ناديا هاشم العالول
اسباب عدة دعتني لكتابة هذه المقالة :أولها يعود لمداخلة شاركتُ بها اخيرا في ورشة عمل قام بها مركز شركيسيا للأبحاث والدراسات مع الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة من خلال ورشة تدريبية للنساء القياديات: التدريب لبناء القدرات –تمكين المرأة-قمتُ أثناءها بتجسير الهوة ما بين التمكين والإبداع.. فحلقة الإبداع ضرورية بسلسلة التمكين السياسي والإقتصادي والإجتماعي والبيئي والأسري والتربوي والتعليمي والثقافي.. الخ.
وثانيها إطلاعنا اخيرا على فوز الأردنية هديل عنبتاوي ضمن خمس نساء متميزات
بالعالم بمسابقة empower We التي تعنى بتمكين المرأة اقتصاديا.
واما السبب الثالث واكثرها تحفيزا هوسماعنا المتكرر لجملة: ليس بالإمكان أفضل مما كان!
هذه الجملة - الشمّاعة - التي يعلّق عليها البعض إخفاقاتهم متنصّلين من مسؤولياتهم..والى متى؟ أما آن الأوان للخروج من هذا التهاون ؟
ونظرا لعدم وجود مساحة كافية لتدوين كل ما يعتلج بالصدر فانا باختصار اقول:
كلا..ثم كلا.. بلْ بالإمكان أفضل مما كان!
فلنتخذه شعارا إيجابيا يضمن لنا متابعة العمل وتقييمه والإضافة عليه لإتقانه مما يؤهلنا لتسلق سلّم الابداع، مبتدئين بخطوة أولية كالاستفادة من العلم الذي بين ايدينا عبر تطبيقه على ارض الواقع..علمٌ نمارسه واقعيا سلوكا وفعلاوعملا وانجازا دون ان يتجمد بزاوية مكانك قفْ لا يغادر دائرة التنظير..علمٌ يجنِّبنا تطبيقُه الكلّي التخبّط بعتمة الجهل وظلامه، علم ٌمطبَّقٌ تتراكم نتائجه الإيجابية محدثة قفزة نوعية بالثقافة المجتمعية..
فما أحوجنا الى علم يٌستفاد منه ليكون بمثابة المِشعَل الذي يخرجنا من الظلمات الى النور.. رادمين الثغرات مضيفين مجدّدين.. وهذا التجديد هو الابداع بعينه !
ف (الابداع = فن الممكن = بالإمكان افضل مما كان ).. وكفانا أعذارا فكل عذر نستهلّه هو أقبح من ذنب !
فتطبيق العلم عبر عمل منجَز»متقَن»هو بمثابة محرّك للتنمية والنمو والتقدم..ولهذا رسولنا الكريم يحثنا:»إن االله يحب إذا عمل احدكم عملا ان يتقنه «، لترضي نتائجه النفْس والغير وقبلهما رب العالمين..متفقين على أنّ هذا يتطلب جهدا وتعبا..لكن نتائجه المرْضية تريحنا على المدى الطويل.
فأيهما الأفضل الراحة الآنية بمداها القصير ام الطويلة الأمد المتأتّيِة عن تنمية مستدامة؟
يصرّ البعض على أن الابداع يورَّث وهو بالفطرة..وبالتالي فلا فائدة من بذل الجهود لزرع موهبة بغيْرالموهوبين، غافلين عن أن الموهبة الجينية كثيرا ما تذوى وتتراجع بالإهمال.. فكلنا مبدعون لو صقلنا المهارات التي بأيدينا مهما تواضعت !
فما احوجنا الى»مرونة»تجعلنا نتقبل فكرة تنمية تفكيرنا الابداعي عبرالمطالعة، وطرح التساؤلات واضعين البدائل ،مشاركين بأفكارنا الإيجابية، واضعين فريضة نبني عليها حلولنا مستخدمين النموذج،ثم تجربته والتعلم من الأخطاء والتطوير والبناء على النموذج عبر»إختبارالفرضية والتجربة».. نقصد التجربة المجرّبَة بمختبراتنا العقلية لا على أرض الواقع لاختيار الحل الأمثل وتطبيقه بعد ذلك واقعيا..موفرين الوقت والجهد والمال بدلا من عمليتيْ الهدم والبناء نتيجة أخطاء عملية متكررة معرقلة لمسيرة التنمية والتقدم..
إذن.. الإبداع وتعلّم التفكير الابداعي ليسا بصرْعة بل من مستلزمات عالم متغيِّر يحثنا على الابداع والتجدد والتغيير.. وليس اي تغيير،وإنما التغيير نحو الأفضل !
hashemnadia@hotmail.com