الشاهد -
هند شابة تعيش مع طفلها وحيدة دون معيل
صباح ارملة ولا تجد قوت ابنائها الحاج دسوقي دون معيل وحيدا مع شقيقته العجوز
الشاهد-فريال البلبيسي
طرقت الشاهد باب عائلات مستورة يعيشون حياة الفقر والمرض ورسمت على وجوههم خطوط الزمن المر الذي يدل على الحياة المعيشية القاسية التي يعيشونها، فهم لم يبتسموا يوما ومعاناتهم لا تنتهي والخوف من المجهول عنوانهم والبرد القارس في فصل الشتاء قد اكل اجسادهم وتخلل عظامهم حتى نهشها. فهذه العائلات لا تجد من يقف الى جانبها فهم ضعفاء. لكل من هذه العائلات له قصة خاصة ومعاناة طويلة الامد فهم لا يجدون اقل القليل ليعتاشوا منه. الشاهد طرقت ابوابهم واستمعت لمعاناتهم وحياتهم المعيشية
الحالة الاولى
طرقت الشاهد باب الشابة هند والتي كانت صحيفتنا قد تطرقت لحالتهما المعيشية منذ اكثر من ستة اعوام ولم يتغير وضعها او يطرق مسؤول او معني في صندوق المعونة الوطنية بابها علما ان حالتها وظروفها تستدعي المساعدة وينطبق عليها شروط الاعانة وبالرغم من ذلك لم يطرقوا باب منزلها بالرغم من تطرقنا لهذه الحالة الانسانية وعند تجول عين الكاميرا لمنزلها الذي هو عبارة عن غرفة وسقفه من زينكو وهذا المنزل غير صحي ولا تدخله الشمس ولا الهواء النقي وكان يفوح من المنزل رائحة الرطوبة والعفونة وفي فصل الشتاء يدلف سقف الغرفة مياه الامطار والتي تنهمر على الغرفة وتغرقها ماء. هند يوسف غنام والتي تبلغ من العمر 26 عاما وهي ام لطفل اسمه خالد بلال النادي وعمره 10 سنوات قالت »لقد زوجني والدي وانا في عمر صغيرة لم ابلغ 14 عاما ورزقني الله بطفلي خالد وقد طلقت من زوجي وكان عمري 16 عاما وعدت الى والدي المريض والذي كان يعيش وحده فكان زوجي يعاملني معاملة سيئة ويضربني وكان سيء الطباع ومن ذوي القيود الامنية وعدت لوالدي مع طفلي ومنذ طلاقي منه لم ير ولده ابدا ولم يصرف عليه قرشا، وعند وفاة والدي الذي كان حماية ودرعا واقيا لي اغلقت ابواب الرحمة في وجهي واصبحت وحيدة خائفة من كل شيء فانا لا اجد اقل اقليل لاطعم به ولدي وصغيري«. وعندما نظرت الى هند وجدت وجهها هزيلا وشاحبا وكانت عيناها غائرتين وكأنها لم تنم منذ ايام. قالت »خوفي من الليل وعتمة الليل والنوم وحيدة مع طفلي هو احد الاسباب، فولدي بحاجة الى رعايتي وحمايتي فهو ما زال صغيرا وبحاجة الى مصروف للمدرسة وبحاجة الى ملابس وادوات مدرسية من كتب وشنط وانا اقف عاجزة تجاه مطالبه فهو ما زال صغيرا ولا يعرف المعاناة التي اعيشها من اجل توفير ما يطلبه مني، واكدت هند بانها لا تأخذ من اية جهة وانها تعيش على صدقات اهل الخير وهي قليلة ولا تكفي وقالت عشت حياة صعبة في فصل الشتاء فالبرد كان قارسا والكاز غالي والغاز اغلى والبرد كان شديدا والرطوبة اكلت من اجسادنا واقسم باننا كنا نتدفء بوضع حرام على اجسامنا« وناشدت هند المسؤولين بصندوق المعونة الوطنية ان يخصصوا راتبا شهريا لها ولطفلها لانهم يعيشون حياة قاسية جدا جدا
الحالة الثانية
