الشاهد -
في اللقاء الذي اجرته الشاهد معه في استعدادات المجلس للدورة العادية الثانية
الشارع متأجج ولا يحتمل رفع الخبز
اصحاب الكفاءات خارج صنع القرار
يحتاج الى ثورة بيضاء ورجال يقفون لجانب الملك
المرحلة المقبلة ستشهد تشابكا سلبيا ما بين الحكومة والنواب
بعض المسؤولين يعتبرون الاردن كيكة ويتراكضون لتقاسمها
كتب عبدالله العظم
قال النائب هيثم زيادين بان المناصب كثيرة ولكن المرحلة تحتاج لرجال يحملون الهم الوطني نظرا للكثير من التحديات التي تواجه الاردن ان كان على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، والوضع الاقليمي الملتهب والراهن وهذه المرحلة تتطلب ممن هم في دائرة صنع القرار او خارجها التكاتف والالتفاف حول القيادة. ودعا زيادين الى نبذ بعض الممارسات الفئوية منها والمصالح الشخصية واتباع العدالة في توزيع الحصص للمحافظات والمناطق والمساواة بينها كما ودعا الى التشاركية الحقيقية ما بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتمتين جبهتها الداخلية ورص الصفوف وليس التشاركية من جانب واحد وهو مجلس النواب وعلى حسابه جاء ذلك خلال المقابلة التي اجرتها معه الشاهد حول اخر المستجدات على الساحة المحلية والنيابية والوقوف معه على ابرز ما جاء في خطاب العرش السامي امام مجلس الامة. وفي سياق ذلك قال زيادين ان مجلس النواب يدعو الحكومة الى مزيد من الدعم في تحقيق مبدأ التشاركية الحقيقي الذي جاء في خطاب جلالة الملك وليس على حسابنا نحن النواب، ولذلك فاننا نتطلع جميعا الى ان تأخذ الحكومة بالمقترحات المقدمة من المجلس سواء في البدائل او في مطالب النواب انفسهم لقواعدهم الانتخابية.
الكفاءات خارج صنع القرار
وفي سياق توجه الحكومة في مكافحة الفساد والجدية في الحد من هذه الظاهرة قال زيادين من المهم جدا ان تتوجه الحكومة في هذه الاونة لوقف الفساد بشتى انواعه ومن المؤسف جدا ان هذه الظاهرة اصبحت متفشية بشراسة وبقوة واعني ان هنالك فسادا اخطر من الفساد المالي وهو يتمثل بالفساد الاداري ويتأتى ذلك من خلال التعيينات بالواسطة والمحسوبية كما ونتطلع الى مكافحة ملموسة ونتطلع الى ثورة بيضاء داخل مؤسساتنا ونحتاج الى اشخاص ذوي كفاءة يتولون المناصب ونحن نتحدث عن كفاءات موجودة على مستوى الاردن، وهذه الكفاءات موجودة ولكنها خارج صنع القرار وقد يكون لدى الحكومة ارادة في مكافحة الفساد لكن لم نر مكافحة حقيقية لهذه الظاهرة وارى ان الفساد اقوى من المسؤولين وهذا مؤسف جدا.
جلالة الملك يضيء الطريق
وفي محور آخر من محاور اللقاء معه والمتمثل في الدور النيابي حث زيادين النواب على ممارسة دورهم بشكل جماعي من خلال تألفات الكتل لعدم جدوى العمل الفردي، والتركيز على اصحاب الكفاءات وذوي الاختصاصات في تحديد اعضاء اللجان الداخلية للخروج بعمل مهني سواء بين اعضاء اللجان او رئاستها من اجل تجويد التشريع والاداء الرقابي الذي دعا اليه جلالة الملك، كما واشار الى التطابق الايدولوجي لدى اعضاء المجلس بعد مرور سنة من عمره، بخلاف ما كان سائدا في المرحلة الماضية من عمر المجلس كنواب جدد غاب عنهم معرفة بعضهم البعض بحكم ان معظم الجسم النيابي افرز من خلال دوائر ومناطق وليس من خلال احزاب سياسية تحمل برامج محددة. واضاف نحن الان وبعد مرور سنة اصبحنا نعرف كل ما هو جديد في العمل النيابي وكذلك استفدنا من معرفة ايدولوجية كل زميل وعلى اطلاع على المسائل التي لم تكن ظاهرة للعيان وهذا يدفعنا الى العمل في الدورة الجديدة بكل اريحية وبكفاءة اكثر واوسع وممارسة دورنا بشكل افضل. الخبز خط احمر
