بقلم : عبدالله محمد القاق
الزيارة التي قام بها وفد من قيادة حماس للاردن يوم امس برئاسة السيد خالد مشعل رئيس حركة المقاومة الاسلامية ولقاءاته مع جلالة الملك عبدالله الثاني للبحث في التطورات الفلسطينية والمتغيرات العربية الراهنة تشكل خطوة جادة نحو رغبة اردنية في تكريس التعاون مع حركة حماس مجددا في ضوء الاوضاع التي تشهدها الساحة العربية خاصة في ضوء ثورات الربيع العربي .
وتأتي المباحثات التي جرت في جو ساده الثقة والتفاؤل انطلاقا من الرغبة في تدعيم التعاون وامكانية السماح لقيادات حماس بالبقاء في الاردن جراء الاحداث السورية ودعما لجهود المصالحة الفلسطينية التي تقوم بها الحكومة الاردنية بتوجيهات جلالته لتجسيدها في المرحلة المقبلة والتي قطعت شوطا كبيرا نحو التعاون والتفاهم لتشكيل حكومة فلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانهاء الانقسام بين الفلسطينيين ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي .
فالمباحثات الاردنية- الفلسطينيةبرئاسةحماسكانتايجابيةوبناءةكماقالليبعضقادةحماس امس من حيث اكدوا الموقف الاردني الداعم للقضية الفلسطينية عبر كل الصعد لجهة ايجاد حل دائم للقضية الفلسطينيةة واقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف فضلا عن التأكيد على اهمية المصالحة الفلسطينية في المرحلة الراهنة .
هذا اللقاء، خطوة جادة وحكيمةلانهاء الوضع المؤلموالتشرذم القائم بين الفلسطينيينفي الداخل الامر الذي كان يسهل على اسرائيلمن الاستمرار في التدخلبالشأن الفلسطيني وتواصلالقصف والحصار والاعتداءعلى الفلسطينيين في القطاعاو في الضفة لجهة الاستيطاناو التهويد او طمس الحضارةالفلسطينية في مدينة القدس وغيرها.
هذا اللقاء، جاء انسجامامع ما تفكر به الحكومةالاردنية من دعم حقيقي للفلسطينيينوازالة الغبن عنهم بعد ان كانت حكومة الرئيسالمخلوع حسني مبارك،تماطل وتجهض اي اتفاق يهدف الى دعم هذا التفاهمالفلسطيني لان وزير خارجيةمصر السابق احمد ابو الغيظ كان يسير بتوجيهاتامريكية املتها اسرائيللمواصلة رفض الاتفاقالفلسطيني واستمرار الحصارعلى قطاع غزة وعدم موافقتهعلى ان تكون الوساطةبين الفصائل وفتح على مسافة واحدة من التفاهماو التضامن او حل الخلافاتانطلاقا من الرغبةالامريكية والاسرائيلية التي جسدت هذا الانقسامالذي زاد على خمس سنوات ونيف.
والواقعان نتنياهو يرفضاي اتفاقات بين فتح وحماس الفلسطيني عندما يعلن في كل مناسبةالتوقيع على اتفاق فلسطينيمن ان السلطةالفلسطينية عليها ان تختار بين حماس او عملية السلام.. وكأنحماس والفصائل الاخرىهي التي اجهضت العمليةالسلمية..ولم تكن اسرائيلوراء ذلك بسبب رفضها خريطة الطريقالاوروبية او حل الدولتيناو مبادرة السلامالعربية.او وقف الاستيطانوهي المطالبة الامريكيةالمصحوبة بدعم مالي كبير بغية التوافقعلى بناء هذا السرطان.. فاسرائيلوامريكا يجب عدم الرهانعلى سياستهما لانهمالا يريدان السلامالعادل في المنطقة،بل على الدول العربيةان تكون واعية من خطورة الضغوطاتالامريكية في هذه المرحلةوعليها دعم الموقفالفلسطيني ومطالبة القمة المقبلة -ان عقدت- العمل على مواجهةاية مواقف تستهدفالضغط على الفلسطينيينوخاصة السلطة الفلسطينيةبتهديدها بوقف المساعداتالمالية والاقتصادية عنها اذا لم تتوقف عن التعاونمع حماس.. اذا لم تعترف الاخيرةباسرائيل!.
