الشاهد -
تعقيبا على مسلسل الاخطاء الطبية وحوادث الاعتداءات في المستشفيات الحكومية
حوار موسع مع مدير مستشفى النديم في مادبا
قسم الطوارىء واكتظاظه سبب رئيسي للاعتداءات
بعض ذوي المرضى لا يتفهمون عمل الطبيب وهذا ما يخلق المشاكل
اطباء وزارة الصحة كفاءات ممن اجتازوا الامتياز ولا يعينون الا به
الشاهد - نظيرة السيد
علي ابو ربيع
كثيرة هي الاخطاء الطبية التي تقع في المستشفيات عامة، الا ان مستشفيات الحكومة وفي غالب الاحيان تتعرض الى انتقادات اكبر ويثير ما يحدث بها ضجة في الشارع الاردني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تطرق اعلاميون وناشطون مؤخرا الى حادثة اعتبروها قضية رأي عام، وبدأ الكل يتساءل الى متى تبقى الاخطاء الطبية. هذه القضية كانت ضحيتها سيدة من مدينة مادبا اجرت عملية ولادة قيصرية في مستشفى النديم الحكومي بمادبا وبعد خروجها شعرت بانتفاخ في البطن والجسم مع الم وقام زوجها بارجاعها للمستشفى فقال له الطبيب المختص الامور عادية وفي المراجعة الثانية والثالثة كذلك قال لهم الامور عادية .
فما كان من زوجها الا ان راجع طبيب اختصاص خاص خارج المستشفى فكانت المفاجأة عندما قال له زوجتك ستموت وبسرعة اذهب الى اي مستشفى لان الوضع لا يحتمل وبحاجه الى جراحة عاجله.
فقام بمراجعة مستشفى البشير وتبين ان الطبيب الذي اجرى العملية القيصرية قام بقص حبل المثانه ووجود ثقب عميق .
ورافق ذلك حالة تسمم وبحاجة الى 12 وحدة لتغيير الدم .
واحتصل زوجها على تقرير يفيد بحدوث خطأ طبي.
وقام زوجها بالاتصال مع الطبيب في مستشفى النديم الا ان هاتفه مغلق واختفى عن الانظار، السيدة وزوجها من سكان مادبا. وهذه شهادة الزوج والذي كان يعمل على استشارة محامي لرفع دعوى على المستشفى والطبيب الذي اشرف على العملية ويقول الزوج ان هذه قضية رأي عام بحاجة الى تفاعلها على اعلى المستويات لوقف حد لهذة الاخطاء التي تكررت في الاونة الاخيرة وراح ضحيتها ابرياء من اطباء جدد. الشاهد بدورها ومن اجل متابعة هذه القضية وقضايا كثيرة حدثت وتحدث في المستشفيات وغالبا ما يتحمل مدير المستشفى والاطباء والكادر التمريضي بها المسؤولية، قامت باجراء حوار موسع مع مدير مستشفى النديم الدكتور نايف الزبن الذي شرح بدوره تفاصيل ما جرى مع هذه السيدة وايضا القى الضوء على كافة القضايا والامكانيات والخدمات التي يقدمها مستشفى النديم (وهذا يندرج على كثير من المستشفيات الحكومية). في البداية اعطى الدكتور الزبن لمحة عن مسيرة عمله في المستشفيات الحكومية وانه خدم في اقسام عدة بعد تخرجه من جامعة (بوخاريست) في رومانيا. وقال الدكتور الزبن انه عمل لسنوات في قسم الطوارىء في عدة مستشفيات، هذا القسم الذي غالبا ما يواجه اكتظاظا كبيرا من المرضى والمراجعين، الذي تفوق غالبا طاقته الاستيعابية بشكل كبير مما يخلق مشاكل عدة تكون السبب في وضع اللوم على الكادر الطبي الذي هو في الغالب يكون عاجزا امام هذا الاكتظاظ، لكن الكل يعمل بهمة ونشاط ولا احد يقصر بالاهتمام ومعالجة المرضى الذين بين ايديهم وضمن الامكانيات الموجودة والمتاحة لكل طبيب.
