زاوية محمود كريشان
"اعترف".. لا تكذب يا عقيل وسوف نساعدك!.. هكذا قال المحقق لـ"عقيل" الذي رد بسخرية هامسة، واشية .. وبهدوء عميق، مؤثر: انني يا سيدي الضابط، لم اكن في يوما من الايام، معارضا ولا يوجد لي اي صديق او جار او قريب امتهن المعارضة!!..انا افنيت زهرة العمر في حب الاردن، وقد رقصت له في الاندية الليلية، وعشقته لدرجة التقديس، وانا نادم على ذلك كله، واتمنى ان امارس النزوح الجماعي عن ارضه من باب الانتماء! .. لذلك وغيره قال عقيل: انني لا اخاف "الاغتيال" او "الاعتقال!"..فأنا لست وليد الكردي الذي يتشمس الان على ضفاف نهر التايمز، مدججا بمليارات نهبها من تراب الجنوب المغلوب على قهره قبل وجع اهله وصبرهم!
بعد ان طفح الكيل، و"عقيل" يقترب من تجاوز الخطوط الحمراء، قال "المحقق" غاضبا:: اخرس وسد حلقك! ..
انت تجيد توظيف الاحداث يا "هامل" الزلام!
كلام "المحقق" كان باعثا لما هو كامن اصلا بداخل "عقيل" الذي اجاب بصوت ذي بحة وفحيح سحري، مشوب بالقلق والدهشة .. والاغتراب عن الوطن وقال: باختصار يا "بيك" ان تجربتي مع الانتماء الزائد للوطن، فانني اعتبرها تجربة فاشلة، لا اتمناها لاحد!..بدليل ان "البهلوان" يمارس العاب الخفة فوق مسرح الوطن..و"الباشا" في السجن!..
الضابط كان غاضبا من اجابات عقيل الرمزية وقال له: بصراحة يا عقيل انت منتمي للوطن..وبصراحة اكثر انت واحد "ضاوي".. وخالص "كازه"!..