المحامي موسى سمحان الشيخ
لا يلام الذئب في عدوانه ان يك الراعي عدو الغنم، لا يكذب الشاعر غالبا من حيث اتى كما تقول العرب او حتى لا تقول، وضعوا كل اوراقهم في يد واشنطن واسموها (الراعي النزيه) ومضوا يبحثون عن حل لاقدس قضية لديهم - هكذا قالوا - اسموها قضية فلسطين، فجاء كل شيء الا الحل، جاء من واشنطن على بساط الريح اليهوديين اليمنيين: جاريد كوشنير صهر ترامب العتيد وجاء معه جيسون غرينبلات المتصهين الاول وسبقهما سفير واشنطن الجديد لدى عصابة الكيان الغني عن التعريف الذي لا يجلس في سفارته بقدر مكوثه في المستوطنات - المغتصبات - هؤلاء ضيوف العرب اليوم، وقبلهم جاء يهود كثر مارتن انديك ودان شبيرو والشهير دنيس روس وغيرهم، والغريب، اقصد الغريب المقصود ان رسل واشنطن للحل دوما يهود ودوما صهاينة، هذه دلالة فهل رتب العرب درسا واحدا عليها منذ قرارات 242, 338 وكل ادبيات اوسلو ومدريد وسواها وسواها، الحل بيد امريكا قاعدة تفاوضية مريحة في يد المفاوض العربي، كلام شبه ناعم احيانا يرافقه تهديدات مبطنة ووعود كاذبة وتصنع على الارض تل ابيب كل ما تريد فهناك تعاون استراتيجي تام وشراكة حقيقية بين الادارات الامريكية المتعاقبة وعلى رأسها ادارة ترامب وبين كيان العدو حيث يلعب اللوبي الصهيوني اليميني لعبته القذرة. سابقا كانت الادارات الامريكية تدين الاستيطان لفظا وتغض الطرف تماما عما تفعله عصابة الكيان، اليوم كفت ادارة ترامب وصمتت عن الكلام المباح حيال هذا الامر ودعت العرب ومعهم السلطة يتغزلون في حل الدولتين طالما تسير الامور وفقا لارادة واشنطن وتل ابيب، في هذا الاسبوع فقط ابلغت حكومة نتنياهو جهارا نهارا محكمة اسرائيل العليا بتمسكها بقانون (سلب ونهب الاراضي بملكية خاصة في الضفة الجريح) ومعلوم للعالم وللعرب بان الاستيطان تضخم في آخر 20 سنة من عمر الاحتلال الى خمسة اضعاف، كما عملت حكومة نتنياهو - حكوماته الثلاث - على تحويل اكثر من 30 بؤرة استيطانية الى مستعمرات تحت مسمع وبصر الراعي النزيه ومعبود العرب، وتعمل حكومة نتنياهو الآن، الآن وليس غدا على تثبيت 40 بؤرة اخرى، هذا عدا مخطط (غوش عتسيون الذي يستهدف تسكين 430 الف مستوطن في منطقة بيت لحم). وصلت النار الى ذقن العرب، وفي كل مرة يتمخض الجمل ويلد فأرا، والعرب يفاوضون، مفاوضات العرب مع الصهاينة هي اطول مفاوضات في التاريخ من عام 48 وحتى الآن والعرب يفاوضون دون جدوى ودون ادراك لطبيعة العدو وارتباطه الاكيد الوثيق بامريكا الراعي النزيه الذي وضع العرب بين يديه جميع اوراقهم وجعلوا من امريكا اسطورة وهي ليس كذلك.