طرقت الشاهد باب الام الارملة الثكلى المليئة بالهموم والمشاكل التي لا تعد ولا تحصى والتي تقف عاجزة تماما عن حلها فهي ام لستة ابناء همومهم كثيرة ومطالبهم اكبر. صباح صبحي محمد عاشور 48 عاما وهي ارملة منذ عامين ولديها ابناء اكبرهم يبلغ من العمر 20 عاما. قالت »زوجي توفي بعد معاناة طويلة مع المرض وبعت كل ما املك من اثاث من اجل علاجه وتوفي وترك وراءه ديونا برقبتي ولا استطيع حيالها شيئا وكذلك لا يوجد دخل او رزق مالي اعيش منه مع ابنائي، ومنهم من ترك المدرسة لانه لا يستطيع تأمين الالتزامات المدرسية ويخرج في كل صباح من اجل البحث عن عمل يعيل الاسرة لكن يأتي يوميا دون ان يجد وظيفة. واكدت صباح منذ وفاة زوجي وحياتي انقلبت الى الاسوء وغابت البسمة عن وجهي والدموع لم تجف عن عيوني من هول المعاناة التي اعانيها« وناشدت صباح صندوق المعونة الوطنية ان يساعدوها براتب لها ولابنائها يكفيها العوز والحاجة. وقالت »ان ابنائي غالبا لا يجدون حتى الخبز وينامون دون عشاء ويعتمدون على وجبة واحدة وهي عبارة عن خبز وشاي فابنائي اصيبوا بالهزال والضعف الجسدي من سوء التغذية فهم بحاجة الى غذاء متكامل العناصر وانا لا اجد الا الخبز الذي اخذه من اهل الخير، وابنائي بحاجة الى الملابس الدافئة شتاء وانا لم استطع تأمين هذه الملابس لهم ولا التدفئة في فصل الشتاء فكنا نتدفأ بوضع حرامات على اجسادنا ليلا وكانت الحرامات لا تكفي لتدفئتهم. وناشدت صباح اهل الخير مساعدتها بتوفير فرص عمل لولديها ليستطيعوا اعالة اسرتها وكذلك طالبت صندوق المعونة الوطنية بتوفير راتب يعيلها واطفالها ويبعدها عن شبح التسول والعوز فهي تتمنى ان تعيش حياة كريمة مع ابنائها الصغار الذين حرموا حقوق الطفولة وحرموا الحياة معها. ونحن بدورنا نقول لصندوق المعونة »يكفي يجب ان تنزلوا للساحة وتشاهدوا الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن المسكين والذي يدفع ضريبة الغلاء مع فقره المدقع
الحالة الثالثة
عندما كان فريق الشاهد يسير بالمركبة استوقفني منظر عجوز تجاوز السبعين من عمره ويضع امامه صينية وضع عليها (كيكس) وهو نوع من الحلويات يبيع منها وهو رزقه اليومي الذي يعتاش منه. واحببت ان اتعرف على وضعه المعيشي بعد ان علمنا من المجاورين له انه رجل وحيد دون ابناء. الحاج دسوقي راغب عمر ابو كويك ويبلغ من العمر 75 عاما وهو لم يرزق بابناء قال الحمد لله على ما انا عليه، الله لم يطعمني اولادا ليعيلوني بكبري واعيش الان عند شقيقتي وانا عجوز اعاني من امراض الكبر وساقي الشمال لا استطيع تحريكها الا بصعوبة، ان صعوبة العيش جعلتني اقوم لاعيل نفسي ولا املك من هذه الدنيا سوى هذه الصينية التي تعيلني وتطعمني فانا اصنع الحلويات الشعبية يوميا من اجل بيعها لمن يريد شراء الحلويات العربية من هريسة او كيك او الحلاوة وهذه الصينية تكفيني شر العوز فانا رجل كبير بالسن ويكفي ان شقيقتي رضيت ان اقيم عندها لكن كرامتي ترفض ان امد يدي لها ولابنائها لهذا قررت ان اعمل وابيع الحلويات الشعبية لكن عمري وعجزي واحساسي بالتعب يجعلني اعود للمنزل متألما، مرهقا، لا استطيع الحراك، وقال ان الله ابتلاني بان اكون وحيدا دون ابناء يساعدونني ويأخذون بيدي في كبري وعجزي لكني اقول ان الله لن ينساني ابدا«. وناشد العجوز الدسوقي صندوق المعونة الوطنيةة بان يصرفوا له راتبا شهريا يكون له عونا في هذه الحياة التي ارهقته ولكي يستطيع ان يعيش حياة كريمة تقيه السؤال ونحن بدورنا نقول ان العجوز لا يوجد له احد سوى شقيقته العجوز وهو رجل يستحق ان يكون له راتب من الصندوق ليعيل نفسه وليجنبه سؤال الناس. وكذلك نقول لموظفي صندوق المعونة الوطنية ان هذه الحالات الانسانية معهم جوازات سفر اردنية وهم من العائلات المستورة التي لا تستطيع الذهاب والخروج من منازلها لانهم لا يعرفون ان هناك صندوق للمعونة الوطنية ويجب عليهم ان ينتفعوا منها