ورقة الملك النقاشية صفحة جديدة بشراكة مجتمعية فاعلة
بقلم : عبدالله محمد القاق
في تقدير المراقبين والسياسيين العرب والاجانب ان الخطة الملكية التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني في الورقة النقاشية تمثل الثوابت والمفاهيم الصحيحة على طريق الاصلاح الشامل وتجسد حالة مكاشقة بين القائد وشعبه لمناقشة قضايا الوطن وتفاصيل المرحلة المقبلة بما يسهم في وضع خريطة طريق لتحديث النهج الديمقراطي والارتقاء به لجعله نموذجا يحتذى على مستوى المنطقة العربية . وهذه الخطة الملكية تعتبر غير مسبوقة في اجراء الحوارات المباشرة حول مختلف القضايا الراهنة , الامر الذي يتطلب نضوجا سياسياوفكريا باعلى مستوى لمناقشة هذه الورقة التي يجب ان تطرح بكل جدية عبر المنتديات والروابط السياسية والثقافية والجامعات الاردنية لتبادل الاراء حول مختلف القضايا خاصة قبيل الانتخابات المقبلة بموضوعية وجرأة وصدق في المواقف والرؤى . فهذه الورقة تشكل خطوات عملية وجادة وفاعلة وانطلاقة حقيقية نحو بناء مستقبل زاهر.. وفق منظومة جديدة من القيم الديمقراطية خاصة وانها تؤكد على ضرورة توفير الارادة الحقة نحو الاصلاح عبر حوار وطني يترجم هذه المبادىء الوطنية التي حددها جلالته وصولا الى توافقات شاملة حول الاستراتيجيات المستقبلية للحكومات الاردنية فضلا عن الدور الكبير الذي رمى اليه جلالته بضرورة تفعيل مجلس النواب المقبل بحيث يتناغم النواب الفائزون في تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن والمواطنين.
وأهميتها انها تجيء في سلسلة أوراق ينشرها جلالته مع بدء الحملات الانتخابية للقوائم الوطنية والدوائر المحلية على امتداد ربوع الوطن، حيث اوضح جلالته ان كل مواطن وكل صاحب صوت سيكون له الدور الاساس في بث الحياة من جديد في مسيرتنا الديمقراطية.
وهذه الورقة تكمن اهميتها في كونها تعالج اوضاعنا الديمقراطية ضمن نظامنا الملكي الدستوري، بغية التحرك لانجاز مسيرتنا الحقيقية في الدفاع عن الوطن ومقوماته، خاصة وان هذه الورقة وضعت خطوطاً عريضة للتطوير والتفعيل والاصلاح للاجهزة الوطنية عبر الحملات الانتخابية الحالية، لانها تشكل نموذجا يحتذى لدول المنطقة، خاصة وان الاردن شامخ بانجازاته تحت القيادة الهاشمية الذي يواصل جلالته بحنكته وخبرته ادارة سفينة الاردن نحو مستقبل اكثر ازدهارا واشراقا، لا سيما ان جلالته عبر هذه الورقة دعا الى المناقشة والحوار الجاد للوصول الى الاهداف الوطنية.
