الشاهد -
الحاجة فاطمة خطأ طبي كلفها صحتها
ليلى انجبت تسعة لكنها وحيدة دون معيل
الشاهد-فريال البلبيسي
ان اشد شيء على النفس دموع الأم حينما تنهمر من اجل قسوة الابن. ما اشد اهات الامهات المسنات من ابنائهن وما اقوى انينهن وحنينهن عليهم؟ فهذه أم تركها ابناؤها وانشغلوا عنها باسرهم، والاخرى حكاية لأم عقها ابناؤها ورفضوها ووقع عليها الايذاء النفسي والجسدي من قبلهم ورحلت عنهم والقلب يملؤه الحزن لنكران جميلها عليهم. لقد نسي الابناء حق امهم عليهم عندما زادت مشاغلهم الى درجة انهم لم يتذكروها حتى في الاعياد والمناسبات، والأم صامتة تتألم لحال ابنائها في صمت شكواها دموع تنهمر فقط. وهذه الامهات المنسيات من قبل ابنائهن يعشن ظروفا قاسية ولا نبالغ اذا قلنا انها مأساوية حيث يفتقدن العيش الكريم ويواجهن ظروف صحية غاية في السوء هؤلاء الامهات ويا للاسف انجبن ابناء واصبحوا لديهم عائلات. لكن لا يكلفون انفسهم بان يسألوا عن والدتهم التي قامت على تربيتهم فهل هو الجحود ونكران الجميل ام انها قسوة الحياة وعقوق الوالدين؟. سيدتان شقيقتان طرقتا باب صحيفة الشاهد لكل منهما قصة مأساوية تنفطر له القلوب هاتان الشقيقتان اجتمعتا على الم واحد وظروف قاهرة الا وهي الدموع التي تنهمر منهما على حزن لا ينتهي لبعد ابنائهما عنهما فهذه حسرة وقهر ما بعده قهر. واننا نضع هذه القضية بين يدي مدير صندوق المعونة الوطنية من اجل الوقوف الى جانب السيدتين اللتين تخلى عنهما الاحبة و الخلان
القصة الاولى
طرقت باب الشاهد وكانت تمشي بصعوبة وتتعكز على عكازتها وكانت تمسك بيدها شقيقتها. وعندما جلست ونظرت اليها وقد كسا الزمن وجهها بتجاعيد تختفي خلف ابتسامة واهية اجهدها تعب الزمن. الحاجة فاطمة عبدالرحمن 67 عاما وتسكن في جبل القصور ولديها خمس ابناء متزوجون ولديهم عائلات وتسكن في منزل عبارة عن غرفة من تسوية تحت الارض لا يدخلها شمس ولا هواء نقي، وراضية في عيشتها مع زوجها الحاج العجوز مناع والذي يبلغ من العمر 80 عاما، ويعاني من امراض الكبر فهو لا يستطيع الحراك والتنقل بسهولة بسبب عمره الذي تجاوز الثمانين عاما. قالت لقد اجريت لي عملية جراحية في عام 2012 في شهر تشرين الاول ولانني اعاني من مرض السكري والضغط وهشاشة العظام والروماتزم اثرت العملية على صحتي كثيرا ولم يندمل الجرح عندي واصبحت العملية تنزف والتهبت جراحي واصبحت ملتهبة ينزل منها الصديد ومنذ شهر تشرين العام الماضي وحالتي الصحية تسوء ولا استطيع الحراك والتنقل الا بصعوبة عدا عن الالام التي تصيبني بسبب عدم اندمال العملية التي اجريت لي ان معاناتي والامي النفسية والجسدية قد ازدادت عندي لان ابنائي لا يزورونني الا نادرا ولا يقومون على خدمتي وانا بحاجة الى من يرعاني ويقوم علي خدمتي بعد ان ساءت صحتي ووالدهم ايضا رجل عجوز بحاجة الى رعاية وعلى من يقوم على خدمته. ان اجرة منزلي 30 دينار شهريا واقسم انني غالبا لا اجد ايجار هذا المنزل وابنائي ايضا لديهم عائلاتهم وحالتهم المادية ليست جيدة وبالكاد يعيلون اسرهم لكن ما يحزنني بانهم لا يتفقدونني ولا يزورونني الا نادرا وعندما يأتون لزيارتي اراهم غرباء وليس ابناء يخافون على والديهم اللذين اعطوهم حنانهم وحبهم وهم صغار. واكدت الحاجة فاطمة بانهم لا يتفاضون اي معونة من صندوق المعونة الوطنية ولا من اية جهة. ونحن بدورنا نقول »ان الحاجة ينطبق عليها شروط الاعانة الوطنية فهي لا يوجد لديها معيل وابناؤها بالكاد يعيلون انفسهم ولا يزورونها الا بالمناسبات«
القصة الثانية
كانت قد حضرت مع شقيقتها العجوز فاطمة وكانت صامتة وتسمع معاناة شقيقتها مع ابنائها وكانت عيناها تذرفان الدمع بصمت واستوقفني حالها وعلمت انها تخفي قصة محزنة خلف هذه الدموع الصامتة. ليلى عبدالرحمن هي ام لتسعة ابناء وتبلغ من العمر 50 عاما قالت تزوجت وانا صغيرة لم ابلغ ال 16 عاما ورزقني الله بسبعة ابناء وعشت حياة القهر والجوع مع والد ابنائي، وكان رجلا شريرا يضربني ضربا مبرحا وعلم ابناءه ان لا يحترموني بل كانوا يشتمونني مثل والدهم ووجدت نفسي وحيدة بلا ابناء وعلمت ان ابنائي سيكونون معي مثل والدهم. وكان والد ابنائي من طباعه ان يطلقني لاتفه الاسباب حتى وقعت الطلقة الثالثة منه وسافرت عند شقيقي الى ليبيا وعشت عنده وتزوجت هناك وانجبت ولدين لكن زوجي كان مثل سابقه في الطباع وعشت معه لمدة 17 عاما لحين وجدت نفسي اضرب واهان من ابنائي وعدت الى بلدي والحزن يملأ قلبي على حياتي التي قضيتها دون ان تثمر ولدا صالحا يكون لي عونا في كبري وصمتت ليلى وادمعت عيناها حزنا على ابنائها التي اعطتهم حنانها وقابلوها بالعقوق. والان انا موجودة عند شقيقتي التي نتقاسم سويا رغيف الخبز واقوم على خدمتها وزوجها العجوز ونعيش سويا في غرفة تحت الارض وكأننا مدفونون بالقبر. نحن بالفعل اموات حزنا وكمدا على مصابنا فنحن افنينا حالنا وولم نعش يما براحة بال وضربنا من الازواج وتحملت ضنك الحال وضيق العيش من اجل ابنائي. واكدت ليلى اقسم انني مستعد ان اموت لاجلهم لكن عندما رأيت منهم القسوة وعدم الاحترام والضرب والاهانة رحلت عنهم. واكدت ليلى بانها لا تأخذ من اية جهة وناشدت صندوق المعونة الوطنية ان يصرفوا لها راتبا شهريا لتعين به نفسها من ضنك وصعووبة العيش