الجميع متهم ولا أحد يعلم الرواية الحقيقية اين تكمن مصداقيتها ومن الذي قام بإسقاط الطائرة الروسية، وأصابع الاتهام تشير الى ستة أطراف لكل منها اسبابه الخاصة، فروسيا ليست بريئة وايران متهمة والكيان الصهيوني صاحب الفائدة الأكبر، والثوار يبحثون عن الثأر وحزب الله عن البقاء وسوريا عن تغير الأدوار في المنطقة، ووسط كل ذلك فان روسيا تحتفظ بحق الرد، لكن ضد من؟.
ولو نظرنا الى ابعاد هذه المسالة لوجدناها متشابكة وتكثر فيها مصالح بعض الأطراف، وفي ظل الاتفاق الأميركي الروسي، لإخراج إيران من الأراضي السورية، بالإضافة الى مصلحة الصهاينة بعرقلة التحالف الروسي مع سوريا، وهنا يظهر لنا ان دولة الاحتلال كانت على علم مسبق بان هناك طائرة روسية ستدخل الأجواء السورية، مما جعلها تطبق قاعد او ما يسمى في عالم كرة القدم 'بمصيدة التسلل' عن طريق قيام الطيران الصهيوني بالتستر بالطائرة الروسية مما جعلها عرضة لنيران الدفاعات السورية التي تسببت بسقوطها حسبما اتضح.
وربما تكون هذه الرواية غير صحيحة لوجود أهداف عسكرية لكل طرف، فلو نظرنا الى الجانب الصهيوني لوجدنا مصلحتها في خلق توتر بين الروس والسوريين، واحداث فرقه بينهما فعمدت الى خطتها، لقتل الخبراء الروس المتواجدين على متن الطائرة حتى لا تزداد الخبرات القتالية الروسية لدعم سوريا على الأراضي وساحات القتال.
ومن ناحية اخر ربما تكون هذه الخطة صناعة إيرانية، في ظل الاتفاق الذي حصل بين روسيا وأميركا، والذي ينص على اخراج جميع القوات الإيرانية وحلفائها من الأراضي السورية واستبدالهم بخبراء روس، والجميع يعلم علم اليقين ان إيران تبحث منذ عصور عن تحقيق حلمها بما يسمى 'الهلال الشيعي'، فيما يد حزب الله اللبناني ليست بعيده على ان تكون المفتعل وهنا فان الهدف سيكون ذات الهدف الإيراني لكن التغير في اليد التي أطلقت الرصاص حتى لا يتضح من الذي فعل ذلك.
اما الرواية الأكثر رواجا فهي التي تشير الى ان الجيش السوري هو الذي قصف الطائرة بالخطأ في ظل الخطة التي طبقتها الدولة الصهيونية، فيما لا نبرئ المعارضة المسلحة التي قد تكون اسقطت الطائرة ثأراً لجميع من سقط من محاربيها على ايدي الطيران الروسي، وربما تكون روسيا هي من قامت بقصف الطائرة، لتحميل إيران المسؤولية عما جرى، وبذلك تمتلك الذريعة لطرد القوات الايرانية من سوريا.
وهنا يبقى الموضوع طي الكتمان ولن يتم اماطة اللثام عنه الا بعد سنوات، فالجانب الروسي ادان الكيان، والطرف السوري قدم الاعتذار، وحزب الله وإيران التزما الصمت، اما الجانب المتهم بالشكل العلني وهو الكيان الصهيوني فقال: 'نحن لا نعلق على تقارير أجنبية'، ليغلق الملف ويكبت عليه بخط عريض 'سري للغاية'.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.