الشاهد -
د. ممدوح العبادي : القدس عاصمة فلسطين وخلي ترامب " يدق راسه في الحيط"
الملقي إمتلك المعرفة الكاملة.. وافتقد للسياسة ..!!
ضريبة الدخل عادلة.. وضريبة المبيعات غير عادلة
الاردن طالبت بالجيش السوري على الحدود.. والاغلاق قرار صائب
استراتيجيا علاقتنا مع الغرب والمطلوب توسيعها مع الجيران
نهر الاردن حد واصل مع فلسطين وليس فاصلا
موازين القوى ليست في صالحنا وعلينا الانتظار
الجميع يهرب الينا.. "هو ما في غيرنا في العالم"
المستفيد من جميع الحروب هوالكيان الصهيوني
المجالي إنظلم.. والروابدة معلمي .. والفايز شيخ ابن شيخ
حاوره: أسرتي رم والشاهد
أعده للنشر: صالح الراشد
اسم كبير في عالم السياسة الاردنية حيث شغل العديد من المناصب الهامة والمؤثرة, فمن أمين العاصمة الى نائب تحت القبة فوزير صحة ووزير شؤون دولة وقائم بمكان رئيس الوزراء, هي مجموعة من المناصب التي صقلت شخصية الدكتور ممدوح العبادي الرجل الذي يعبر عن رأيه بصراحة بغض النظر عن وظيفته, بل ربما يتعارض هذا الرأي مع موقعه ومنصبه.
الدكتور العبادي تدرج من طب العيون الى طب السياسة, وكما كان طبيبا ألمعيا كان ولا زال سياسيا بارعا قادرا على تحليل المواقف بكل دقة, وهذا التحليل يظهر صوابه مع مرور الايام وتغير المواقف السياسية.
العبادي حل ضيفا على وكالة "رم" ليكون لنا معه حوار شامل وصريح:
* أيهما أفضل حكومة الدكتور عبدالله النسور أو الدكتور هاني الملقي او الدكتور عمر الرزاز؟
- صعب ان اقارن بين حكومة الملقي والرزاز فحكومة الرزاز جديدة ولم تقدم شيئا لغاية الان نستطيع الحكم عليها من خلاله, وبالتالي نحتاج الى الوقت حتى نشاهد عملها, أما الدكتور الملقي فقد كان خبيرا في شتى الأمور بسبب خبراته الكبيرة لكنه كان ضعيفا في الاتصالات مع الشعب وهذا هو الفارق الجوهري حيث تميز النسور بالقدرة على الاتصالات مع الشعب وهو مختص في هذا المجال كونه كان نائبا ويجيد لغة الكلام بشكل أكبر من الملقي وبالتالي كان يملك ملكة التعبير عن رأيه بطريقة قادرة على الاقناع أكثر من غيره.
وقدم الملقي العديد من القرارات الصحيحة, فيما كان النسور لا يضغط على الشعب فيما الملقي لم يكن يؤمن بالـتأجيل بل كان يفرض الضرائب دون المديونية تزداد بشكل مستمر فيما ثبتت بالنسبة للدخل القومي في اخر عامين.
أما سياسيا وخاصة الخارجية منها فهي بيد جهات أخرى ولا يوجد حرية للحكومات الماضية أو الحالية في التدخل بها.
* ما الفرق بين حكومة طاهر المصري وغيره من الحكومات؟
- كانت حكومة كمجمع نقابات مهنية وحرية بابداء الرأي, والمصري ديموقراطي بشخصيته ولا يتقمص هذا الدور , لذا فانه كان يتم مناقشة جميع القرارات بديموقراطية عالية المستوى, فيما تغول الرئيس الملقي على الجميع وسط اشادة بغالبية الحضور براي الرئيس فيما المصري كان يتقبل الامور بشكل عادي.
ويبدو ان المرحلة لها دور فمرحلة وجود طاهر المصري تختلف كليا عن المرحلة الحالية.
* هل يستحق الملقي هذه النهاية؟
- كان الملقي يعمل بجدية ولديه خبرة كبيرة ويناقش الحميع كونه كان وزير مالية ووزير طاقة واقتصاد وكان يعرف ~اكثر من الوزراء ولكنه ليس سياسيا, والرجل الأول في الدولة يجب ان يكون سياسي بامتياز وكذلك جميع اصحاب المناصب, وكان عليه ان يضع وزير الاعلام أو نائبة للحديث مع الشعب.