والواقع ان اهمية هذه الرسالة الوطنية تهدف الى تطوير الممارسات الضرورية للديمقراطية في هذا الوقت للعمل من اجل الاصلاح والتغيير والذي قاده جلالته في خطاباته المتعددة ولقاءاته مع مختلف شرائح بناء الوطن ليضع الشعب امام مسؤولياته في طريق الاصلاح والبناء والتعمير والتنمية، لأن هذه الرسالة فتحت الباب امام ضرورة تجسيد الخطوات الوطنية بعد اجراء الانتخابات لكي يبني الاردنيون مؤسساتهم الدستورية والديمقراطية، خاصة وان جلالته لعب دورا بازرا في انشاء صروح العلم ودارت عجلة البناء في كل منطقة ومكان وتحقق للاردن الامن والاستقرار والامان، واسهم جلالته في ارساء الاسس العصرية في التكافل والتضامن، حيث اصبحت رسالة جلالته تمثل مشعلا للتقدم والرفاهية والازدهار، لانها تستند الى سلاح الثقة بالنفس والثقة ايضا في بناء مستقبل افضل لتحقيق المزيد من العمل الجاد لانجاح الحملة الانتخابية، خاصة وان هذه الانتخابات التي دعا جلالته لكي تكون نزيهة وشفافة وحياة وديمقراطية تهدف الى تحقيق النقلة الديمقراطية التي يرنو اليها جلالته لتكون مملكتنا الهاشمية منارات علمية واقتصادية واجتماعية ضمن سياسة اصلاحية ثابتة ومبادىء وطنية وقومية واضحة المعالم بدعم مقدرات الامة وبناء هذا الصرح الوطني الكبير في الاردن والذي سيضيف مجلس النواب المقبل اذا ما أحسن اختياره النجاحات المطلوبة للتقدم والازدهار في مسيرة العطاء والرفاه والتي تسير ولله الحمد بخطوات ثابتة وحثيثة للنهوض بالوطن والمواطنين والامتين العربية والاسلامية ووضع الخطوات الضرورية لازدهار الاردن والذي يعتبر جهد جلالته سجلا حافلا عبر التاريخ وخالدا يحمل في طياته الكثير من البذل والعطاء والتضحية والنماء.
فالحوار بين الاردنيين والذي تضمنته رسالة جلالته، يمثل انطلاقة حقيقية نحو التفاهم وايضاح الخطة الوطنية المستقبلية، بل هي الاساس في بناء مسيرة الاصلاح والتقدم، فاختيار المرشح الاصلح، هو اساس لهذا الحوار، لان النائب الكفؤ المنتخب هو الذي يقوم بمهمته على الوجه الاكمل نحو اثراء المجلس بآرائه الراجحة والوازنة في هذه الظروف.. فالديمقراطية كما رسمها جلالته تمثل خطوات ايجابية وفاعلة نحو البناء والتنمية، خاصة وان لجلالته رؤية تنموية استراتيجية تنطلق من مفهوم ريادي عميق، يتضمن أبعاداً اقتصادية وسياسية وامنية وصولا الى غرس جذور المواطنة والانتماء للوطن.
فالمطلوب العمل على تجذير رؤى جلالته عبر هذه الورقة لبناء النظام الديمقراطي السليم، الذي نسعى الى تحقيقها، بل وتكريسها.. حيث قال جلالته “قد نختلف.. لكننا لا نفترق”.. وهذا يعني ان بدء الحوار سيثري حياتنا البرلمانية في هذه المرحلة التي تموج المنطقة بالعواصف وتحتاج الى الحوار الهادف والبناء لحل القضايا الراهنة السياسية من منطوق الحرص على المصلحة الوطنية، لا سيما ان الورقة تتضمن المبادىء الرئيسية لمستقبل الاردن في الاصلاح السياسي، وان الاردنيين كافة شركاء في اتخاذ القرار، وايجاد الحلول لمشكلات الاردن والسعي لبنائه على اسس افضل وضمن مصلحة الوطن العليا.
ويمكن القول ان ما طرحه جلالته عبر هذه الورقة الهامة يشكل خريطة عمل وعنوانا للمرحلة المقبلة، وضرورة التفكير ملياً قبل اختيار المرشح للنيابة، بغية تحقيق المصالح والمطالب الرئيسة للمواطنين سواء كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية بعيداً عن العلاقات الشخصية او الجهوية او القربى.. فالانتخابات امانة في عنق الكثيرين، ويجب السعي لتحقيق مطالب جلالته عبر رؤيته الصادقة بضرورة تنفيذ الاجندة الاصلاحية التي بدأ بها بالاردن قبل ثورات الربيع العربي.
واذا كان جلالته قد رسم لنا الصورة الحقيقية لنكون على الطريق الصحيح نحو بلورة احساس جماعي بالكرامة وتنمية الاحساس الوطني بمزيد من الانجاز مستمد من التغلب على التحديات والتسلح بروابطنا وتضحياتنا المشتركة وادامة الحوار البناء القائم على الاحترام بين المواطنين والتواصل عبر وسائل الاعلام بما فيها الاجتماعي والالكتروني، وتجذير أسس التعامل الحضاري بين المواطنين، فاننا نعتقد أن هذه التصورات لجلالته في هذه الورقة تمثل نبراسا لتوجهاتنا الانتخابية وتجسيدا للديمقراطية، وتأكيدا واضحا من لدن جلالته على ان المواطن هو صانع الحضارات وباني النهضات، وعلينا ان لا نأل جهدا في توفير كل ما من شأنه تجسيد هذه الديمقراطية وتنمية مواردنا البشرية وصقلها وتدريبها وتهيئة الفرص للعمل وكسب المعرفة المفيدة والخبرة المطلوبة والمهارات الفنية اللازمة التي يتطلبها اردن المستقبل بغية الافادة من كل مناحي الحياة المتقدمة.
ولعل ما اشار اليه جلالته من ضرورة الحوار البناء والقائم على التواصل الاجتماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي والالكتروني يؤكد اهمية تقنية المعلومات ودور اجهزة الاعلام والاتصالات باعتبارها المحرك الرئيس للحوار الفاعل ولدعم عجلة التنمية في هذه الالفية الثالثة.. الامر الذي يجب ايلاء اهتمامنا لايجاد استراتيجية وطنية لتنمية قدرات المواطنين ومهاراتهم في التعامل مع هذا المجال وتطوير الخدمات الوطنية والحكومية الالكترونية.
والرسالة النقاشية لجلالته تتمثل في دعم الحركة الانتخابية وصولا لتجسيد الديمقراطية وسعيا في بناء الوطن فردا ودولة ومجتمعا، وفي تحقيق أمنه ورخائه وتقدمه وفي استعادة مجده ومكانته والتي كرس جلالة الملك القائد والباني كل طاقته وجهده وعنايته لارساء الاسس الصحيحة للديمقراطية الحقة، والقواعد المتينة التي يتم عليها تشييد النهضة في الاردن واقامة الدولة العصرية.
وهذه الرسالة التي تحظى باهتمام كل شرائح المجتمع الاردني تؤكد بصورة جلية ان الاجماع الوطني الاردني انعقد على النهج الحكيم لقيادة جلالته في مختلف المجالات.. فقد نضجت وترسخت الاسس والمبادىء التي توجه المسيرة الوطنية نحو الديمقراطية.. كما اثبتت التجربة دوما وتحت كل الظروف، بُعد نظر وحكمة المواقف والخبرات الاردنية، سياسية كانت ام تنموية وارتباطها الوثيق بخبرة وطبيعة المجتمع الاردني وبمصالحه الوطنية، لكونها تنطلق بخطى ثابتة نحو بناء وحاضر زاهر ومستبقل مشرق، تحقق مصلحة الوطن والمواطن على افضل نحو ممكن في ضوء كل المعطيات والتطورات الجارية محليا واقليميا ودوليا.. مع الحفاظ في الوقت ذاته على الهوية والانتماء والمواطنة الاردنية، واضحة وبارزة وملموسة في كل الخطوات والبرامج المستقبلية.
حقاً.. ان هذه الرسالة النقاشية لجلالته التي طرحها للنقاش تتجاوب مع تطلعات المواطنين وهم يستعدون للانتخابات النيابية، في اطار يقوم على مشاركة المواطن بدوره الفاعل بتجسيد وتكريس الديمقراطية، وعلى التكامل بين مؤسسات الدولة التنفيذية والبرلمانية واستقلال القضاء وهو ما يضفي سمة مميزة على هذه الجهود، فضلا عن كونها تعزيزا لمكانة جلالته الذي يتميز بالفكر المستنير وحكمته في حشد الطاقات الوطنية للعمل والبناء في كل المجالات.. ليصل جلالته الى علاقة بالغة العمق والدلالة، عبر هذه الرسالة التي ترتكز بشكل واضح على العلاقة الخاصة بين جلالته وابناء شعبه على امتداد الوطن.. وعلى ما يحظى به الاردنيون من ثقة وتقدير لدن جلالته في السعي المتواصل والعزم والارادة لتنمية قدراتنا الوطنية لعبور مرحلة الانتخابات بكل شفافية وديمقراطية صحيحة.