الشاهد - فوزي حسونة
بعد الصدمات والانتكاسات المتتالية التي تعرضت لها كرة القدم الأردنية على صعيد منتخباتها الوطنية في المشاركات الآسيوية، فإن الحاجة أصبحت ماسة لعقد جلسة "عصف ذهني" تثمر عن وضع الحلول المنطقية والفاعلة، وتعيد للرياضة الأهم والأكثر شعبية، إشراقتها المفقودة.
الظروف الصعبة تحتم على الاتحاد الأردني الدعوة إلى عقد جلسة عصف ذهني، يشارك فيها الخبراء ممن يمتلكون الكفاءة الفنية والإدارية، بهدف الخروج من نفق الإخفاق، والارتقاء بكرة القدم الأردنية من بعد تراجع واضح، زرع اليأس في قلوب المتابعين.
وتعتبر جلسات العصف الذهني في حال تم التعامل مع مخرجاتها بجدية، من أنجح الخطوات التي تقود إلى إيجاد الحلول، كونها تساعد المجتمعين على استلهام أفكار مبدعة تسهم في تشخيص الخلل.
ويبقى نجاح جلسات العصف الذهني من عدمها، منوطًا بمدى تطبيق ما يصدر من أفكار واقتراحات على أرض الواقع بعيدًا عن تقزيمها أو تأجيل تطبيقها كما حدث بخلوة البحر الميت التي عقدت بداية الموسم الحالي حيث لم تأت بجديد على أرض الواقع.
وتعرضت الكرة الأردنية لانتكاسات مؤلمة، وخاصة على صعيد المنتخب الأول، والمنتخب الأولمبي الذي خرج من نهائيات آسيا من الباب الخلفي، وأخيرًا عندما تبخر حلم الوصول للمونديال بالنسبة للمنتخب النسائي، وهو يستضيف كأس آسيا على أرضه وبين جماهيره.
ووقع الاتحاد الأردني في سلسلة أخطاء تراكمت على امتداد السنوات الماضية، لتكلفه العودة خطوات نحو الوراء، نتيجة سوء التخطيط والارتجالية في اتخاذ القرارات، والتخبط في اختيارات الأجهزة الفنية، والتغييرات المستمرة، وتفضيل استضافة البطولات، على حساب المسابقات المحلية التي افتقدت لقوتها ورونقها، نظرًا لكثرة التوقفات التي دمّرت الفرق واللاعبين وشتت المدربين والجماهير.
ويستعرض "" في هذا التقرير، الأسباب التي قادت الكرة الأردنية للتراجع المخيف الذي تعيشه، وذلك عبر التالي:-
انعدام التخطيط
تفتقد الكرة الأردنية للخبير القادر على وضع الخطط الفعلية التي تقود إلى إحداث التطور المنشود على صعيد المنتخبات الوطنية، حيث لا تزال الكرة الأردنية تفتقد للراحل محمود الجوهري.
احتراف منقوص
لا تزال كرة القدم الأردنية تفتقد لقدرتها على تطبيق الاحتراف بمفهومه الشامل نظرًا لغياب الرؤية المتكاملة، فالاحتراف يبقى منقوصًا، ومحصورًا باللاعبين ومقدمات عقودهم وانتقالاتهم بين الأندية.
عقوبات انهكت الأندية
تعليمات الموسم الكروي أصبحت بحاجة إلى إعادة نظر، وتحديدًا بما يخص العقوبات المالية التي يصدرها الاتحاد الأردني بشكل مبالغ فيه بحق الأندية، مما خلق حالة من التوتر بين الطرفين.
ويمتد الأمر كذلك إلى العقوبات التي يتم اتخاذها بحق الجماهير التي تخرج عن النص، وسط عجز في إيجاد الحلول الحقيقية، فكانت النتيجة مقاطعة الجماهير لمباريات المنتخب الأردني.
المسابقات المحلية ليست أولوية
أصبح الاتحاد الأردني الذي يقبل على خوض انتخابات دورة جديدة الشهر المقبل، مطالبًا أيضًا بإيلاء المسابقات المحلية الأهمية القصوى، وبحيث يتم وضع أجندة واضحة قبل بداية الموسم لا تقبل التأجيل أو التعديل، وبما يحمي بطولاته من مسلسلات التوقفات المملة.
وتعاني المسابقات الأردنية كذلك من محدودية قيمة الجوائز المالية المخصصة لأصحاب المراكز الأولى لبطولاته، حيث تعتبر ذات قيمة زهيدة مقارنة مع ما تنفقه الأندية لإعداد فرقها، فجائزة كبرى البطولات المحلية وهي الدوري، تبلغ 120 ألف دينار أردني، وهي بقيمتها تعادل سعر لاعبين اثنين في عصر الاحتراف.
تواضع قيمة الجوائز المالية للمسابقات، من شأنه أن يُفقد الفرق رغبة المنافسة على الألقاب، لأن المعادلة الحالية تشير إلى أن من يسعى للحصول على لقب بطل الدوري، فإنه في نهاية الموسم سيخرج مديونًا، لأن إعداد الفرق وتدعيمها بلاعبين جيدين للمنافسة على الألقاب بات أمرًا مكلفًا.
أقوال بلا أفعال
على امتداد السنوات الماضية، والاتحاد الأردني ينادي بضرورة إشهار رابطة الأندية، لكن على أرض الواقع، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فالجدية غائبة، والحديث عن هذا الموضوع بات أشبه بالترف الفكري.
إعلام غائب
لعبت وسائل الإعلام المحلية دورًا فيما آلت إليه كرة القدم الأردنية من تراجع، حيث أغمضت عينها عن الكثير من الأخطاء التي وقعت فيها الكرة الأردنية، نظرًا للمجاملات والمصالح المشتركة التي غيبت دوره كأداة حقيقية للتقييم والنقد.