زاوية حمد الحجاوي
تعودنا بأن ما يهل من جديد يقتل سابقه إلا الأسى الذي لا ينسى كما يقول المثل، فمنذ ان سمعنا بما يسمى بالربيع العربي المرير على شعوبه والحراك الشعبي الذي ما أنزل الله به من سلطان، حتى قضى كل ذلك على سماع ما يجري وما يستباح من قبل كيان جائر ضد الأهل في الداخل وقسوة العيش لمن في الشتات اي بمعنى ان قضية فلسطين وكأنها خزنت على دسكات للحفظ ولا نستخدمها عبر وسائلنا الإعلامية إلا وقت ان تقل او تكون معدومة أخبار بلاد الربيع العربي المزعوم، لذلك ان اخبار الربيع العربي وشعوبه أكلت الأخضر واليابس لدرجة انها طمست اخبار ما تفعل قوات الكيان الصهيوني المحتل بفلسطين وشعب فلسطين، وإن سمعنا لخبر يكون كما قال المثل: مر الكرام، أي عابر، وكأن ليس له أهمية ان يذكر، لكن يبقى واجب يلقى على كاهل وسائلنا الإعلامية زيادة عن اغتصاب الأرض وحرمان وقهر الشعب الفلسطين ما جرى في ساحات المسجد الاقصى الشريف مثل تمزيق كتاب الله وركله بأرجل ضابط صهيوني، فمثل هذا الحدث يستحق المتابعة ومحاكمة القائم عليه الا انه مر مرور الكرام بشجب واستنكار بسيط وبقي كل سائر في خطه كأن شيئا لم يحدث يغضب وجه الله ولا أمة الإسلام والمسلمين، وهذا بحده يعتبر عين الأذى لمن يهتمون بفتات الامور ويتركون الأحق بأن يذكر حتى يتم معاقبة فاعليه حسب ما يستحقون بدون تهاون، كما ان قوات الكيان الصهيوني امرت بعدم السماح لأبناء الأسرى الفلسطينين بمتابعة دراستهم العليا عقابا لهم عما سلكوه أولياء امورهم، وزاد الطين بلة ان حافلة العمرة الفلسطينية الذي قسم الله لها ان سائقها يحصل معه حادث ومنهم من لبى نداء ربه ومنهم من يرقد على سرير الشفاء، يتشفى قادة الكيان لهذا الحادث المروع، ومقابل ذلك ان جلالة الملك عبدالله الثاني يأمر بتقديم اعلى مستويات الخدمة العلاجية والإعتناء بهم، علما بأن من لبى نداء ربه او من لم يتمكن من تأديتها قد كتبت له العمرة حيث نيته المعقودة للحصول عليها، ومثل تكرار هذه الاعمال جاء ما سمعنا به في جامعة آل البيت من عبدة الشيطان وتمزيق وركل المصحف الشريف ممتثلين انفسهم بأنهم الأشرار ولا يوجد مقاوم لهم، رغم انه تم القاء القبض عليهم وإيداعهم في السجن حتى تتم محاكمتهم، مثل هذه النفوس الشريرة ايضا اخبارهم مرت مرور الكرام وكأنه خبر عابر لم يستحق المتابعة بما تعنيه الكلمة لتحميلهم مسؤولية نتاج اعمالهم الشريرة، فالنتيجة واحدة لأن اخبار بلاد ما يسمى الربيع العربي قد غطت حسب وسائلنا العربية والمغرضة، بل المتشفية لهذا التغيير الذي تم رغم تقسيم القطر والتنكيل به وتدمير البنية التحتية وغطرسة من تولى فيما بعد، إراقة الدماء ايضا والتي قد تمنينا كثيرا بأنه تم انقلاب ابيض او قتل حكام تلك الأقطار دون العبث بممتلكات ومقدرات القطاعين العام والخاص، وبقيت البلاد على ما هي لا ان تحتاج ربما الى ما لا يقل عن مائي عام حتى تعود كما كانت، وقضية فلسطين حفر لها بئر عميق وطمرت، اناشد المعنيين من قادة الأهل والأحرار في العالمين العربي والعالمي بالعمل على ان يكون لفلسطين اخبارها حتى لا نبقى نتساءل اين اخبار فلسطين، والله من وراء القصد.