ناديا هاشم / العالول يخرج الصراخ نتيجة طفحان الكيل سبّبه ألم مصدره وجع جسدي نفسي او اجتماعي نتيجة ظلم يعرقل وجود الإنسان ونوعية حياته فردا أو جماعة ..وحتى وطنا بطريقة أو أخرى .. ولعل (صرخة وطن .. بيئتنا حياتنا ) عنوان حملة النظافة التي اطلقتها وزارة البيئة مشكورة متعاونة مع المؤسسات الرسمية والأهلية..لتكون نغمة منفردة بلحن طويل قرعه ناقوس خطر لطالما حذّرت وزارة البيئة من مآلاته بحملات ذات عناوين مختلفة ومضامين متشابهة لتصبح الآن "صرخة وطن .. بيئتنا حياتنا" فتكون بمثابة متابعة واستمرارية للخطط المتعلقة للمبادرات البيئية السابقة الملحَقَة بمسلسل حملات النظافة الهادفة لزيادة الوعي البيئي بين المواطنين ، مما يبشّر بان المبادرة لا تنتهي بمغادرة الأشخاص لمواقعهم بل تُتابعُ من قِبَل اللاحقين أيضا .. ناهيك عن دور بعض المواطنين نساء ورجالا صغارا كبارا ممن أخذوا على عاتقهم إطلاق مبادراتهم كأفراد ومجموعات للقيام بحملات نظافة ،غيرة على وطنهم لافتين بعملهم هذا نظر الجهات المعنية من الأمانة والبلديات ووزارة البيئة والصحة وغيرها الى التجاوزات التي يرتكبها البعض الآخر للأسف بإيذاء البيئة ومَحْقِها والإقتصاص منها، وكأنّ بين الواحد منهم والبيئة المحيطة به ثأرا قديما او عداوة متأصلة بدون سبب يُذكر..فينال من شارع عام او حديقة عامة او اي مرفق آخر ..الخ غير مدرك بان ممارسته العدوانية هذه تجاه بيئته ستنعكس عليه سلبا بالنهاية عبر طوفان قمامة سيصل تاثيره الى قعْر.. وعقْر بيته ! ترى هل يعشق الواحد منهم القمامة لدرجة انه لا يتوانى عن طرحها من نوافذ المنازل او من السيارات العابرة .. وفي المتنزهات والأحراج والمرافق العامة لترافقه دوما بحلِّه وترحاله ؟ سؤال يجدر التوقف عنده من اجل دراسته من جهة .. وطرحه على كل فرد من هؤلاء البعض العابثين بأمن وسلامة واستقرار بيئتنا ! تجاوزات ما فتئت تتزايد بشكل لافت يدعو الى تنفيذ قانون صارم أسوة بدول العالم..فاللامبالاة الطافحة عند البعض ما زالت تؤرق الوطن ككل لان هذا البعض مهما قل عدده فهو بمثابة ثمرة واحدة فاسدة ستصيب بعفونتها صندوق الفاكهة بأسره..توجه ينبغي مناهضته لمكافحة هذه العفونة الخطرة مهما قلت لأنها تشكل خطرا كبيرا على البقية الباقية .. قد يعلِّق البعض:" نحن لم نثقب الأوزون بورقة طائرة او علبة بيبسي فارغة .. او بقايا طعام نلقيه تحت شجرة" ! هذا صحيح .. ولكن تراكماتها ستؤدي حتما الى تكاثف الأكاسيد مضيفة المزيد، المزيد، الى الانبعاثات الناجمة عن عوادم السيارات والمصانع وحرق النفايات المنزلية المتراكمة بعشوائية بالغة عند الشروق والغروب لتهبّ علينا نفحاتها السلبية معكرة النفْس والنفَس والروح والجسد لتتراكم بدواخلنا ويعلم الله توابعها .. وفعلا جاءت مسرحية "زعل وخضرة .. بيئة خضرة" التي قدّمت عرضها الأخير باليوم البيئي الذي اقامته مدرسة الحصاد التربوي تحت رعاية وزيرالبيئة نايف الفايز كنوع من التوعية الهادفة المغلَّفة بالفكاهة تدعو لنظافة المكان والإنسان.. بالمناسبة.. كثيرا ما تئن حقيبة يدي من النفايات التي جمعتها على مدار اليوم من محارم ورقية مستعملة الى نواة تمرة الى ورقة شيكولاتة الى قصاصة لتذكرة موقف سيارات .. الخ من بقايا الأشياء التي حتما ستصيب اي فرد بالدهشة لوشاهد ما بداخلها قبل تفريغها .. وكذلك سيارتي التي اقودها بكيسها البلاستيك المجهَّز لهذه الغاية.. لكن بعد التفسير سيدرك ويتدارك اللائم بأن المحافظة على نظافة الشارع والمكان هو الهاجس الأكبر الذي دعاني لعدم بعثرتها .. لأنه من السهولة عند البعض ابقاء الحقيبة والسيارة تنعمان بنظافة ملحوظة .. خالية من المهملات صغيرة كانت ام كبيرة وذلك بالتخلص منها أولا بأول عبر طرحها على الطرقات وفي المتنزهات وبكل مكان .. بغض النظر عن المبادرات المتعددة مثل " بيئتك صحتك" .. "بيئتك بيتك ".."كل الأردن بيتك فحافظ على نظافته ".. اضافة الى مبادرة اطلقتُها بنفسي منذ عامين (وطن نظيف = مواطن نظيف ) خرجتُ والجارات لتنظيف احد الشوارع القريب من بيتنا.. لم يكن شارعنا بالظبط .. لكنه قريب .. عملا بان شارع الآخرين هو شارعنا .. لانه بالنهاية سينعكس علينا ..متعاونة أيضا مع طلاب المدارس على تنظيف بعض المناطق من الأضغان.. فهذه الحملات ستجعل النظافة العامة والمحافظة على البيئة الخارجية العامة كما الداخلية الخاصة ،هو بمثابة عادات تتراكم لتصبح سلوكيات معتادة لتشكل محصلتها ثقافة جمعية تراكمية تنقلنا الى حالة من الوعي والاستنارة كما يحدث بالبلاد المتطورة .. ففي اليابان ينظف الأساتذة والمدير والطلاب مدرستهم بأنفسهم قبل مغادرتها.. وهم المتطورون المخترعون المتقدمون ، لم ينتقص التنظيف من كرامتهم بل رفعوها عاليا منتصرين بإنجازاتهم بعد ان محقتهم القنابل الذرية بهيروشيما ونغازاكي ! واخيرا فالقمامة لا تهبط علينا بالباراشوت بل البعض يلقيها فتحطّ على رؤوسنا .. والحل ؟ فلنجمعها .. ولنفرزها ولندوِّرها مولّدين منها طاقة بديلة فحتما الوطن النظيف مِنْ المواطنِ النظيف !
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.