المحامي موسى سمحان الشيخ
جديد الفلسطينيين هو قديمهم المتكرر دوما، بمعنى أنه منذ مأساتهم أي بواكير مأساتهم حينما استولى العدو الغاصب على ديارهم وهم في حالة اشتباك دائم معه، يخبوا الصراع قليلا ليعود فيشتد ثانية، هذه طبيعة المعركة مع الاستعمار الاستيطاني وهذا هو طبع العدو وسمته الاساس.
بيد أن الصراع اليوم بات يأخذ مستويات دامية غير مسبوقة حيث يريد العدو ابتلاع فلسطين تماما مؤكدا على الارض وبالفعل اليومي روايته التوراتية التلموذية العنصرية، والطرف الفلسطيني لا يخضع ولا يمكن ان يخضع فالمعركة مستمرة وممتدة.
في اسبوع واحد فقط، نقل العدو استيطانه الى قلب مدينة الخليل، ساخرا تماما من مبادرة ترامب الوهمية الرجعية الاستعلائية التي تقضم الحق الفلسطيني قطعة قطعة، وفي أسبوع واحد فقط إقتلع الزيتون الفلسطيني من جذوره ساعيا لحرمان الفلسطينيين من مصدر رزق عتيق ودائم ورمزي لفلسطين ولم يكتمل اسبوع العدو ولمن يكمل دون السعي اليومي الحثيث لابتلاع الخان الاحمر وكل خان فلسطيني في الأغوار ومسافر يطا، فبعد أن أجهز تماما على الارض والمدن في جبلي القدس ونابلس يجدد اليوم وتائر استيطانية لابتلاع جبل الخليل، وسلام على يعرف بمنطقة "ج" في اتفاقية اوسلو، مرحى لسلام يبحث عنه عتاة مغفلون ومتآمرون وواهمون من بني قومنا فاسطوانة السلام المشروخة لم تعد تداعب أذني أحد سواهم، أعني سوى لاعقي أحذية الغزاة.
وفي أول الاسبوع- الاحد -14-10 -عاد نتنياهو هو ووزير حربه يجددان ضرورة اجتياح غزة بعد أن أشعل الأبطال الغزيين الأباة مستعمرات الغلاف وتوغلوا قليلا في الداخل وعلى اشتداد الفضل الغزي المقاوم سلما- مسيرات وفعاليات وحربا بنادق وخنادق وفيالق ترد الضفة الغربية التحية لغزة بأحسن منها حيث تجري في كل يوم عملية عسكرية وفي أدناها عملية طعن يحاول العدو جاهدا فرض معادلة فيتصدى له الفلسطينيون في جناحي الوطن الضفة وغزة رغم أن هناك سفلة يعزفون على وتر الانقسام الدامي.
يؤكد نتنياهو المتطرف اليميني الفاسد المأزم امام وزرائه في جلسة الاحد الحكومية (بأنه اذا لم توقف حماس الهجمات في قطاع غزة ضد اسرائيل فسيتم افهامهم بطريقة اخرى، نحن قريبون جدا من نوع مختلف من العمل، نعم سيكون الرد مؤلما) وتظل غزة عصية على التطويع كبيرهم يقول هذا، والحارس ربيب الملاهي والخمارات وزير حرب نتنياهو ليبرمان يؤكد صباح الاحد (سنوجه أقصى الضربات لحماس التي ذهبت بعيدا في المسيرات والبالونات، لقد استنفذنا كل خياراتنا ووصلنا لنقطة اللاعودة) والمختصر المفيد أن فلسطين في مكانها والعابرون سيرحلون لا محالة.