الشاهد - قال وزير الثقافة والشباب محمد أبو رمان إنه ليس دور الوزير أن يدخل في العمل البيروقراطي، ويغوص في التفاصيل الكثيرة.
وأشار الوزير في حديث لبرنامج «البث المباشر» عبر أثير الإذاعة الأردنية صباح امس الثلاثاء إنه لا بد من التكامل بين عمل وزارتي الثقافة والشباب التي يديرهما.
وأوضح أبو رمان في حديثه للزميل صدام المجالي «ولذلك فإن الوزير ليس دوره الدخول في تفاصيل كثيرة بالعمل البيروقراطي، بل دوره يُسهّل العمل البيروقراطي وتفكيك العُقد، على أن يكون الأمين العام والقيادات في الوزارات هي المسؤولة عن الإجراءات الإدارية والفنية، فيما دور الوزير يتمثل في مراقبة الأداء المؤسسي ومتابعة تحسن وتطور المؤسسة».
وشدد على أهمية إعطاء القيادات الإدارية في الوزارت والمؤسسات أدواراً مهمة لكي تقوم بمهمتها مهما تغيرت الحكومة، وقال «مثلاً تأتي حكومة برلمانية إذا أُنجز قانون الإنتخاب وتطورت الحياة السياسية، وهنا ليس بالضرورة أن يدخل الوزير في تفاصيل التفاصيل».
ولفت أبو رمان إلى أهمية تطوير القيادات الإدارية من خلال معهد الإدارة العامة، وقال «الرئيس أكد خلال اجتماع مجلس الوزراء الاثنين على تأهيل وتطوير الصف الثاني في الأجهزة الحكومية».
وأوضح الوزير أن وزارة الشباب ستضع على الطاولة برنامجاً لتطوير معهد تدريب القيادات الشبابية ليخرّج قيادات شبابية تكون قادرة على التعامل مع الادارة العامة ولديها مفاهيمها.
الاحتقان
وأقرّ الوزير بوجود «حالة غير مسبوقة من الاحتقان داخل المجتمع»، وقال «هنالك فجوة واضحة بين الحكومات والشارع وفقدان العلاقة حيث إن رسالة الدولة لا تصل أحياناً إلى المحافظات، وأصبحت تشعر أن هنالك فجوة بين الحكومة المركزية والمحافظات».
وأضاف أبو رمان «لذلك لا بد من العمل على مشروع لبناء الثقة ويجدد الثقافة الوطنية والهوية الوطنية ولا بد أن يخاطب الشباب ويعتمد على تجسير العلاقة مع الشباب».
وزارة مظلومة
وأشار أبو رمان إلى أن وزارة الثقافة خلال العقود الماضية قامت بدور مهم وكبير حسب قدراتها المادية المحدودة، ووصفها بالوزارة «المظلومة» من حيث الإهتمام والموارد المالية.
وبيّن أن الوزارة كانت تقوم بدورها، لكنها كانت «نخبوية» – وفق تقديراته - بحيث تهتم بالنخب، وقال «ونحن نفكر بانتشار الوزارة وانتقالها من النخبة - التي سنبقى نهتم بها أيضاً- إلى الاهتمام بالثقافة العامة.
الدمج ودور الشباب
وقال الوزير إن عملية الدمج بين الوزارتين (الثقافة والشباب) تتلاءم مع فلسفة مشروع النهضة الوطنية وهو يقوم على أكثر من ركيزة، حيث الاصلاح المتكامل وهو ما تحدث به جلالة الملك في خطاب العرش.
وأضاف: عندما نتحدث عن سيادة القانون وسياسة التشغيل بدلاً من التوظيف ومنظومة القيم المجتمعية وهذا جزء كبير منها متصل بالجانب الثقافي وهو مرتبط بحياة الناس ومن يحمل المشروع يفترض أن يكون جيل الشباب.
وبيّن أبو رمان أن الشباب هم الأكثر استهدافاً في عملية تغيير الثقافة المنشودة وتطوير الثقافة الوطنية، وقال «ولذلك كان لا بد أن يكون عمل الوزارتين متكاملا لا أن تكون جزرا معزولة».
وزاد أبو رمان «في المحافظات والمناطق المختلفة لا بد أن يتحول عمل مديريات الشباب والمراكز (107) والهيئات الثقافية إلى شبكات متناغمة ومنظومة عمل موحدة».
وأضاف أبو رمان أن الوزارة تعمل على تطوير مشروع معهد القيادات الشبابية في وزارة الشباب، لتخريج قيادات شابة لديها القدرة على التعامل مع الإدارة العامة، ولديها مفاهيم الحياة السياسية.
وبين أنه يتم مناقشة هذا الأمر بشكل عميق في وزارة الشباب، مضيفاً أن هناك انتشاراً كبيراً للمراكز الشبابية لكن الخلل في عملية الإنتشار لأنها ركزت على الكم دون النوع.
وأضاف أن من أحد أهم البرامج التي تعمل عليها الوزارة، تفعيل دور المراكز بوضع برامج واضحة ومحددة لكل مركز شبابي، وتأهيل قدراته مما يسهم في مساعدة الشباب على تحسين قدراتهم.
كما أضاف «لدينا اليوم مراكز شبابية كثيرة ولكن لا نعلم ما هي مخرجاتهم، وما يتم تحصيله من هذه المراكز ،وما هي النتائج الرئيسية منها».
وبين أبو رمان أن الوزارة تعمل حالياً على أكثر من مشروع لكن جميعها تصب في نفس الاتجاه، موضحاً أن الوزارة قامت بنشر إعلان دعت من خلاله المبادرات الشبابية إلى التسجيل في وزارة الشباب وعرض مخططاتهم ومشروعاتهم وتقديم أنفسهم.
وأوضح أن هذه المبادرات التابعة للوزارة لديها فريق يقوم بمسح المبادرات الشبابية الفعالة في المحافظات والمناطق الأخرى، ليتم تحويلها ضمن عمل مراكز الشباب في المحافظات، مبيناً أن الشباب سيجدون برنامجاً في المراكز الشبابية وفقاً لميولهم ورغباتهم.
وذكر أبو رمان أن هناك مشروع تعاون مع نادي الإبداع في الكرك، لإيجاد بناء نموذج يُطبق على بعض الأندية، مبيناً أنه في حال نجاح النموذج سيتم نقله إلى مراكز شبابية في مناطق أخرى.