سائد الفراية
تمثل الحوادث المرورية معضلة عصرية إذ إنها تتسبب يوميا في إتلاف الكثير من الممتلكات العامة والخاصة وتزهق العديد من الأرواح وتؤلم الكثير من المصابين وذويهم وتفقد المجتمع أغلى ما يملك ممثلا في فلذات الأكباد والأرواح والأموال مما أصبح لزاما العمل على إيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على اقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية . وعلاوة على ما تقدم يقتضي الحد من الحوادث المرورية تضافر كل الجهود في إطار استراتيجيه وطنية للسلامة المرورية متعددة المحاور وتكثيف حملات التوعية المرورية لجميع أفراد المجتمع وترسيخ مفهوم التربية المرورية لدى النشء في مناهج التعليم العام والخاص والتأكيد على ضرورة الالتزام بالمواصفات القياسية المعتمدة عند إنشاء الطرق بما يسهم في استيعاب الأخطاء البشرية لقائدي المركبات وزيادة الاستثمار في وسائل النقل العام وتوسيع شبكاته لان تزايد عدد السيارات مرتبط بزيادة الحوادث وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في مجال نشر الوعي المروري. إن المرور أصبح يعاني ويعالج قضية أصبحت اليوم اكبر من اختصاصه ومن قدراته في كثير من جوانبها ولم تعد قضية مرور وسائق وسيارات فقط ؟ فالقضية لدينا قضية وعي مفقود وقضية انظمة لا تحترم وقضية عقوبة لا تطبق وقضية جزاءات ضعيفة . إن حوادث المرور ستبقى وتستمر إلى أن يتحمل كل إنسان مسؤوليته كاملة سواء أكان سائقا أم مارا أم مسؤولا عن سلامة الطرق أم مسؤولا عن حركة المرور ومن اجل السلامة المرورية وتجنب حوادث المرور نحن بحاجه إلى الانضباط المروري في المجتمع والتوعية المرورية للمواطنين والشعور بالمسؤولية الوطنية بضرورة الانضباط كوسيلة للتقدم والرقي وان هذا الانضباط يقوم على أساس القناعة الذاتية والالتزام الطوعي لتحقيق الهدف الذي يتمثل في الحد من حوادث المرور والحد من آثارها المادية والاجتماعية والنفسية .