الوضع العام لمستشفى النديم
وقال الدكتور نايف الزبن ان مستشفى النديم الحكومي تم شراؤه من وزارة الصحة عام 1994 وفي ذلك الوقت كان مستشفى خاصا وليس حكوميا ويقع على 12 دونم حيث اصبح تابعا لوزارة الصحة منذ العام 1995 حيث عملت به منذ ذاك الوقت لمدة عامين طبيب في قسم الطوارىء. واكد الزبن على ان مستشفى النديم يوجد بها الكثير من التخصصات باستثناء (قسم القلب والاعصاب) الغير متوفرة لدينا في المستشفى حيث نقوم بتحويل المريض بعد تشخيصه في حال (كان يعاني من امراض القلب او الاعصاب) الى مستشفى الجامعة الاردنية، ومدينة الحسين الطبية او مستشفى الامير حمزة هذا كله حسب تأمينه الصحي. واضاف انه يوجد في المستشفى 120 سريرا بالاضافة الى انه يراجع يوميا قسم الطوارىء ما يقارب ال 450 شخصا على مدار 24 ساعة ولدينا ايضا قسم النسائية والتوليد يعمل بمعزل مستقل عن الاقسام الاخرى حيث يكون في هذا القسم دائما اطباء مناوبين لهذه الحالات ويتم فحص السيدة وتشخيصها عند الحمل او (القيصرية) بالاضافة الى ان العيادات الخارجية بعيدة حوالي 4كم من مكان المستشفى، وذلك لضيق المكان الموجود به المستشفى وتشمل جميع التخصصات من (باطنية، الجراحة، الاطفال، التوليد، الجلدية، النفسية، المسالك) ويعمل في هذه العيادات الاطباء انفسهم الذين يعملون في مستشفى النديم واكد الزبن انه يتم استحداث جهاز وحدة غسيل كلى تشمل حوالي 50 مريضا يعانون من امراض الكلى في الشهر، وتم استحداثها منذ فترة طويلة، حيث يقوم المراجعون بمراجعة هذا القسم ثلاث مرات اسبوعيا. وقال الزبن انه ومنذ العام 2013 لم يتم تحويل اي حالة غسيل كلى الى اي مكان اخر ولم نحول اي حالة الا في حال كان المراجع لديه كتاب بتحويل المريض الى مستشفى آخر وجميع المرضى والمراجعين يغسلون هنا في مستشفى النديم، ولم نحول اي شخص مراجع لمستشفى آخر من قبل ادارة المستشفى. واكد الزبن ان عدد مراجعي غسيل الكلى في بعض الاحيان يتزايدون والبعض الاخر تتناقص اعدادهم ويزيد عدد المرضى والمراجعين من 50 - 60 شخصا اسبوعيا ولدينا 9 اجهزة تتعلق وتختص بغسيل الكلى في مستشفى النديم. وعن الشكاوى المتداولة بين الاشخاص حول مراجعي قسم غسيل الكلى نفى الدكتور نايف الزبن تلك الشكاوي مؤكدا بانها غير موجودة في مستشفى النديم، ولم يسمع يوما من الايام عن هذه الشكاوي المقدمة من المراجعين حيث نستقبل جميع الحالات المتعلق بغسيل الكلى، دون ان نقوم بتحويله الى مستشفى اخر.
منح طبية
واكد الدكتور نايف الزبن ان الحكومة اليابانية، قامت بمنح المستشفى جهاز تصوير طبقي منذ شهر تقريبا تكلفته 300 الف دينار مقدم من الحكومة اليابانية من نوع (توشيبا) وهو الان موجود في المستشفى ويصور جميع الحالات وقال الزبن ان الجهاز القديم المتعلق بالتصوير الطبقي الموجود في المستشفى ستقوم المستشفى (مستشفى النديم) وبالتنسيق مع وزارة الصحة سيقوم باعطائه لاحدى مستشفيات المملكة قريبا وهو صالح للاستعمال ويعمل بطريقة جيدة في التصوير الطبقي اما عن الجهاز الجديد فهو محدث ومتطور جدا صناعة 2017. واكد على ان هذا التصوير يجب ان يكون يومين في الاسبوع فقط اما في الحالات الطارئة فقط تصور في نفس اليوم. اما الحالات الغير الطارئة فتعطى موعدا من (يومين الى اربعة ايام) للتصوير الطبقي اقصى حد.
