بقلم : عبدالله محمد القاق شاركت في المنتدى الزراعي الاردني الدولي الذي عقد في البحر الميت يوم الاربعاء الماضي برعاية ملكية حيث انتدب جلالة الملك عبدالله الثاني سمو الامير الحسن عنه لافتتاح المنتدى حيث ناقش المؤتمرون عددا من القضايا المتعلقة بالامن الغذائي في الاردن والدول العربية بلاضافة الى عدد من القضايا المتعلقة بالري والغذاء والتغير المناخي . لقد كانت كلمة سمو الامير الحسن توجيهية وشاملة لمختلف الموضوعات الزراعية العربية ودعا سموه الى العناية بالامن الغذائي الاردني العالم العربي حيث أشار سموه إلى الحاجة إلى إنشاء قاعدة معرفية إقليمية مبنية على أساس الجغرافيا والجيولوجيا والجيوفيزياء، إضافة إلى صياغة سياسات إقليمية تنسيقية متكاملة بعيدا عن السياسة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة الأممية بهدف إيصال الصوت المدروس من الإقليم إلى الخارج. وأضاف، انه لا بد أن تُبنى السياسات والبرامج التنموية على تعزيز العلاقة بين الأمن الغذائي والحماية الاجتماعية لضمان توزيع متكافئ للغذاء. وأعرب سموه عن أمله أن تتحول بعض الهيئات الإقليمية إلى مجلس اقتصادي اجتماعي يمثل المنطقة، داعيا المنظمات والهيئات العربية والإقليمية لتقديم بحوثها ودراساتها الحيادية حول الفقر والبطالة وتنمية الموارد البشرية وغيرها. وأكد سموه أهمية زيادة القدرة الإنتاجية للمجتمعات الريفية والاستثمار في مهاراتها وتثقيف سكانها، لافتا إلى الحاجة لتمكين المزارعين من استخدام أحدث الأساليب والتقنيات الزراعية لتحسين مداخيلهم وانتاجهم واعتباره من الحقوق الأساسية. واقترح سموه تبنى سياسات لتحقيق الأمن الغذائي، ومن ضمنها تمتين التعاون الإقليمي بين البلدان العربية والحفاظ على التنوع الحيوي وتطبيق الخيارات المتوافرة لتعزيز الأمن الغذائي وتحسين مستويات الاكتفاء الذاتي وتخصيص استثمارات إضافية للبحث العلمي الزراعي وبرامج التطوير الهادف. من جانبه قال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات ان القطاع الزراعي يعتبر من اولويات القيادة الهاشمية الحكيمة ومن اهم روافد الاقتصاد الوطني، حيث ان الوزارة تبنت هذا النهج ليكون محفزا لها على تطوير القطاع والارتقاء به بشقيه الحيواني والنباتي وتقديم القطاع لما يستحقه، مشيرا الى ان المنتجات الاردنية تتمتع بجودة عالية نظرا لما يتميز به المناخ الاردن وتحديدا في منطقة الاغوار.
والواقع ان المنظمة تسعى لتحقيق التنمية الزراعية ولتحسين مستوى اوضاع الامن الغذائي العربي، وقامت بتنفيذ برامج عملها وانشطتها السنوية في اطار برنامج الاستراتيجية والبرنامج الطارئ للامن الغذائي العربي. واكد ان المنظمة تسعى لمساعدة الدول العربية على تنفيذ مكونات البرنامج الطارئ للامن الغذائي في اطار ثمانية مشاريع لتحسين الانتاجية في الزراعات القائمة والتي بلغت تكاليفها الاستثمارية نحو 74 مليون دولار، وساعدت على استدامة واستقرار الانتاج الزراعي وزيادة انتاجية القمح والشعير. ونفذت المنظمة 16 مشروعا لترشيد استخدام مياه الري ومصادر المياه غير التقليدية، وتم من خلالها صيانة وتبطين الاقنية والسدود بهدف المحافظة على المياه ، وتقليل الفاقد، بالاضافة الى المشروعات الحصاد المائي والامن الغذائي للحد من الفقر ومشروعات الإنتاج الحيواني. وعن انجازات المنظمة بالاردن قامت بتأمين الغذاء وتحسين مستوى الامن الغذائي وتقديم العديد من الاستشارات الفنية التي شملت مجالات تسمين الاغنام البلدية ووقاية النباتات وتكنولوجيا ما بعد الحصاد ومكافحة التصحر وإقامة السدود. مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة «الفاو» عبد السلام ولد أحمد، اعرب عن شكره للأردن على إقامة المنتدى الذي اعتبره فرصة تعكس التجربة الاردنية في السنوات الاخيرة واستمرارها بتحسين الامن الغذائي، لافتا الى ان الأردن هو رابع أفقر دولة في المياه على مستوى العالم، وأن الازمة السورية أثرت عليه كونه يستضيف مليون و300 ألف لاجئ سوري كما ويعاني من أزمة مائية وقلة مساحات الاراضي الزراعية. كما أن الفلسفة الاقتصادية وطبيعة الحكم والفساد أدت إلى خفض قدرة أفراد المجتمع الشرائية، وتعكس أزمة الكساد العالمية نهاية العقد الثاني من القرن العشرين إحدى صور الحالة الأخيرة، وكان للآراء الكنزية في مجال خلق الطلب الفعال آنذاك آثار محسوسة في التحسن الذي طرأ على معظم المجتمعات. فالبلدان العربية تواجه نوعين من انعدام الأمن الغذائي: يوصف الأول بأنه مزمن يعود إلى متغيرات مترابطة يتقدمها انخفاض إنتاجية وحدة المواد الزراعية وندرتها، وتدني الإمكانات المادية التي تطلبها التنمية، بينما يوصف النوع الثاني بأنه مؤقت، وغالبا ما يسود هذا النوع من جراء عدم كفاءة الأداء الاقتصادي الزراعي، والأزمات الطارئة على الاقتصاديات الزراعية.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.