الربح ليس كالخسارة سواء الربح المادي او المعنوي فالربح يحقّق إضافة..والخسارة ترتبط بالنقصان وشتّان ما بين الجمع والطرح.. والزائد والناقص.. فتطوير"الموارد البشرية"ينعكس إيجابا على تطوير"الموارد المالية" فبقدر ما "رأس المال"هو الأساس إلا ان الإنسان هو الذي يحافظ على رأسماله وينميه محققا الأرباح..فبدون كفاءة المورد البشري وبدون إدارته الرشيدة لن ينمو"رأس المال".. ومن هذا المنطلق تقوم المؤسسات دوما بالعمل على"تنمية الموارد البشرية"عبر زيادة "كفاءة العاملين"فيها..دون ان نهمل مسمّى مشابهة وهو"التنمية البشرية"اي تنمية"كفاءة الانسان"بصورة عامة طفلا رجلا امرأة صغيرا وكبيرا عاملا وغير عامل.. فهنالك فرق بين تربية تعتمد "تنمية كفاءة" فلذات الكبد بالبيت أولا، لتتبعها المدرسة والجامعة..الخ من خلال تنشئة وتوعية تساعدان على تنمية"كفاءة هذا الانسان"قبل دخوله سوق العمل ليكون مستعدا لاستقبال المزيد من التدريب العملي المندرج تحت"تنمية الموارد البشرية".. فالكفاءة مطلوبة "قبل"و"بعد"دخول سوق العمل فهي بمثابة قيمة معنوية تضيف ايجابا لحياة الإنسان"الخاصة"و "العملية"بصورة تحقق ربحا ماديا او معنويا عبر إدارة رشيدة تجنّب الخسارة الفردية والأسرية والمؤسسية.. فلنفهم بأن تجنّب الخسائر بمثابة نعمة من رب العالمين وربح من نوع آخر ! ومحظوظ "وأمّه داعية له بليْلة القدر" مَنْ يكون محاطا بحياته الخاصة او العملية بأناس كفؤين، ولا عجب ان يصف الانجليز الموظف الكفؤ: (Asset An ( والتي تعني بالإقتصاد: أصل.. فالأصول هي الموجودات.. وال Asset قيمة تضيف ولا تنقِّص بعكس ال Liability- المطلوبات- وتعني العبء أو المسؤولية او الديْن..فالأصول ليست كالديون والموجودات ليست كالمطلوبات.. ولهذا تشكّل الكفاءة قيمة مضافة لكونها تجنّب الخسائر وتنمّي الموارد المالية.. يختلط على البعض مفهوم التنمية البشرية معتقدين بانها تنمية الثقة بالنفس فقط فيزرعها الأهل بكثافة بنفوس الأجيال ولسان حال الكبار يردد على مسامع فلذات أكبادهم: انتم أحسن ناس وأفْهم ناس وأجْمل ناس..الخ دون ان ترافقها أية تنمية لمضامين هذه الصفات بنفوسهم من حُسْن وفهم وكفاءة.."وهاتْ دبّرها بعدها مع تضخّم الذات عندهم" ! بالمقابل يقلّل البعض من شأن أولادهم مزعزين ثقتهم بأنفسهم ومن تقديرهم لذواتهم..واحيانا يفعلون العكس تماما فيضخّمون من شأن"غير الكفؤ"مقزّمين من قدرات" الكفؤ"..فتراهم يديرون عملية التحجيم بطريقة معكوسة رافعين من مستوى القدرات الضعيفة فلا تتجاوز بأحسن الأحوال المعدّل العام، في حين تتراجع القدرات المميّزة عند الكفؤ لتصبح دون المعدّل، مما يشكّل خسارة له وللأسرة وللمجتمع بأسره بعد أن تداعت قدراته الواعدة تحت مطرقة الإهمال والنسيان..تماما كمن يطلق العنان للحصان العادي بينما يلجم الأصيل غافلين عن الحل الأمثل والذي يكمن بالتركيز على "الأثنين"معا من خلال تقوية الضعيف بقدر الإمكان، مع توجيه صاحب القدرات القوية بشكْل يساعده على تنمية إبداعه وإخراجه الى دائرة الضوء.. فالكفاءة ضرورية وحذار من إعادة تدويرها"عكسيا" فتحيد عن مسارها الصحيح لنقع بلخبطيطة تعكس نفسها سلبا على التنمية المستدامة ككل بانواعها من إقتصادية الى ثقافية واقتصادية..الخ والسرّ: يكمن ب"التنمية البشرية"السليمة المعافاه.. وهنا مربط الفرس ! hashem.nadia@gmail
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.