زاوية النقابي إبراهيم حسين القيسي
سوريا تسير نحو التقسيم و في أحسن الأحوال إن خرجت موحدة , فسوف تكون وحدتها على الطراز العراقي بنظام المحاصصة الطائفية التي تعد أسوأ و أقبح أنواع التقسيم الجغرافي و الديموغرافي , المستفيد من هذا ستكون إسرائيل بالدرجة الأولى من وجه نظر استشرافية إستراتيجية على المدى القريب , لأنها ستكون الدولة الأقوى في المنطقة في مقابل دويلات طائفية عرقية متنازعة فيما بينها , و سيتيح ذلك لإسرائيل التفكير في التمدد من أجل تنفيذ برامجها ألتلمودي المنحرف أما النجاح أو الفشل في تنفيذ ذلك فسيبقى في باب الأحلام, من ناحية أخرى أن التباكي الأمريكي على ما يجري في سوريا , ما هو إلا دموع التماسيح , وجهة النظر هذه ليس دفاعاً عن النظام ألأسدي ألبعثي الذي لم يقرأ أو يتنبأ بما كان يجري حوله في العالم و المنطقة , هذه الأقطار العربية التي صنع حدودها الاستعمار لغايات استعمارية أنانية لا يعنيها مستقبلها و مستقبل شعوبها , فدهاقنة صنع القرار في الدوائر الغربية الأمريكية و خصوصاً الدول العظمى ذات التاريخ المتصل بالمنطقة تتمنى أن لا يبقى أي إنسان على وجه هذه المنطقة العربية , و أن كل ما يعنيها في المنطقة العربية شيئان أثنان لا ثالث لهما و هما استمرار تدفق النفط باتجاه أمريكا و أوروبا و الدول المستهلكة و الشيء الثاني هو بقاء إسرائيل و تفوقها و أمنها لأنها تمثل القاعدة المتقدمة للدول الاستعمارية , في المحصلة أن تقسيم دول المنطقة على أساس ديموغرافي جغرافي طائفي إقليمي أو من خلال أنظمة تقوم على المحاصصة الإقليمية و الطائفية هي مصلحة إسرائيلية أمريكية أوروبية , أما الدول الكبرى في المنطقة مثل إيران و تركيا فهذه لن يسمح لها أن تعيد أمجادها الغابرة و تصبح نداَ للغرب و أمريكا و ربيبتهم إسرائيل , هاتان الدولتان لن تنالا من الكعكة شيئاً و سيتم دوما تحجيم دوريهما وتأثيراتهما في القادم من الأيام بطريقة أو بأخرى , لكن ما يزعج دوائر صنع القرار و شياطين السنيوريهات دائماً هو إرادة شعوب هذه المنطقة التي تستند إلى تراث عربي إسلامي , و تأكيداً لوجهة النظر هذه نلاحظ أن أمريكا تتخوف من دعم المعارضة السورية بالسلاح تخوفاً منها من أن يقع هذا السلاح في أيدي فصائل معارضة لأمريكا و الغرب و إسرائيل ؟, في النهاية ستفشل جميع هذه المخططات لان من يتتبع سير أحداث التاريخ في المنطقة سيجد أن مؤامرات هذه الدول سابقا كانت تفشل وتتحطم على صخرة إرادة شعوب المنطقة الصلبة , و أخيرا لن تتساوى حسابات الحقل مع حسابات البيدر
ibrahim_alqaisy@hotmail.com