهم الاسبوعية فينظمون الرحلات وكذلك المدارس تنظم معظم رحلاتها في هذا اليوم لكن العقلاء هم من يحسنون اختيار الاماكن التي يذهبون لها خصوصا اذا كان ينظمون رحلات لطلبة مدارس "أطفال" ويملكون الجرأة لإلغاء رحلة التي يفترض أنها ترفيهية في ظل تحذيرات وتنبيهات من الأرصاد الجوية من خطورة الجو وانه من المتوقع أن تتشكل سيول جراء التساقط الغزير للأمطار .
لن ندخل في تفاصيل من هو المسؤول عن هذا الحادث الأليم فهناك تحقيقات ننتظر صدور نتائجها ونتمنى أن ينال المخطئ عقابه لتفادي اي اخطاء مماثلة في المستقبل وليشعر اهالي الطلبة المتوفين أن دماء أبنائهم لم تذهب هدرا ،رغم أنه مهما كانت العقوبات لن تطفئ نار غضب وحرقة قلبهم على أطفالهم فلا يوجد أقسى من أن تفقد الأم اغلى ماتملك فلن يشعر أحد بما يعتريها من مشاعر إلا من مر بنفس ظروفها فمهما حاولوا مواساتها لن يستطيع أحد أن يصل إلى حرقة قلبها والتي ستبقى ملازمة لها طوال حياتها ،وذلك الأب الذي ذهب كالمجنون يبحث عن فلذة كبده ولا يستطيع التعرف على ملامحه لتشوه جثته ورأينا جميعا الأب الذي يبكي بحرقة لوفاة ابنه الوحيد بعد أن توفيت زوجته قبل فترة وجيزة ليفقد بذلك عائلته بالكامل .
وتابعنا جميعا الخلط الذي حدث بين جثتي سارة وهند لعدم قدرة اهلهم التعرف على ملامحهم فدفنت سارة مكان هند .
من سيعوض هذه العائلات المكلومة ومن سينسيهم العذاب الذي تعرض له ابناؤهم وهل سينسي الطلبة الناجيون من الحادث ما رأوا من مشاهد مرعبة والذين أصبحوا الآن بحاجة إلى إعادة تأهيل نفسي ؟
حاسبوا من شئتم عن التقصير لكن هذه العائلات لا يستطيع أحد أن ينسيهم مصيبتهم فالحادثة وقعت وكان هؤلاء هم الضحايا ولا نستطيع أن نقول إلا "قدر الله وما شاء فعل "