جمال المصري
هل البيوت أصبحت مجرّد فنادق ؟ وهل العلاقات الأسريّة بين الآباء والأبناء أصبحت أقـلّ من رسميّة ؟ .. فالابن لا يأتي للمنزل إلا في ساعات متأخرة من الليل وفقط للنـّوم ، حتى الكثير من الفتيات تجدهنّ يؤخرنّ عودتهنّ للمنزل بعد انتهائهنّ من الدوام الدراسي أو العمل قـدر مـا استطعن إلى ذلك سبيلا .. لأن الدخول للمنزل يعني عدم الخروج إلا ثاني يوم ، فالدخول للمنزل سواء للأبناء أو البنات يعني الانعزالية والنكد .. لا جلوس على مائـدة واحـدة ،لا تواصل ولا تفاهم ولا انسجام ، ليس فقط بين الأبناء والآباء بل حتى بين الأخوة أنفسهم .
فان أردت إرضاء ابنك فعليك أن لا تسأله أيـن كنت أو لماذا تأخرت بالعودة للمنـزل ولا مـا هي نوعية أصدقائك الذين أنت كأب لا تعلم عنهم شيئاً .. ولا تسألـه لماذا هـذا الوقـت الطويــل الضائع لتصفيف شعرك بطريقة غريبة أو لماذا تهدر النقـود الكثيرة على مـواد تصفيف الشـّعر وعلى صالونات الحلاقة .. وإياك أن تطلب منه الذهاب للبقالة أو المخبز أو شراء بعض الخضار ، فأصدقاؤه والإنترنت بانتظاره وهم أهم بالنسبة له ثـمّ إنـه لا يعرف كيـف ينتقي هـذه الخضـار وأغراض المنزل فهذه خبرة لا تلزمه وهذه الأمكنة لا تليق بــه فمكانــه في المـولات والكوفــي شوب ومقاهي الانترنت .. ولن يلقي عليك تحية الصباح .. ولكنه يوزعها على من هبّ ودبّ من أصدقائه وصديقاته على الفيسبوك .
ولا تسأله عن من هو قدوته في هذه الحياة .. فأنت بالنسبة له ( دقـّة قديمـه ) ، وقـدوتـه أمثال مايكل جاكسون وفنانو ومطربو هذا العصر أصحاب الصرعــات و ( النيو لــوك ) ، فـلا تطلب منه أن يكون نبيّنا عليه الصلاة والسلام أو حمزة أو خالد بن الوليد أو أحـداً مــن العلـماء والمفكرين هم قدوته .. فلا تطلب ذلك لئلا يبعد عنك ويجافيك أكثر من هذا .