د.محمد طالب عبيدات
"كثيرون" يبدأون الأول من نيسان بالكذب على بعضهم عن طريق المزاح والحديث بما يعرف بالكذبة البيضاء ومنذ الصباح الباكر. وهذا بالطبع موروث غير حضاري ولا يمتّ لعاداتنا وتقاليدنا وديننا بشيء. وبالعكس فانني أقرأ بمن يمارسونه بأنهم يروّجون للكذب والذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلّم »أن المؤمن لا يمكن أن يكذب«. والبعض يقول بأنها كذبة واحدة بيضاء ولا تجُرّ للكذب، فلا يوجد في الحياة كذب أبيض أو أسود أو رمادي. فالإنسان لا يلوّن الكذب أنّى كان لأنه يجب أن يكون صادقاً. المهم أننا يجب أن نفهّم أبناءنا بأن الكذب حرام وأن خزعبلات الأول من نيسان هراء وسراب، وأن الكذب يؤدي للفجور والفجور يؤدي للنار.
والكذب جزء من منظومة اللاخلق وانهيار الأخلاق والقيم لأنه يروّج للرذيلة والغش والخداع أنّى كانت أساليبه أو وسائلة. يجب أن نعاهد أنفسنا ونعاهد الله تعالى بأن نساهم في وقف الكذب والقضاء عليه، وأن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً، ونعلّم أبناءنا الصدق دوماً عن طريق تحفيزهم ومكافأتهم على الصدق، ونحاول أن نردع الناس جميعاً عن الكذب.
دعونا نعلن أن الأول من نيسان هو بداية الصدق مع النفس واللاعودة للكذب بتاتاً، ودعونا نحافظ على ما تبقّى من قيمنا الأصيلة، ودعونا نؤمن بأن الصدق رسالة، ودعونا نحلم باللاعودة للكذب بتاتاً كي نُساهم في إصلاح مجتمعاتنا.