* كيف تقيم دور مجلس النواب ؟
- الحقيقة انه ما زال دون الطموح وبالذات للشارع الاردني , لكن فكرة حل المجلس تعتبر خطيرة كون الشارع هو من اختارهم, والمجلس منذ وجد مرر العديد من القرارات الصعبة في تاريخ الاردن ومنها معاهدة السلام وهي معاهدة أخطر بكثير من رفع الضرائب والاسعار.
ومجالس النواب في غالبية القرارات الاستراتيجية تقوم بالتحضير لها جيدا وتسوقها وتضغط حتى تمررها, فيما بعض القوانين لا يفرق اذا رفضها النواب, فيما في القضية الرئيسة معاهدة السلام خرجوا من القاعة حتى أنهم لم يقولوا لا ويرفضونها.
وحتى لا نبرر موقف المجلس فقد اغلقت الحياة النيابية لمدة عشرين عاما وجاءت انتخابات 1989 وسط أجواء مختلفة فأخرج مجلس نواب مختلف , ثم تم تدجيم المجالس اللاحقة واصبح المرور آمنا.
* من قام باعتصامات الرابع هل هم التيار الجديد أم اصحاب رأس المال؟
- قادها أصحاب راس المال, فضريبة الدخل هي ضريبة عادلة وضريبة المبيعات غير عادلة ورغم اقرارها لم يحصل رد فعل كونها تعادل بين الفقير والغني, فيما ضريبة الدخل خاصة بأصحاب المال.
النقابات هي الشرارة التي أطلقت الاعتصامات ثم انتقلت الى الدوار الرابع وهناك دخلت بعض الوجوه الجديدة والبنوك وشركات الـتأمين, فيما لم تشارك في الحراكات الاحزاب, والمشاركون عقلانيون ينظفون في نهاية الأمر.
* الرئيس الرزاز لم يلتق مع النواب والتقى النقابات , لماذا؟
- لم يلتق الرزاز مع النواب على عكس سمير الرفاعي كان ليلة يجتمع مع مجموعة من النواب في نادي الملك حسين , ويتم النقاش لساعات طويلة , لكن ان يذهب الرئيس الى النقابات وبعدها النواب فهذا له حسابات عند الرئيس.
وفي نهاية الأمر فان الحكومة تنال الثقة على البيان الحكومي وليس على العلاقات الشخصية.
* كيف يتم رفع الضرائب؟
- يقوم ممثلو البنك الدولي بالاجتماع مع المختصين في المجال المالي , ثم تقوم الحكومة برفع الضرائب على التفاصيل وليس للبنك دور في تحديد هوية المواد التي يتم رفع اسعارها.
* دعوت الى ثورة بيضاء لمكافحة الترهل؟
- طالبت بان يكون هناك لجنة ملكية لتطوير الادارة على غرار اللجنة الملكية لتطوير القرار , واقترحت ان يكون رئيسها, لكن دخلت في الادراج ولم تخرج, وما زلت عند طلبي بتطوير الادارة من خلال تحديث التشريعات.
* كيف نحسن من وضع الدولة اقتصاديا؟
- على أن نفكر في ضبط النفقات وبعض المواقع فيها الانفاق بتروغاز ونستطيع التخفيض 200-300 مليون ويجب ان نفكر خارج الصندوق غير الضرائب والديون ومنها السياحة سواء السياحة الدينية ومنها مؤتة ودعوة الشيعة في السعودية والعراق وايران والكويت وليس الايرانيين, وكنت اشاهد الملايين تزور قبر زينب, ولدينا ضريح جعفر بن ابي طالب وكتب التاريخ تقول أنه اكثر الناس شبها بسيدنا محمد , وهناك السياحة العلاجية فمنذ 1-1-2016 صدر قرار بتقيد السياحة العلاجية من دول السودان وليبيا والعراق واليمن وكأن الأمر اختيار لتدمير السياحة العلاجية في الاردن, وهي الدول التي يتعالج منها المرضى في الاردن ووصلت قيمة الانفاق على السياحة العلاجية حوالي "1500 " مليون دينار وانخفضت الى "900" مليون دينار بعد القرار وفقدنا "600" مليون دينار, وهذا المبلغ اصبح قليلا جدا في ظل مجموعة القوانين الجديدة التي ضعها أشخاص ومؤسسات ليسوا مختصين في مجال الاستثمار, وهذا تسبب في خسارات كبيرة للمستشفيات حيث أغلق العديد منها طوابق بالكامل.