وفي سياق خطبة العرش التي جاءت اثناء افتتاحه الدورة العادية الثانية للمجلس الثامن عشر وردا على الشاهد قال زيادين ان جلالة الملك في خطابه ركز على رسم ملامح المرحلة المقبلة في استكمال دورنا التشريعي والرقابي وتحفيز النمو الانتقادي، التشاركية الحقيقية ما بين السلطتين ما تحتاجه المرحلة ايضا من منظومة تشريعات محفزة للاستثمار والخطاب كان واضحا وصريحا يدعو لعدم المساس بقوت المواطن للطبقتين المتوسطة والفقيرة واعتقد ان المرحلة المقبلة ستشهد تشابكا سلبيا ما بين الحكومة والنواب في بعض القرارات التي تلوح بها الحكومة سلفا وانا عن نفسي سأكون من المعارضين لقرار رفع الدعم عن الخبز وسأكون خط دفاع عن المواطن وعن قوت المواطن فالخبز ليس مجرد سلعة فالخبز هو كرمة المواطن الاردني ويعتبر خطا احمر، والعبث به يعني الجوع ورفع الدعم الخبز يعني رفع سعره لا يطال الاردنيين وحدهم بل سيطال ضيوف ابو حسين الله يطول بعمره واعتقد انه في هذه المرحلة ليس من مصالحنا ان نشغل انفسنا والطواقم كاملة ونشغل الشارع والرأي العام الاردني بموضوع لا يسهم في رفع مدخلات الموازنة وخصوصا بما تتحدث به الحكومة في توفير 40 مليون دينار ولا ارى ان هذا المبلغ يحتاج لمثل هذه المغامرة ويضع الاردنيين في صدام مع الحكومة والمجلس فالشارع متأجج نتيجة الاحتقانات التي اثرت عليه جراء الاعباء الاقتصادية السائدة، وبالتالي فلن ابادل قاعدتي الانتخابية في القرى والارياف الا بالوفاء. وتعقيبا على الشاهد اضاف زيادين ان المنظمات الدولية والمجتمع الدولي قدم الدعم للاردن ازاء دوره في استضافة اللاجئين برغم الضعف في خطة الاستجابة للدول المانحة في اللجوء السوري واعتقد ان في اواخر تموز الماضي وصلت خطة الاستجابة الى 13% من الوعود التي قدمت للاردن ولكن حسب تصريحات وزير التخطيط ان خطة الاستجابة سترفع خلال الشهرين الاخرين من هذا العام وسيكون هنالك قفزة نوعية في خطة الاستجابة وسيكون هنالك دعم مادي من الدول المانحة جميعا ونتمنى ذلك ولا ننكر ان الاردن دولة ريعية تفتقر للثروات الطبيعية الاخرى مثل الغاز والبترول واعتماد المملكة على القروض والمنح والمساعدات، وندعو جميع الدول لدعم الاردن ماديا لما تقدمه من خدمات في استضافة اللاجئىن وما يؤثر على الموازنة العامة للحفاظ على الامن الاردني وسط اقليم ملتهب وكدولة حاضنة للاجئين وملاذ لهم في احلك ما يواجهونه.
الحكومة مقصرة
في معرض رده حول ما يعنيه جلالة الملك في خطابه المتمثل بجانب حث الحكومة بعدم التردد في اتخاذ القرارات قال زيادين ان سألتني عن رأيي باداء الحكومة، في المرحلة السابقة اجد ان هنالك تقصيرا من الحكومة سواء في مواقفها السياسية والوطنية والاقتصادية. وقد بين جلالته ان نعتمد على انفسنا وانه لن يساعدنا احد ان لم نتبع هذا النهج وارى ان ذلك لن يتأتى الا من خلال الاستثمار وهذا ما لمسته من المجلس الذي ايضا يمارس دورا في توضيح صورة الاردن كبلد آمن ويستوعب العديد من انواع الاستثمار امام المجتمعات الدولية، وبفضل حنكة جلالة الملك فقد اصبح المجلس مشاركا حتى في السياسة الخارجية وهذا ما لمسته من خلال مشاركتنا بالبرلمانات العالمية وبالتالي نحن جميعا شركاء في حمل الهم الوطني وكذلك نحن بأمس الحاجة لرجال يقفون الى جانب جلالة الملك ورجال دولة وللاسف ان مسؤولين كثر يعتبرون الاردن كيكة ليتقاسموها والشاطر يسعى الى ان تكون حصته من هذه الكيكة اكبر ومن الواجب هنا ان نبتعد عن هذه الصغائر في هذه الاثناء فالاردن بلدنا وعلينا ان نحافظ عليه بكل ما يتاح لنا من سبل وعلينا ان نقف صفا واحدا في مواجهة اي تحديات تواجه البلد الابي الكريم ارضا وقيادة وشعبا والابتعاد عن المصالح الشخصية والمحسوبيات.