حيدر محمود
(1)
»أَبا طلالٍ«، ويومُ القَدْسِ يَوْمُك يا
شَهيدَها.. ستَظَلُّ العُمْرَ في خَلَدي!
لقد حَفِظْتَ دَمي «طِفْلاَ»، وَلَوْ بيَدي
فَدَيْتُ مَنْ حَفِظَ «الأَقْصى».. بأَلْفِ يَدِ..!
«أَبا العُروبةِ»، يا ليتَ العُروبةَ قَدْ
فاءَتْ لِخَيْمَتِكَ المَرْفوعةِ العَمَد..
إذَنْ، لَواجَهَتَ الدُّنيا بِوحْدتِها
ولم تُلاقِ الذي لاقَتْهُ مِنْ كَمَدِ!
إنّي أَقولُ، وما في القَوْلِ مِنْ حَرَجٍ:
غَيْرُ »الهواشمِ«، ما في البيدِ مِنْ أَحدِ!!
قَدْ أَسَّستْنا على «الصَّبْرِ الجميلِ» يَدٌ
قُدَّتْ مِنَ الصَّخْرِ، عَدْنانيِةُ الجَلدِ
وعَلَّمتْنا مَعاً: أَنَّ الرّجالَ على
قَدْرِ الرُّجولةِ.. لا بالمالِ، والعَدَدِ!
ما أصْعَبَ الَبْدءَ.. لكنّ «الهواشِمَ» هُمْ
مَنْ يَبْدؤُونَ.. ويأتي اللهُ بالمَدَدِ!!
(2)
ترَجّلْتَ قَبْلَ الأَوانِ، لماذا تَرَجَّلْتَ، كُنّا على مَوْعدٍ
لِصَلاةِ «الضُّحى»، وانْتَظَرْناكَ،
مَرَّ «النهارُ الحزينُ»، بِغْيرِ أَذانِ
ونامَ على جُرْحِهِ الجُرْحُ، لا الخَيْلُ واردةٌ
فَتُواسي.. ولا اللَّيْلُ يحملُ مِنْديلَهُ فَيوُاسي..
ولا السَّيْف – مِنْ غَيْرِ فارسِه –
قادِرٌ أَنْ يَرُدَّ «الثّواني»!
وكُنّا على مَوْعدٍ «الصلاةِ الضّحى»،
عندما صادَروا الصَّوْتَ، فالحُزْنُ أَطْولُ
مِنْ «صَمْتِنا»! والمَسافةُ بيني، وبينَكَ
مَزْروعةٌ بالأماني!
ويَسْأَلُني عَنْكَ طِفْلٌ ببابِ الخَليل»:
- متى يَطلْلُعُ القَمْحُ؟!
- للِْقَمْحِ ميقاتُهُ.. ولقد كُنْتَ أَقْرَبَ مِنّا
وأبْعَدَ.. لكنَّهُ لَوْنُ أَعْيُنِنا، وخِداعُ «الدُّخانِ»!
ولكنَّهُ.. «وَجَعُ السّيْفِ»، حينَ
يُصيبُ «الحقيقة» داءُ الأَغاني!!