وهذا قرار أمني وهو قرار سيادي وليس قرار وزير الصحة, لكن اختيار الدولة كارثة, ثم جاء قانون المسؤولية الطبية, وفي الاردن يتم محاكمة الطبيب وبعد قضاء الحكم تقوم النقابة بمحاكمته, وكان سبب مطالبة البعض بقانون المسائلة الطبية حتى يأتي الأجانب للعلاج.
* رئيس مكافحة الفساد الاسبق اتهم المجلس بالتستر على الفساد؟
- مجلس النواب غير قادر على اغلاق اي ملف فساد, لكن دستوريا الوزير حالي أو سابق لا يحاكم الا من خلال مجلس النواب, وقرار مجلس النواب لا يعفي مكافحة الفساد من التحقيق في اي موضوع .
* طلبت من الشعب النزول الى الشارع ضد قرار الرئيس الامريكي ترامب بنقل السفارة وانت وزيرا, الا ترى أن هذا الأمر غريب؟
- اتصلت معي قناة فضائية برأيي عما حصل من قرار ترامب بنقل السفارة وطالبت الجميع بالخروج الى الشارع وهو قرار شخصي وليس قرارا حكوميا والقدس عاصمة فلسطين برضى ترامب أو رفضه وخليه "يدق راسه في الحيط", ولم يعاتبني أحد, والبعض اعتقد ان هناك موافقة حكومية كوني الرجل الثاني في الدولة, وفي اليوم التالي كنت على أعصابي حتى خرج بيان من الديوان الملكي وتصرفت حسب رأيي.
* ما هي شروط اختيار رئيس الوزراء؟
- كان رئيس الوزراء يتم تعيينه بناء على التوجهات مع الدول, وحاليا لا أحد يعرف التوجهات لكن رئيس الوزراء يجب ان يكون لديه ملكة سياسية, ويجب ان يركز الرزاز على التشاركية مع النواب وهذا حق لهم.
وعلى الرزاز ان يكون صريحا مع النواب ولا يخفي عليهم شيئا وبالتالي تصبح الشفافية طريق التعامل وعلى الحكومة احترام مجلس النواب, ولا يحق لأحد أن يطالب بحل المجلس .
* ما هي قضية نقابة الاطباء ورواتب المتقاعدين؟
- هذه قضية هامة وحساسة وقد فوجئت بما يحصل اكثر مما فوجئت كون الدور الأهم للنقابات ينحصر في تنظيم العمل والاعتناء باعضاء النقابة, لكن عندما يتوقع الراتب التقاعدي فان القضية تصبح صعبة وشائكة, وتم وضع راس مال النقابة في مجموعة من الاستثمارات التي يجب بيعها الآن لان أهمية هذه الموجودات باستخدامها وقت الحاجة, وهناك حديث عن اراض تم شراؤها باسعار غير مناسبة واذا كان هذا الحديث صحيحا يجب فتح ملفات النقابة.
وعلى مجلس النقابة ان يجتمع بالهيئة العامة ووضعها في الصورة الحقيقية لما يجري وعندها يتم اتخاذ القرارات من قبل الهيئة العامة.
* ما هو موقفك مما يحصل في سوريا؟
- ما حصل في سوريا اظهر ان هناك دولا ساهمت في عسكرة المظاهرات وحصل القتل والتشريد ولم يستفد منها الا العدو الصهيوني, وتدريجيا بدات تتناقص قوة المعارضين والحكومة استعادت سيطرتها على الاراضي, والوضع السوري في الجنوب وسط العديد من العوامل الجديدة ومنها أن امريكا لم تتدخل والاردن طالبت بأن يكون الجيش السوري على الحدود والدول التي كانت تدفع للمعارضة المسلحة توقفت عن الدفع , واصبح موقفهم صعبا للغاية, وكان عليهم ان يتصالحوا وبالذات معارضة الجنوب كونهم ابناء منطقة لانهم لم يقدموا من بقية دول العالم.
ومن صالحنا فتح الحدود ولسوريا مع اختلاف النسب, وقرار الحكومة بمنع دخول اللاجئين هو قرار صحيح وان هؤلاء اشقاؤنا, وحصلنا بدل الاستضافة "7%" فقط , ونحن يجب ان نعود للاستيراد عبر البحر المتوسط, وما حصل حاليا هو خير للاردن ولسوريا, علاقتنا مع سوريا لم تنقطع وهناك مصالح بيننا وترطيب العلاقات.