فالدول العربية مطالبةبوضع الاستراتيجيات الكفيلةبمؤازرة الموقف الفلسطينيعبر كل الصعد،لان الاتفاق بين فتح وحماس والتي كانت تراهن دولا عديدة على عدم تحقيقهفي اية فترة مقبلة سيسهم في تغيير موازينالقوى والبدء بحملة عالميةناجحة لاعلان الدولةالفلسطينية عبر الامم المتحدةوالاسهام في السعي لمقاطعةاسرائيل اذا ما استمرتفي عملية رفضها للسلامالعادل.ومتابعة هذه الاجراءاتالكفيلة بقطع الطريقامام المحاولات الامريكيةبهدف الوصول الى تسوية او مساومةحول موضوع الاستيطان.. هذاالموقف الفلسطيني الموحدوالذي جاء في ضوء التطوراتالعربية والمتغيرات الراهنةفي كل من تونس ومصر واليمنوليبيا يتطلب من القيادةالفلسطينية برئاسةالسيد محمود عباس من قياداتالفصائل الفلسطينية وخاصة السيد خالد مشعل اغتنامالفرصة وتسريع خطوات انجاز المصالحةالفلسطينية، لا سيما وان حماس سبق وان اعلنت مواقفهاالوطنية والقومية بضرورةالمصالحة ووقف اية اجراءاتمن طرف فتح او السلطةلتضييق الخناق على الفلسطينيينوعدم السير في المخططاتالامريكية او الاسرائيليةخاصة بعد ترحيب الفصائلبقرار السلطة الفلسطينيةوقف المفاوضات مع اسرائيلاحتجاجا على بناء المستوطناتحيث وصف السيد اسماعيلهنية رئيس الحكومةالفلسطينية المقالةقرار السلطة بانه يعبر عن رغبة صادقة في اعادة تقويم المسارالسياسي ويعزز العمل السياسيوفق برنامج وطني موحد على قاعدة الشراكةالسياسية والوطنية.
واذا كنا نشيد بهذه الزيارةلوفد حماس للاردنبرئاسة السيد خالد مشعل والمباحثاتالناجحة بين جلالتهوالوفد الفلسطيني حول مختلف القضاياالراهنة ومن بينها التوصلالى صيغة للتوحدبين الفصائل الفلسطينيةخاصة فتح وحماس فانه لا بد من الاشارةالى ان الاردنوبتوجيهات جلالة الملك عبداللهالثاني قد لعب دورا بارزا في الاسهامبحل الخلافات بين الفلسطينيين،وكان هناك استعدادسابق لاستضافة عمان لحركتيفتح وحماس بغية رعاية الحواربينهما للتوصل الى انهاء الانقسام،خاصة وان الاردناستقبل وفدا من حماس وبعض الفصائلالفلسطينية مؤخرا حيث تم بحث هذه المسألةبغية تكريس الوحدةالفلسطينية والقضاءعلى اي خلافاتقد تؤثر على مسار اقامة الدولةالفلسطينية المستقلةالقابلة للحياة وعاصمتهاالقدس الشريف! والذي لم يدخر الاردنجهدا عبر كل المحافلالعربية والدولية الا ودعا الى تحقيقهاواقامتها وانسحاب اسرائيلالشامل من الاراضيالعربية المحتلة.
الامل كبير في دعم الدول العربيةلهذه الجهود الاردنية الناجحة لانهاء الانقسام.. لمواجهةالاستحقاقات القادمةللقضية الفلسطينية والتهيئةلزيارة رئيس السلطةالى قطاع غزة قريبا واطلاقسراح المساجين كافة التي شكلت عقبة كاداء امام اي تعاون حقيقي فلسطينيفي هذه المرحلةالراهنة والعمل على الغاء الحظر المفروضعلى عدد من الجمعياتوالمؤسسات في الضفة وغزة بالاضافةالى تضافر الجهودلكي تشهد المرحلةالمقبلة خطوات جادة وناجحةنحو انجاز تطلعاتوطموحات الشعب الفلسطينيبانهاء الانقسام والوصولالى وحدة الشعب والوطنوذلك بعد ان هدد الرئيسالامريكي اوباما بقطع المساعداتوالدعم عن الشعب الفلسطينياذا ما تم عرض مسألة الاعترافبالدولة الفلسطينية في مجلس الامن الدولي.. خلالالفترة المقبلة.. لان ذلك على حد قول الرئيسالامريكي يعرض السلامللخطر ويفشل الجهودالرامية لاقامة الدولةالمستقلة.
فالزيارة لقادة حماس للاردنبرئاسة المناضل خالد مشعل في هذه الظروفالراهنة هامة وايجابيةلكونها تشكل منعطفاتاريخيا نحو التفاهموالتعاون الاردني المشتركفي مختلف المجالاتوالاصعدة في الظروفالراهنة.
abdqaq@orange .jo