الشاهد -
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، رئيس القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، امس الأحد، الكلمة الافتتاحية في مستهل أعمال الدورة العادية التاسعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي تعقد في مدينة الظهران السعودية، بمشاركة ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء وفود الدول العربية.
وتاليا نص كلمة جلالة الملك: "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين، أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أصحاب المعالي والسعادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فيسرني في البداية أن أتقدم من أخي خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة بجزيل الشكر والتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
كما أتقدم بالشكر أيضا إلى معالي الأخ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وكوادرها، على ما بذلوه من جهود خلال رئاسة الـمملكة الأردنية الهاشمية للقمة العربية الثامنة والعشرين ومتابعة قراراتها وتوصياتها.
في العام الماضي تشرفنا بحمل مسؤولية رئاسة القمة العربية، حيث أعـدنا التأكيد على ضرورة تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك، وعلى تبني خيار السلام الشامل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقد بذلنا كل جهد ممكن خلال فترة رئاستنا للقمة العربية، وبالتنسيق المباشر والوثيـق مع إخواننا القادة العرب، لمواجهة التحديات التاريخية التي تواجهها أمتنا، وسخرنا وإياكم جميع إمكانياتنا وعلاقاتنا الدولية لخدمة قضايا أمتنا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
إخواني القادة، الحضور الكرام، لا بد لنـا من إعادة التأكيـد على الـحق الأبدي الخالـد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة، ولا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنـادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
إن أشقاءنا الفلسطينيين، دعاة سلام، وإن تمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف هو دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا جميعا هو الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام.
وإن من واجبـنا ومسؤوليتـنا المشتركـة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولي، توفيـر الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم، فإن أي إضرار بالـخدمات الهامة التي تقدمها الوكالة سينعكس سلبيا على أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة.
ثانيا: إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها، وسنواصل وبالتنسيق مع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعمكم ومساندتكم، حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين، والتصدي لأي محاولة تمس بهوية المدينة المقدسة، أو تسعى لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
ثالثا: لا بد من الإشادة بالتطورات الإيجابية والنصر الذي حققه الأشقاء في العراق على تنظيم داعش الإرهابي، حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الخوارج، ونؤكد على ضرورة استكمال الانتصار العسكري، بعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق.
رابعا: فيما يخص الأزمة السورية، وفي إطار السعي المستمر للتوصل إلى حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويساهم في عودة اللاجئين، قمنا بدعم جميع المبادرات التي سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشي، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتي في إطار دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه.
خامسا: نؤكد التزامنا بمبدأ حسن الجوار، ونؤمن بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعي التصدي لأي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو إثارة الفتن والنزاعات الطائفية فيها، أو تهديد أمنها بأي شكل من الأشكال.
سادسا: لا بد لمجموعتنا العربية من تكثيف جهودها الدبلوماسية مع جميع الـمنظمات الإقليمية والدولية، لمواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها عالمنا العربي، ونؤكد على أهمية إعداد خطة عمل شاملة لتعزيز التعاون والتنسيق مع هذه المنظمات.
وفي الختام، أعلن اِختتام أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين، ويسعدني أن أدعو أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالتفضل لتسلم رئاسة مؤتمر القمة العربية في دورته التاسعة والعشرين، متمنيا لأخي التوفيق في خدمة قضايا أمتنا العربية وتحقيق تطلعاتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وسلّم جلالة الملك، بصفته رئيس القمة العربية السابقة في دورتها الثامنة والعشرين، والتي عقدت في الأردن في شهر آذار من العام الماضي، رئاسة القمة العربية الحالية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.
كما ترأس جلالته الوفد الأردني المشارك في أعمال القمة، الذي ضم رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته منار الدباس، والمستشار الخاص لجلالة الملك، علي الفزاع، والسفير الأردني في القاهرة، مندوب المملكة الدائم لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية علي العايد.
وقدم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس القمة العربية، الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، على ما بذله من جهود مميزة خلال رئاسته الدورة السابقة.
وقال إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد التعبير عن استنكاره ورفضه لقرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس، منوها بالإجماع الدولي الرافض لهذا القرار، ومؤكدا أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.
وفي الشأن اليمني، أكد التزام السعودية بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، وتأييد الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216.
ورحب حادم الحرمين الشريفين بالبيان الصادر عن مجلس الأمن، والذي دان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية.
وفي الشأن الليبي، أكد أن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.
وقال إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم، هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية، مجددا الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ورفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية.