وهناك الف شاحنة يوميا تمر عبر الحدود نصفهم اردنيون وهذه قادرة عن تشغيل العديد من المطاعم والمحلات.
* كثر الحديث عن صفقة القرن , ما هو موقفكم منها؟
- انا لا اعرف الكثير عن هذه الصفقة او الصفعة, لكن مما قرأت فهي كارثة غايتها انهاء القضية الفلسطينية وكون المتورطين في هذه الصفقة لا يعرفون فلسطين ولا شعبها فهم لا يدركون ان الصفقة ستفشل, فالشعب الفلسطيني هو من يحدد نجاح أو فشل الصفقة وليس اي دولة في العالم, واقولها وأنا واثق بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يوقع حتى لو كان المقابل روحه وهو في نهاية العمر على صفقة ستنهي فلسطين على الرغم من أن موازين القوى ليست في مصلحتنا لذا فان الانتظار هو الحل الأمثل.
ومن يقوم بطرح الحلول لا يعرف عن القضية كون الحلول سطحية وساذجة, وهم قادرون على طرح بيانات لكن لن يستجيب لهم أحد, ولن يوقع أحد في فلسطين على شيء وبالتالي لن يوقع اردني على هذه الصفقة.
واضاف ان صفقة القرن هي خيانة للعروبة والدين والتاريخ ولن ينال داعموها الا الخزي ولن يكتب عنهم التاريخ ما يسعدهم.
* هل تعتقد بان الفيدرالية الاردنية الفلسطينية قادمة؟
- هناك ما هو أهم من الفيدرالية وهو ان الشعبين هما شعب واحد, ونهر الاردن هو حد واصل بين الشقين وليس حد فاصل, وان العلاقة بين الشعبين لا يمكن ان تنفصل بسبب التقارب بينهما, فأنا مثلا عندي اربع بنات منهما اثنتين متزوجات من زوجين من أصول اردنية وإثنتين من اصول فلسطينية.
وهذه الفيدرلية اذا حصلت لن تحدث الا بعد استقلال فلسطين بصورة نهائية
* لماذا الاستعجال؟
- أقول يجب ان لا نستعجل ففي عام 1948 كان هناك "300" الف فلسطيني واصبحوا حاليا مليون ونصف, ثم بعد اربعين عام سيصبح الوضع مختلف والاغلبية للفلسطينيين, ومن يذهب الى فلسطين يجد أنهم يعمرون ويبنون .
أنا متفائل بالقضية الفلسطينية فموازين القوى لصالح الاسرائيليين في ظل وجود أميركا وربما الرئيس الفلسطيني يهديء اللعب لانه يستقرىء المستقبل.
* يقال عنك فلسطيني من أصول اردنية, ما هو رايك؟
- نعم وهذا شرف لي ففلسطين في قلب كل مواطن اردني وعربي , وتربطني علاقات قوية مع العديد من الشخصيات الفلسطينية وانا مع استقلال فلسطين.
* هل نحن في الاردن بحاجة الى علاقات جديدة في المنطقة؟
- ان علاقاتنا الاستراتيجية دوما كانت مع الغرب وهذا لا يعني عدم توسيع الخيارات بعقلانية, ومع تغير المعطيات في المنطقة فلا ضير من ايجاد علاقات جديدة وتوسيعها مع جيران الاردن.
هل تدخلت في تولي اصهارك منصب وزير الشباب؟
- تدخلي هو صفر, فرامي وريكات يستحق هذا المنصب وهو من عائلة معروفة وتولى العديد من المناصب, فيما القيسي كان سفيرا في لندن لمدة "11" عام وفي اليونسكو ووالده مدير مخابرات سابقة, وتعينهما في هذا المنصب ليس مفاجئا.
* من الطب الى السياسة , ماذا ترغب أن تكون؟
- لو لم أكن طبيا لكنت اعلاميا.
* ماذا تقول لهؤلاء:
- عمر الرزاز ....ضع يدك بيد مجلس النواب.
- هاني الملقي....الله يعطيه الصحة.
- عبد الهادي المجالي .... إنظلم.
- عبد الرؤوف الروابدة .... معلمي.
- يوسف العيساوي .... الله يعينه على المهمة
- فيصل الفايز .... شيخ ابن شيخ.
- رجائي المشعر.. الله يوفقه
- عون خصاونة ... زمان ما شفناه.
- عبدالله السنور....حبيب الشعب