المحامي موسى سمحان الشيخ
ما الذي يمكن قوله بعد 25 عاما من التوقيع على اتفاقيات أوسلو ؟؟ اجماع فلسطيني مطلق في كافة الأوساط الفلسطينية والعربية وفي الحلبة الدولية أيضا أن الاتفاقية أعادت النضال الفلسطيني خطوات وخطوات الى وراء الوراء، منذ البداية شكلت اتفاقية أوسلو الخطأ والخطيئة في آن معا ومنذ البداية أيضا فإن الكيان الغاصب لم يلتزم بالاتفاقية لا نصا ولا روحا، لقد وقعها العدو وهو يبطن عدم تطبيقها كما ظهر من كافة الممارسات التي تلتها والتي عبرت عنها المواقف الصهيونية المتعددة في الاستيطان والجدار والطرق الالتفافية وفي المسجدين الاقصى والابراهيمي كما في سلب الحد الادنى لحرية المواطن الفلسطيني في البناء والاقامة والسفر والتعليم والصحة، والأنكى انها سلبت الطرف الفلسطيني الذي وقع الاتفاق معها مخدوعا ومخدرا تركته بدون أي سلطة فعلية على الارض وحاصرته في قلعته حيا وميتا.
أوسلو إذن شكلت منقلا فلسطينيا، فخ استدرجت القيادة الفلسطينية الضعيفة والمتنفذة اليها ساعد في ذلك يومها وما يزال فقدان الحاضنة العربية والافتقار الى حوار عربي عبر عنه محمود درويش في قصائده وحتى موقفه من الاتفاقية مرارا وتكرارا، كانت دنيا العرب يومها وثانية ما تزال تشهد خروج مصر من ساحة المواجهة بعد كامب ديفيد، وبواكير حرب الخليج الاولى في العراق ورفع سوريا شعار لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا وعلى الساحة الدولية كان الاتحاذ السوفيتي -لأسباب موضوعية وذاتية -يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهكذا وجدت القيادة الفلسطينية حظها في قصر نظرها فوقعت اتفاقية ستكون هي وشعبها أول ضحاياها الماساة الكبرى أن القيادة الفلسطينية لا ولم ترد الغاء اتفاقية أوسلو رغم فشل حل الدولتين المطلق وحتى لا تفكر جديا بالغاء التنسيق الأمني الذي منع ويمنع أي تحرك في الضفة الغربية بينما يستمر الموقف على حاله من غزة التي تقارع العدو وحيدة وحيدة العدو وفي اخر استطلاعاته يصر وبنسبة 79% على أنهم شعب الله المختار وفي الوقت الذي يدعي أنه واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط فإن دولة الكيان تحل في المكان 87 من حرية الصحافة عالميا وتمضي بأقصى سرعتها أي الدولة العبرية صوب اليمين الذي يطبق رواتبه التوراتيه بالاطباق على فلسطين كل فلسطين .
بعد فشل أوسلو المدوي والمريع فالمؤكد أن الكيان لا يريد تسوية ولا ما يحزنون احتلال خمسة نجوم ويمسك زمام المبادرة بنفسه يضاف الى ذلك ضعف القيادة الفلسطينية غير المسبوق مقترنا بالانقسام الحاد بين قيادتي غزة والضفة وهناك خطوات ترامب المعادية للحق الفلسطيني تماما والتي تظهر خطواته كل يوم سايه لاحراج الفلسطينيين والعرب من المعادلة تطبيقا وعلى مهل فصفقة القرن تمضي قدما على الارض من جانب واحد، ومن المفارقات المضحكة وعكس ما يسير على الارض قولا وفعلا فالاستطلاع الذي أجراه معهد ما يسمى الديمقراطية وجامعة تل أبيب يظهر ان 47 % من الصهاينة يؤيدون حل الدولتين مقابل 46% من الصهاينة ذاتهم يرفضونها جملة وتفصيلا، قلنا ونقول ليس على الفلسطينيين سوى تصعيد نضالهم وبكافة أشكاله لانتزاع حقهم قوة واقتدارا.