قسم الطوارىء
واكد الزبن على ان قسم الطوارىء مقسوم الى قسمين القسم الاول (A) من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الساعة الرابعة عصرا ويداوم به طبيبان وشفت المسائي يعمل له ثلاثة اطباء من الساعة الرابعة عصرا ولغاية اليوم الثاني من المناوبة في قسم الطوارىء اي حوالي (16 ساعة) عمل متواصلة. بالاضافة الى ان اطباء الباطني والحراحة والاطفال والنسائية والتوليد ايضا موجودون دائما وعلى اهبة الاستعداد. اكتظاظ المراجعين
بدوره اكد الدكتور نايف الزبن انه لا يوجد هناك اكتظاظ للمراجعين وقال انه لا يمكن ان لا يكون هناك اطباء في قسم الطوارىء من جميع التخصصات. واشار الى ان الاكتظاظ في بعض الاحيان يكون موجودا في حال كان هناك اعداد هائلة من المراجعين من عدة محافظات مثل الجيزة ومحافظة مادبا فمن الطبيعي ان يكون هناك وفي بعض الاحيان اكتظاظ في عدد المراجعين في قسم الطوارىء. بالاضافة الى ان قسم الطوارىء يتعامل يوميا على الاقل مع حادث الى حادثين يوميا فهذه الحوادث تحتاج الى جهد كبير في التعامل معها بالاضافة الى ان القرى القريبة من ذيبان تأتي الينا ولا تذهب الى مستشفى ذيبان لان الطريق الى مستشفى النديم اسهل.
زيارة جلالة الملك الى المستشفى
من جهته قال الدكتور الزبن ان جلالة الملك عبدالله الثاني، قام بزيارة ميدانية الى مستشفى النديم، واوعز لبناء مستشفى في مادبا على مساحة 42 دونم على طريق ماعين، وسيتم وضع حجر الاساس قريبا. وهذا المستشفى يسع حوالي 200 سرير واكد الزبن على ان هناك الكثير من المراجعين لا يستطيعون الالتزام والهدوء في التعامل مع الاطباء في قسم الطوارىء وهم يريدون غالبا الاسراع في فحص المريض مما يؤدي الى وقوع مشاكل ما بين الاطباء والمراجعين في قسم الطوارىء. كما انه وفي بعض الاحيان لا يستطيع الاطباء السيطرة على المشاكل التي تقع في قسم الطوارىء بسبب عدد المراجعين الهائل الذي يتوجد في قسم الطوارىء يوميا. واكد الزبن انه من الضروري جدا ان يزيد عدد الاطباء في قسم الطوارىء تفاديا لوقوع المشاكل اليومية ما بين المراجعين والاطباء حيث طالبنا من وزارة الصحة بتزويدنا بعدد كاف من الاطباء في مستشفى النديم لكنا لغاية هذه اللحظة، لم يزودونا بشيء.
الاعتداء على الاطباء
بدوره اكد مدير المستشفى نايف الزبن بانه ومنذ اكثر من ثمانية شهور لم تقع اي حالة اعتداء على الاطباء من قبل المراجعين. وقال الزبن ان سبب التقليل من هذا الاعتداء يعود لاسباب كثيرة منها اننا نستوعب جميع المرضى مهما كانت حالاتهم، ونقوم بفهمهم حتى لا تقع المشاكل بين الاطباء والمرضى المراجعين في مستشفى النديم الحكومي. ونقوم بمتابعة المرضى حيث يجب ان يكون التنازل من قبل الاطباء وليس من المرضي المراجعين. واكد الزبن ان الاطباء يقومون بتهدئة المرضى المراجعين حتى لا تقع مشاكل الاعتداء عليهم.
