بقلم : عبدالله محمد القاق
رحب الاردن بتعيين الدبلوماسي الكويتي المرموق الاستاذ عزيز الديحاني سفيرا لبلاده في الاردن خاصة انه عرف عنه بانه يركز منذ تعيينه على دعم العلاقات الاردنية الكويتية في مختلف المجالات والاصعدة .وفي لقاء للسفير الديحاني مع رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة شدد السفير على اهمية تطويرالعلاقات الاردنية – الكويتية والتي وعد بان تشهد مزيدا من التعاون الاقتصادي والسياسي والفني في مختلف المجالات انطلاقا من الرغبة في تجسيد العمل المشترك ومواجهة التحديات في المرحلة المقبلة ولا سيما وقداثبت البلدان الاردن والكويت انهما يتمتعان بالامن والاستقرار والسياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادتان خاصة وان الكويت تسير بخطى ثابتة نحو النهضة والرقي بفضل القيادة الحكيمة التي ينتهجها جلالة الملك عبدالله الثاني وسموامير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت في النهوض ببلادهما نحو تطور شامل، وهذا الامر من شأنه ان يحمل فيه دور سمو الامير الكثير من المعاني الجديدة والدلالات الأكيدة على مضاء العزيمة وصلابة الرأي والارادة في مواصلة الريادة والاستمرار في حمل الرسالة بابعادها ومضامينها الانسانية والحضارية، وهي كما يقول صاحب السمو الأمير انها بلد الاسرة الواحدة والتي تجسد ملحمة العطاء وحكاية البناء ومواقف الرجال. والواقع ان العلاقات الاردنية الكويتية كما تحدث الاستاذ الديحاني والذي اعرف مدى رغبته في تجسيد العلاقات مع الاردن شكلت لقاءاته مع الوزراء خطوة كبيرة نحو تجسيد التعاون الفاعل بفضل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو اميردولة الكويت في مختلف المجالات للاسهام في تكريس هذا العمل العربي المشترك، لخدمة الامن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم نظرا لما يتمتع به البلدان من سمعة دولية ومن مصداقية رسختها سياسية الوسطية والاعتدال والواقعية بصورة جعلت من الاردن والكويت قوة عربية مؤثرة في السياسات العربية والدولية وقادرة على شرح عدالة القضايا العربية والاسلامية والدفاع عنها واستقطاب الرأي العام الدولي لدعمها. فالكويت والاردن رؤاهما متطابقة بضرورة العمل الى جانب قضايا امتهما وخاصة القضية الفلسطينية وحل الدولتين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة وضرورة تنقية الاجواء العربية لتحقيق وحدة الصف العربي وصرف كل الجهود لقضايا العرب الاساسية. وهذا الموقف عملت الكويت كما قال لي السفير الديحاني عبر سياستها الفاعلة الى رأب الصدع العربي عبر ضرورة الحوار وحل القضايا بالطرق السلمية، وهو الجزء الاكبر الذي استأثرت به سياسة سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بغية تكريس وحدة الصف العربي وتقوية روابط الاخوة العربية الموثقة في الجامعة العربية فضلا عن الدعم الكويتي للدول العربية الشقيقة والصديقة من اجل بناء التنمية والتعمير، خاصة وان الكويت حرصت منذ استكمال استقلالها على تعزيز العمل العربي وتطوير مجلس التعاون الخليجي المشترك وتفعيل العلاقات الطيبة مع كل الدول العربية. وقد لمست هذا الدور الكبير للكويت بقيادة صاحب السمو الامير خلال زياراتي المتكررة لحضور مؤتمرات للقمة العربية ونشاطات سياسية منها تغطية الانتخابات النيابية ولاحظت النزاهة والحيادية والشفافية في تجسيدها وسعيها لتركيز الامن والاستقرار في المنطقة والتعايش السلمي بين الامم والتفاهم بين الحضارات واستئصال الكراهية الضعيفة في نفوس من يعاون الظلم والاضطهاد. انطلاقا من رغبة القيادة الكويتية الحكيمة التي تركز على مبدأ احلال السلام الدائم والعادل في المنطقة والتي تؤمن باخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وخاصة اسرائيل، فضلا عن دورها الكبير كما قال لي سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس الوزراء الاسبق ان سياسة الكويت تقوم على دعم التضامن العربي وازالة الخلافات واقامة السلام العادل بالمنطقة وحل المنازعات بالطرق السلمية، وبالحوار البناء فضلا عن مساعدة الدول العربية حيث تقدم المساعدات للعديد من الدول تعبيرا عن عمق العلاقات الاخوية معها، خاصة الاردن الذي يتمتع بالامن والاستقرار وسياسة جلالة الملك عبدالله الثاني الحكيمة في مختلف المجالات، والذي تربطه علاقات طيبة مع اخيه صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في مختلف المجالات. فهذه العلاقات الاخوية تنمو بين البلدين بشكل متطور نظرا للدور الكبير الذي يبذله السيد عزيز الديحاني سفير الكويت في الاردن والذي سيلعب دورا كبيرا في زيادة الاستثمارات الكويتية في الاردن والتي فاقت العشرة مليارات دولار فضلا عن تنشيط حجم التبادل التجاري والثقافي المشترك مرورا بمضاعفة اعداد الطلبة الدراسين في الاردن وصولا الى الشراكة التاريخية بين البلدين في مختلف مجالات التنمية والتي تلقى سياستها تقديرا ودعما عربيا ودوليا كبيرين نظرا لسياستها الدائرة في مختلف المجالات. ودعم موصول وأريحية عروبية اشرف على تجسيدها السفير الدعيج وذلك من اقتناع راسخ لدى قيادتها بالعمل العربي المشترك مشيرين الى عدد من الاتفاقيات الثنائية للدعم والتمويل والتي مكنت الصناديق الكويتية من خلالها الاردن من تعزيز البنى التحتية باقامة السدود وشق الطرق وفك العزلة عن السكان في الأرياف وبناء الطرق السيارة والسكن الاجتماعي وتحسين الخدمات الصحية وتعميم التعليم الاساسي والمساهمة في التنمية البشرية. لقد لعبت الحكومة الكويتية برئاسة سمو الشيخ جابرمبارك الصباح رئيس الوزراء دورا بارزا في تعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وقاد هذا التعاون انطلاقا من هذا النضج المتزايد لوعي الكويتيين، حيث تم منح المراة الكويتية الحق بالترشيح والانتخاب في مجلس الامة لاستكمال عمليات الاصلاح في البلاد، وفق سياسة امنية متطورة ومستقرة شهد لها العديد من قادة الدول العربية والاجنبية. واذا كنا نشيد بتنامي العلاقات الاردنية- الكويتية في مختلف المجالات، فانه لا بد من التركيز على دور سمو الشيخ ناصر احمد الصباح رئيس الوزراء الاسبق، وممثل صاحب السمو امير الكويت للدور البارز والفاعل في تفعيل التعاون بين الاردن والكويت وسياسته الانفتاحية خاصة وانه من رجال الكويت البارزين والمرموقين ومن اركان الاسرة الكويتية الذي اعرف نشاطاته ودوره السياسي وخدماته الكثيرة التي قدمها للاردن ولشعب الكويت، وهو من الذين اسهموا في تجذير الديمقراطية وتحقيق التعاون الاخوي البناء بين الاردن والكويت لما عرف عن سموه من فكر وطني وقومي وعروبي على مختلف الاصعدة ورؤية منفتحة حيال مختلف قضايا الامة. ولاشك أنني أعرف الجهد الكبير الذي يبذله صاحب السمو الأمير عبر المؤتمر الاقتصادي والتنموي العربي الذي عقد في الكويت مؤخرا وقمة مجلس التعاون الخليجي الثلاثين والذي أتيحت لي الفرصة لتغطية نشاطاتهما وفعالياتهما ولمست مدى الجهد المميز والخارق الذي يبذله سموه وسمو ولى العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس الوزراء السابق لإيجاد موقف عربي موحد تجاه قضايانا في فلسطين والعراق ولبنان وتوحيد الصف العربي لمواجهة التحديات الراهنة مع إخوانه قادة الدول العربية وخاصة جلالة الملك عبد الله الثاني بغية تنسيق المواقف والابتعاد عن الخلافات والتداعيات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية تأكيدا على أن الاستمرار في الانشقاق بين فتح وحماس والفصائل الفلسطينية وكذلك الانقسام يوفر لإسرائيل الحجة والذريعة للتهرب من استحقاقات السلام. ولا شك أننا نستذكر خلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو امير دولة الكويت الذي يلقب ب – حمامة السلام- في المنطقة لدوره الريادي في تحقيق التضامن ونبذ الخلافات العربية وقد لاحظت ذلك خلال مرافقتي لصاحب السمو عندما كان نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية الكويتية دور الكويت في مواصلة مسيرة النهضة على درب التنمية والبناء لهذا الوطن وصنع الرخاء لكل الكويتيين-، حيث شملت هذه المسيرة مجالات الحياة كافة، لأنها ترتكز على أصالة المبادىء وحيويتها، حيث جعلت من هذه الدولة حاضرة من خلال مواقفها وسياساتها في كل المجالات.. حيث مكنتها في الوقت ذاته من مواكبة تطورات ومتطلبات الألفية الثالثة والتفاعل الايجابي معها. لقد احتضنت الكويت في العام المنصرم القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والتي لعب خلالها سمو أمير الكويت-و الذي كان يعرف بحمامة السلام في المنطقة لدوره في تنقية الأجواء العربية وتحقيق التضامن العربي إبان توليه منصب نائب لرئيس الوزراء ووزير للخارجية والذي تشرفت بمرافقة سموه في العديد من مؤتمرات القمة ووزراء الخارجية العرب و دول عدم الانحياز ودوره البارز لتجسيد المصالحة اللبنانية ودعم العلاقات الأردنية الفلسطينية وتبنى الدور الفلسطيني من الكويت حيث أسهم سموه عبر سياسة الكويت الناجحة والحكيمة في إقامة الثورة الفلسطينية من الكويت ودعمها بكل ما تحتاج إليه في مختلف المجالات - دورا بارزا وايجابيا في تحقيق المصالحة العربية بين الأشقاء العرب، حيث فتحت الكويت من خلال هذه القمة طريقا لتجسيد التعاون المشترك فضلا عن كونها حظيت بمكانة تاريخية نظرا لكونها أول قمة عربية متخصصة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي تناولت شأن المواطن العربي وأوضاعه الاقتصادية بشكل مباشر بعيدا عن الخوض في المجالات السياسية ، والتي من خلالها أسهمت هذه القمة في دعم أهالي غزة بتقديم الكويت خمسمائة ألف دولار لإعادة إعمار غزة للتخفيف من معاناتهم من تداعيات العدوان الاسرائيلي على القطاع ، الأمر الذي ظهر كذلك من خلال حرص القيادة الكويتية على ان تكون في مقدمة الدول المشاركة في مؤتمر المانحين الذي استضافته مصر لاعادة اعمار قطاع غزة ودعم القضية الفلسطينية وكذلك التبرع بمبلغ اربعة وثلاثين مليون دولار للاونروا للمساندة ومؤازرة اللاجئين الفلسطينيين. والكويت تفخر بحياة ديمقراطية عايشتها على مدار عقود من الزمن.. تلك الممارسة الحضارية اصبحت معيارا يقاس به تقدم الامم ورقيها وهي نتيجة طبيعية للعلاقة المميزة بين الحاكم والمحكوم والتي ترجمت بتأسيس دستور عام 1962 كحالة طبيعية لسياق تلك الديمقراطية وبناء دولة القانون والمؤسسات تفاهما سياسيا عميقا ورؤى مشتركة وتعاونا شاملا حيال مختلف القضايا الراهنة ورغبة جادة في إيجاد حل لكل أزمات المنطقة وتحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة عن طريق حل الدولتين ، وتوفير الأمن والاستقرار واللجوء إلى الحوار لحل كل القضايا بروح الأخوة والتضامن لرفع مستوى شعوب المنطقة في مختلف المجالات. اننا لنرحب بالسفير الكويتي الجديد الذي يعرف بقامة دبلوماسية عربية لا يسعنا الا ان نذكر بكل تقدير للدور الذي لعبه السفير السابق الدكتور حمد صالح الدعيج خلال مدة عمله بالسفارةودوره في تطوير العلاقات الاخوية ، لنأمل لسفير الجديد الاستاذ الديحاني مزيدا منالعمل والنجاح في اطار مواصلة الكويت في تجسيد دورها من اجل التقدم والعطاء لتواصل دورها الوطني والقومي، في الاوساط العربية والدولية وبناء صرح الدولة الكويتية، لتظل كما عهدناها وطنا للمحبة والاخاء تشع من ربوعها كل معاني الاخوة والاخاء والتكافل الاجتماعي وتحقيق الامن والاستقرار بالدول العربية، ومواصلة جهودها نحو الحوار الحضاري. بين كل الدول لتجسيد التفاهم والتعاون والتضامن العربي .
abdqaq@orange .jo
رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية