علي القيسي
لعل هذا هو موسم الربيع، جاء ربيعا اخضر غزيرا كثيفا يانعا .. بفعل امطار الخير التي تساقطت بغزارة لم يشهد لها الاردن مثيلا منذ سنوات طويلة. موسم الربيع في الاردن يعتبر موسما بهيا جميلا .. للرحلات والاستجمام في ربوع الاردن وفي الاغوار تحديدا .. حيث الدفء والتنزه والاستمتاع يذكرنا الربيع في كل عام .. بالايام والاعوام الماضية، انها انفاس الربيع والحياة والطفولة، عندما كنا صغارا كانت المتعة اجمل والحياة ارحب والاحلام زاهية ومحلقة عبر خيال طفولي يرى الدنيا »فرحا ولهوا ولعبا« ويرى الدنيا كلها ربيعا واحاسيس ومشاعر مرهفة..!؟ هكذا هو الشعور بالحياة والربيع وحتى في المطر و الصيف والخريف .. ولعلها البراءة وحسن الظن وراحة البال لدى الاطفال .. ولكن الربيع ما عاد ذلك الموسم الاخضر بالنسبة للمرء عندما يبلغ من العمر عقودا ويواجه الحياة على حقيقتها ومرارتها ومسؤوليتها .. فالامر مختلف تماما .. عندما يمر الربيع امامنا وهو في رحلته السنوية الى ديارنا وارضنا ويوشك على الرحيل..؟! يمضي هذا الربيع ونحن غارقون في همومنا وحياتنا العصرية المادية ومشاكلنا التي لا تنتهي .. فلا صفاء للروح ولا هدوء للبال .. ولا تأمل في جمال الطبيعة الخلاب .. الذي فقدنا الاحساس به حتى لو ذهب الواحد منا في رحلة للاحتفاء بالربيع..! وكأن الاحساس بالحياة ومباهجها وربيعها .. يتلاشى كلما تقدم الانسان بالعمر .. فالمشاعر ما عادت تلك المشاعر في ايام الشباب والطفولة. والتفكير بالقيام برحلة جماعية لم يكن بذلك الحماس في عهد الشباب ..!! تبقى الحياة حلوة ومشرقة طالما نعيش ونحيا هذه الدنيا وفي قلوبنا المحبة للحياة والناس.