نظافة المستشفى
واكد الزبن على ان المستشفى تقع في احياء شعبية ويأتيه مراجعين من كافة مناطق محافظة مادبا ونحن ليس لدينا علاقة بنظافة المستشفى من الخارج اي الاسوار الخارجية لان هذه النظافة تعود الى عمل بلدية مادبا اما النظافة الداخلية للمستشفى فقد نختص بها ونحافظ عليها دائما. اخطاء طبية
وقال الزبن ان الاخطاء الطبية امر طبيعي وتحدث في الكثير من المستشفيات في المملكة. واضاف انه من ضمن الاخطاء الطبية التي وقعت مؤخرا في المستشفى كانت لسيدة حامل ووضعت توأمين وبعد ان خرجت من المستشفى تبين ان لديها حالة انتفاخ في الرحم وتم تحويلها الى مستشفى البشير وقام الكادر الطبي في مستشفى النديم بمرافقة السيدة الى مستشفى البشير مع سيارة اسعاف من المستشفى. واكد الزبن ان السيدة كانت تعاني من ثقب في المثانة بحجم (4 سم) وفي مستشفى البشير تم اتخاذ الاجراءات اللازمة للمريضة. واضاف الزبن ان سبب هذا الثقب كان نتيجة الضغط على الرحم عند الولادة، لانها خضعت الى عمليتين (قيصريات) حيث انه ونتيجة هذا الضغط على رحم السيدة حدث هذا الثقب للسيدة. يذكر ان الطبيب الذي اجرى العملية للسيدة اخصائي نسائية وتوليد منذ حوالي 20 عاما ولديه الخبرة الكافية في التوليد وامور نسائية. واكد الزبن على ان قضية هذه السيدة ما زالت قيد التحقيق من قبل وزارة الصحة، وقال انه تم تشكيل لجنة خصيصا للتحقيق في القضية حيث قام زوج السيدة بتقديم شكوى على المستشفى وهذا من حقه ونحن لا نقف بطريقه حيث من الطبيعي ان تحصل هذه الحالات في المستشفيات ومن الطبيعي ان تكون هناك مضاعفات على المريض او المراجع. وبين الزبن انه وفي حال ثبتت هذه القضية على الطبيب سيحاسب المتسبب ضمن الانظمة والقوانين المتبعة في وزارة الصحة ولجنة التحقيق لم تظهر بعد نتائج هذه الحادثة ونحن بالانتظار. واكد الزبن على انه قام بمتابعة هذه السيدة في مستشفى البشير ووضعها الصحي جيد جدا ولا تعاني من اي مضاعفات تذكر حيث حولت الى مستشفى البشير مع الكادر الطبي المتعلق بمستشفى النديم. وحول تعيين اطباء في المستشفيات الحكومية دون المستوى اشار الزبن انه على الطبيب ان يجتاز فحص الامتياز قبل تعيينه كطبيب في المستشفيات، يجب ان يمتلك مزاولة مهنة قبل العمل كطبيب. وهذا الامتحان يعتبر شرط من شروط التعيين في المستشفيات وبشكل عام ومن لا يجتاز هذا الامتحان لا يمكن تعيينه في المستشفيات الخاصة او الحكومية حيث يتم تعيين الاطباء عن طريق وزارة الصحة او ديوان الخدمة المدنية. وقال الزبن ان هناك الكثير من الاطباء الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية يعملون في مستشفيات خاصة وحكومية واكد الزبن ان الجامعة التي يتخرج منها الطبيب الاردني ليست مقياس على مستوى الخبرة لديه، وانما نعود الى اجتياز لامتحان الامتياز حتى يستطيع العمل في المستشفيات، وهناك الكثير من المدراء العامين للمستشفيات خريجو جامعات روسيا والغرب وليست جامعات اردنية واغلبهم خريجو جامعة رومانيا وهم من رؤساء الاختصاص في المستشفيات. وعن قلة الرواتب والامكانيات التي يتمتع بها الطبيب الاردني في المستشفيات الحكومية. اشار الزبن الى ان الطبيب الاردني يجب ان يتمتع بكافة حقوقه وامتيازاته وعن نقص الاطباء الموجود في بعض المستشفيات فقد يعود لاسباب كثيرة منها ان الاطباء يلجأون الى دول الخليج نظرا للرواتب العالية والامتيازات والامكانيات التي يتمتع بها الطبيب هناك وفي الخارج حيث تصل الرواتب في السعودية للطبيب العام حوالي ستة الاف دينار مقارنة بالاردن. واكد الزبن ان هناك اطباء لا يمتلكون الخبرة الكافية يذهبون الى الخليج نظرا للرواتب والامتيازات المرتفعة في دول الخليج. وحول ما يتعرض له اطباء الحكومة في عمليات تشهير على مواقع التواصل الاجتماعي قال الزبن ان هناك الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يقومون بتداول المعلومات الخاطئة والاشاعات حول الاخطاء الطبية في المستشفيات الحكومية وقال الزبن انه على من يتداول هذه المعلومات والاخبار ان ياخذ الحيطة والحذر في تداولها حتى لا يقع في مساءلات هو في غنى عنها ويجب ان يتأكد من صاحب العلاقة ويقومون بالتواصل مع المسؤول المباشر، حتى يحصلون على الاخبار الصحيحة والموضوعية حيث هناك بعض الاخبار لا تمت للحقيقة باي شكل من الاشكال على مواقع التواصل الاجتماعي.