علي القيسي
> لدى قراءتي للمجموعة القصصية الخيل والسراب للقاص حسين ابو نبعه دهشت لروعة هذه القصص ،ومتانة بنائها وفنيتها واحداثها وافكارها ،
> والتي تعالج الكثير من القضايا الاجتماعية والانسانية ، والتي تتحدث عن الاحباط بشكل عام في قصة (أسئلة حيرى)، وفي قصة الحقبة البقرية تتحدث عن فائدة العمل بروح الفريق والوحدة والتضامن والتآخي بين الناس، وعن قصة الرداء الاسود تتحدث عن إمراة مات زوجها وحزنت عليه حزنا شديدا ولكن المفاجأة انها ندمت على حزنها عليه بعد ان كشفت اوراقا كان قد تركها في مكتبه تثبت انه كان يكره زوجته وكان يعيش معها على مضض،حيث يقول ( عندما يتزوج أحدنا إمرأة لها صفات كالتي لدى زوجتي فهو مغامر من نوع الكاميكازي الياباني يركب منطادا نحو المجهول ويتجه نحو الهاوية ،)
> > وفي قصة ( نخيل وسرادق) تتحدث القصة عن رجل أسمه الحاج فؤاد كان قد بنى على بيته القديم طابق ثان ،من أجل احتضان اولاده جميعهم،واهتم بحديقة البيت الارضية إذ احاطها بالنخيل والاضواء وجعل منها بقعة خضراء تأخد الالباب ،ولكن الفرحة لم تتم في بيت الحاج فؤاد حيث توفي فجأة الرجل قبل ان يسكن البيت الجديد،!؟
> أما عنوان الكتاب ، فالعنوان خارج قصص المجموعة ، وهو جملة اسمية (الخيل والسراب) والعتبة الاولى في الكتاب، ثم قصة الزيارة ،وهي تتحدث عن زوجة تزور زوجها المريض في احد المستشفيات ولكنها بعد ان تدخل غرفة زوجها تبدأ بالتحديق في تلفونها الخلوي تستعرض مااستجد من صور ومنشورات و رسائل فيما الزوج ايضا يحدق في شاشة التلفار المثبتة في جدار الغرفة وهذا يدلل على ان هذه الاجهزة اللكترونية قد أثرت على العلاقات الاجتماعية والاسرية وجعلت الاجواء العائلة فاترة معزولة الكل مشغول بتلفونه ومنعزل عن الآخرين،
> > وفي سياق القراءة النقدية ثمة الشخوص والاحداث والبناء الفني في المجموعة حيث أبدع القاص ابو نبعة باستعمال ادواته الفنية القصصية بشكل جيد، وكان مضمون القصص يتحدث عن القيم الانسانية والمثل العليا والعلاقات الاجتماعية والبعد السياسي في القصص جاء من خلال الرمزية خاصة في قصص تضامن اذ تتحدث القصة عن القضية الفلسطينية التي باتت من القضايا العالمية المعقدة بسبب الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ،
> > بقي القول ان القصص عالية الفنية والسرد متقدم في نقل الوقائع والاحداث باستخدام الفاظ متينة ولغة ثرية والبناء القصصي متلاحم ومترابط ويشكل وحدة فنية كاملة،