واطلق خادم الحرمين الشريفين على قمة الظهران اسم "قمة القدس"، معلنا عن تبرع السعودية بمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، إلى جانب تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الاوقاف الإسلامية في القدس.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن عميق التقدير والعرفان لما قام به جلالة الملك عبد الله الثاني من جهود، وبما اضطلعت به المملكة الأردنية الهاشمية تحت قيادة جلالته الحكيمة من اتصالات وإجراءات خلال عام القمة الثامنة والعشرين في مختلف القضايا والأزمات العربية التي واجهتها الأمة العربية.
وعرض في كلمته امام اجتماع القمة العربية، لابرز الملاحظات بشأن الوضع العربي، ولاسيما الانتكاسة التي شهدتها القضية الفلسطينية "القضية المركزية"، والمتمثلة بالإعلان الأميركي غير القانوني بشأن مصير القدس، مشيرا إلى نجاح الجهد العربي في حشد موقف دولي مناوئ للطرح الأميركي الذي انحرف عن طريق الحياد.
ودعا ابو الغيط، في هذا الصدد، إلى مزيد من الدعم السياسي والمادي لتمكين الفلسطينيين من الصمود أمام مخططات تصفية قضيتهم واختزال حقوقهم السامية في الحرية والدولة المستقلة إلى مجرد حفنة من الامتيازات الاقتصادية.
وفيما يتصل بالأزمة السورية وتطوراتها الأخيرة، دعا إلى صياغة استراتيجية عربية مشتركة، تسهم في الدفع بالحل السياسي للأزمة السورية، على أساس مسار جنيف والقرار 2254، وبما يحقن دماء السوريين ويعيد إليهم الأمل في بناء وطن جديد على أنقاض ما تم تدميره.
وشدد ابو الغيط على ضرورة التكاتف لوقف التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، و"التي لا تستهدف خير العرب أو صالحهم"، بل اصبحت مصدرا لعدم الاستقرار داخل اليمن، وتهديدا لأمن السعودية والجوار، ما يستوجب من العرب جميعا أن يقفوا وقفة واحدة، ويتحدثوا بصوت موحد لإدانة هذا التخريب والتدمير والعدوان، والتضامن مع المملكة العربية السعودية في الإجراءات الجادة التي تقوم بها لصون أمنها ومصالحها وحماية مواطنيها.
ودعا إلى ترجمة الدعم السياسي الذي يقدمه القادة العرب لجامعة الدول العربية إلى دعم مادي تحتاج إليه لتمكينها من التحرك الفاعل والفعال في مختلف الساحات والقضايا.
ودعا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى بذل جهود مضاعفة لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي كونها "تمثل تحديا لنا جميعا يضعف من تماسكنا وقدرتنا على مواجهة التحديات والمخاطر المتصاعدة التي نتعرض لها وتتيح المجال واسعا لكل من يتربص بنا ويريد السوء لأمتنا".
وأعرب عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني على جهوده المقدرة خلال ترؤسه أعمال القمة العربية في دورتها الماضية.
وأكد أهمية تفعيل العمل العربي المشترك، وان يتم التوصل إلى توصيات وقرارات لتفعيل العمل العربي المشترك وتعزيزه.
ودعا إلى تفعيل دور مجلس الأمن في حل القضايا العربية والاقليمية والتخفيف من آثارها "التي عانينا منها لعقود طويلة "خصوصا الأزمة السورية.
وأكد التزام الكويت لم تتردد ولن تتردد عن الوفاء بالتزاماتها الإنسانية لمساعدة السوريين والتخفيف عليهم من آثار أوضاعهم الإنسانية التي يعيشونها.
وجدد ادانة واستنكار الهجمات الصاروخية المتكررة على المملكة العربية السعودية، مشيدا بجهود دول التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن والدور الإنساني لدول التحالف لمعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة فيه.
وفيما يتعلق بالمسيرة المتعثرة للسلام في الشرق الوسط، أعرب عن عميق الأسى من قرار الإدارة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس كونها تحالف قرارات الشرعية الدولية، داعيا إلى تراجع الإدارة الأميركية عن هذا القرار .
بدوره، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ثقته بحكمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدعم آلية العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون المشترك في الوقت الذي تواجه فيه الأمة تحديات عديدة خصوصا من الناحية الأمنية.
كما أكد أن خطر الإرهاب يواجه كل الدول العربية، معرباً عن أمله في تشكيل منظومة عربية شاملة لمكافحة الإرهاب.
وأوضح السيسي أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، لافتا إلى أن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل غير قابل للمساومة.
وفي الملف السوري، طالب الرئيس المصري بتحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرمة في سوريا.
وقالت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، إن الشعب العراقي أظهر شجاعة فائقة في مواجهة إرهاب داعش، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيمياوية في سوريا.
وأكدت موغريني أهمية التنسيق العربي والاوروبي من أجل سلام الشرق الأوسط، ومحذرة من تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولا سيما في غزة.
