معاذ أبو عنزة
غرد الأمير الهاشمي الأمير حمزة بن الحسين شقيق جلالة الملك عبدالله الثاني قبل عدة أيام تغريدةً صريحة واضحة المعالم لا تشوبها شائبة يُحاكي من خلالها وجدان الأردنيين الذين أرهقتهم قرارات الحكومات المتاعقبة الواحدة تلو الأخرى بحيث زادت أعباؤهم المادية وهمومهم الإجتماعية يوماً بعد يوم إلا أنهم مازالوا كما كانوا قابضين على وطنهم كالقابض على الجمر، كأي مواطنٍ أردني غيورٍ على وطنه متأثراً بما يجري من مستجدات وقرارات إتخذتها الحكومات مؤكداً ما كرره الملك في خطاباته وإجتماعاته مراراً وتكراراً بأسلوبه الخاص، إلى أن قامت إحدى ناشطات وسائل التواصل الإجتماعي كما تصف نفسها بالتطاول بالرد على الأمير وهو شقيق الملك بعيدةً كل البعد في ردها وأسلوبها المُتبع عن أخلاقيات العمل والتعامل دون مراعاة أبسط معيار من معايير ما يُعرف بالبروتوكول وفن وحِرفة وأخلاقيات التخاطب مع الملوك والأمراء لتفتعل بدورها أزمةً جابت مواقع التواصل الإجتماعي بإختلاف أنواعها في وقتٍ حساسٍ جداً في ظل وجود العديد من الحاقدين المتربصين بالوطن داخلياً وخارجياً والذين إمتهنوا وإحترفوا الإصطياد بالماء العكر ضاربةً بذلك عرض الحائط ليتسنى للبعض إغتنام الفرصة التي قدمتها على طبقٍ من ذهب محاربة الفيسبوك القابعة خلف شاشة هاتفها النقال أو حاسوبها الشخصي لبث سمومهم وأحقادهم عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي والهادفة دون أدنى شك إلى زعزعة الصفوف لنقدم ونعكس بذلك صورةً بائسةً من دخان الشك ووهم المؤامرة إختلقناها بأنفسنا لنطلقها من خلال أقاويل وقصص هنا وهناك عاريةٍ عن الصحة حول مؤسسة العرش المقدسة ومكوناتها ونسيجها المترابط بمختلف أجزائه وتفاصيله وبأن هنالك مؤامرةً تُحاكُ من خلف الكواليس بأيدٍ خفية حول ما يجري من أحداث لنُشعل بذلك فتيل الحقد والكراهية في ما بين صفوف البيت الواحد ألا وهو الوطن.
قد تكون السيدة الفاضلة قد نسيت أن تنوه في تغريدتها التي إستفزت الشارع المُحتقن وأثارت غيرة ونخوة المواطن الأردني الحر بأن الأمير بالإضافة إلى كونه شقيق الملك إلا أنه أيضاً أحد الجنود في صفوف جيش الملك العربي المصطفوي، بل كان من الأجدر والأولى عليها أن تُثرينا بمعلوماتٍ قد تكون أكثر فائدة حول ما تمر به المنطقة من تحديات إقتصادية خانقة ترافقها ضغوطات سياسية على مختلف الأصعدة قد يَصعب مواجهتها وإيجاد حلول سريعة لها ناهيك عن أزمة اللجوء السوري ومن قبله العراقي وتبعاتهما والأثر الناجم عن إغلاق الحدود إقتصادياً والتي مازلنا نعاني منها منذ سنوات عديدة وتوقف الدعم والمساعدات والمِنَح على الصعيد العربي والدولي وربطها بقضايا وملفات سياسية ساخنة بدلاً من التنظير وتأجيج الشارع المُحتقن في مثل هذا الوقت الصعب في ظل ما يُعانيه الوطن والمواطن من تردي الأوضاع الإقتصادية في الوقت الذي قد يكون به الملك على رأس عمله بلباسه العسكري في وحدة إدارة الأزمات ورئيس هيئة الأركان المشتركة على الحدود الشمالية أو الوسطى على سبيل المثال يعملون بصمت في واجب دفاعيٍ تجنباً لخطرٍ محدقٍ بنا ونحن هنا بالمقابل خلف شاشات الحاسوب "وهنا نريد الحصر لا الجمع" في إحدى المقاهي ننعم بالأمن والأمان نُطلق التعليقات دون حسيبٍ أو رقيب بعيداً عن أخلاقيات العمل والتعامل كما تحدثنا سابقاً والغاية التي وِجدت في الأصل مثل هذه المواقع من أجلها دون التمييز ما بين الحرية المسؤولة وما يرافقها من نقدٍ بناء والإنفلات المُقنَّع بإسم الحرية والديمقراطية وما يرافقه من نقد هدام وإغتيالٍ للشخصية ليأخذ شكلاً وهويةً مزورة بحثاً وبكل تأكيد عن الشهرة ولتمرير أجندة خاصة.
ليكون أخر ما أكتب .. ننحاز للملك ونحترم العائلة فرفقاً بالوطن الذي نُحب .