المحامي موسى سمحان الشيخ
منذ أن أعلن ترامب الحرب على الفلسطينيين وهو يفاجئنا كل يوم بقرار جديد يحمل مظلمة جديدة للفلسطينيين وانحيازا أعمى صارخا للكيان الغاصب، شرعة جديدة فاقت كل وصف ضمن نهج متطرف لم تعرفه كافة الادارات الاميركية ديمقراطية أو جمهورية على علاتها منذ 25 عاما على الأقل، ضرب تحت الحزام يسيره حقد وصلف وسياسة قصيرة النظر تماما، وأخيرا فعلها الرجل بعد أفعاله المشينة العديدة أوقف 25 مليون دولار لمشافي المدينة المقدسة، عاصمة فلسطين رغم أنفه والى الابد.
في خطوته الأخيرة هذه والتي تسعى لقهر وارغام الفلسطينيين على القبول بما لا يمكن القبول به لانه ببساطة يحرم الفلسطينيين من كل شيء ولا يمنحهم شيئا، في خطوته سلب المشافي الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية شديدة حقها الطبيعي في خدمة مرضاها كمستشفى المقاصد الخيرية الاسلامية، وحتى المستشفى الكنيسي المعروف الذي يحمل اسم أوغستا فكتوريا وحتى مشفى سانت جورج المتخصص بمعالجة العيون، حرم هذه المشافي حتى حقها في الحياة غير معترف بالجانب الانساني حتى لا نقول الجانب الاخلاقي الذي تحترمه كل الدول حتى المارقة منها.
خطوة إثر خطوة في سلب الحق الفلسطيني ومحاولة مصادرة ارادة الحياة لديه ولكن لن نستغرب ذلك تماما ادارة ترامب المتعجرفة والسطحية ستصرف هذا العام 46 مليار دولار في أفغانستان في حرب لا مثيل لها كما ستصرف 13 مليار دولار في العراق بعد أن حطمته تمام وأرجعته للوراء قرونا وقرونا علما بأن حروب أميركا الغبية في أفغانستان كلفت الخزينة الاميركية 753 مليار دولار حسب تقارير البنتاغون بينما كلفتها حرب العراق 770 مليار دولار وهناك معاهد أبحاث ترفع هذا الرقم كمعهد واطسون إلى 1.7 تلريون دولار وتغص أميركا بدفع 25 مليون دولار لعلاج مرضى فلسطين أهناك وقاحة وسفالة أكثر من هذا ؟
نعرف جيدا أن هذا الضغط المستمر كمن قبل راعي صفقة القرن – بل رعاتها شركاء ترامب في جريمة العصر- في صراع مع الزمن لانجاز الكثير من هضم الحق الفلسطيني وتضييعه إن استطاعت قبل الانتخابات التشريعية في 6 تشرين الثاني وقبل افتتاح أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في 18 تشرين ثاني فالرجل في عجلة من أمره ليواصل رحلة الجنون في حال استمرار رئاسته إن لم يعزل، نعم هو ماض في تنفيذ صفقة القرن على الأرض بسحب الملفات الرئيسة واحد تلو آخر بعد القدس يسعى لشطب حق العودة وحقوق اللاجئين مشرعا للاستيطان، وهو غير معني بالرفض الفلسطيني من حيث أتى وغير معني تماما بعدم حماس بعض شركائه العرب الرسميين الذين تحمسوا لصفقته ثم فتروا، نعرف جيدا ان صلابة الموقف الفلسطيني ستقلب الطاولة، أما المضحك المبكي فاقتراب ترؤس ترامب لمجلس الامن في هذا الشق ضمن قلق دولي شديد ومع هذا وذاك شعبنا في الميدان.