كما اكدت التزام الاتحاد الأوروبي بحل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين.
من جانبه، أعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، على إدارته الحكيمة للقمة العربية خلال فترة رئاسته، والمتجسدة في مبادرات الأردن وإسهاماتها الواضحة في تطوير العمل العربي المشترك.
وأكد أن التعاون بين العرب سيحفظ للدول العربية مقدراتها، ويضمن لها أمنها واستقرارها، "لتتمكن من صد التدخلات الخارجية المتكررة في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، وبالتالي إعادة ترتيب الأوضاع في منطقتنا وإرجاعها إلى نصابها الصحيح لحماية مصالحنا وحفظ أمن واستقرار شعوبنا".
وجدد مطالبة المجتمع الدولي بالقيام بدور أكبر لفرض وتنفيذ قراراته وإحياء الأجواء الإيجابية التي تتيح المزيد من الفرص لإنجاح مسارات التسويات السياسية للقضايا والأزمات العربية والإقليمية، وإيقاف التدخلات الخارجية، وتوفير الحماية اللازمة للشعوب المتضررة من جراء ذلك، وصولاً إلى حلول عملية تعيد لتلك الدول قدرتها على حفظ سيادتها وأمنها واستقلالها.
وأكد موقف بلاده الثابت تجاه الشعب الفلسطيني وقيادته "الذي يأتي في صدارة أولوياتنا"، مشددا على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، أحمد فقي، في كلمته إننا مطالبون بتعبئة الطاقات للإعداد للقمة الافريقية الخاصة في الرياض السنة المقبلة لوضع حد للتحديات التي تواجه الدول الأفريقية، وفي مقدمتها الفقر والتطرف والإرهاب.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤتمر القمة العربية، إلى تبني ودعم خطة السلام، التي طرحها في شباط الماضي بمجلس الأمن الدولي.
وأوضح أن خطة السلام التي تستند إلى المبادرة العربية، تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام عام 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق المبادرة العربية كما اعتمدت.
وقال الرئيس في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية العادية الـ29 "قمة القدس"، المنعقدة في الظهران بالمملكة العربية السعودية، اليوم، إن الإدارة الأميركية الحالية، خرقت القوانين الدولية، بقرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وجعلت من نفسها طرفاً في الصراع وليست وسيطاً منفرداً لحله، ما جعل الحديث عن خطة سلام أميركية أمراً غير ذي مصداقية.
وشدد الرئيس عباس على أن الجانب الفلسطيني لم يرفض المفاوضات يوماً، واستجاب لجميع المبادرات التي قدمت، وعمل مع الرباعية الدولية وجميع الإدارات الأميركية المتعاقبة وصولاً للإدارة الحالية، والتقينا مع الرئيس ترمب عدة مرات، وانتظرنا أن تقدم خطتها للسلام، إلا ان قراراتها الأخيرة شكلت انتكاسة كبرى، رفضتها غالبية دول العالم.
وأكد أنه لم ولن يدخر جهداً لإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني وتحقيق سلام ينعم به الجميع، مؤكدا أنه لن يفرط بأي حق من حقوق شعبنا، التي نصت عليها وضمنتها الشرائع الدولية.
وأعرب عن ثقته لمواصلة دعم أهل القدس ومؤسساتها، وفق الخطة التنموية الخمسية التي يرعاها البنك الإسلامي للتنمية، آملا تنفيذها ضمن جداول زمنية محددة.
وأكد الرئيس عباس ضرورة الدعوة لتشجيع زيارة القدس وفق ما أقره مجلس الجامعة العربية في آذار الماضي.
وبخصوص المصالحة الوطنية، أكد الرئيس أن مساعيه لتحقيق المصالحة وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، ولم ولن نتخلى عن شعبنا في قطاع غزة، وتحملنا المسؤولية وقدمنا نصف موازنتنا الحكومية لشعبنا في غزة، ولكن كيف يمكن أن تتحمل حكومة الوفاق المسؤولية دون أن يتم تمكينها من تسلم جميع مهامها كاملةً وبشكل فعلي، والقيام بمسؤولياتها في غزة كما في الضفة والالتزام بالسلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد.
وقال عباس: لتمتين جبهتنا الداخلية، سينعقد المجلس الوطني على أرض فلسطين، لتعزيز صمود شعبنا، وأكد أننا سنواصل التمسك بالثوابت الوطنية، والدفاع عن مشروعنا الوطني الذي ضحى من أجله الشهداء والأسرى والجرحى، الذين كان آخرهم شهداء وجرحى وأسرى هبة القدس، ومسيرات العودة السلمية، في ذكرى يوم الأرض.
وحضر جلالة الملك عبدالله الثاني مأدبة الغداء التي أقامها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تكريما لقادة الدول ورؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في القمة العربية.