الشاهد -
حصيلة استطلاع الشاهد في آراء الناخبين للدوائر السبعة
كتب عبدالله العظم
آراء الناخب في العاصمة عمان جاءت متفاوتة ومختلفة بين دائرة واخرى من جوانب عديدة في العملية الانتخابية برمتها، من خلال جولات الشاهد في دوائرها الانتخابية السبعة حيث ان آراء المواطن في الدائرتين الاولى والثانية جاءت متقاربة في وجهات نظر الناخبين في مطالبهم وتوقعاتهم للمرحلة المقبلة بخلاف تطلعات الدائرة الثالثة التي تصب في اتجاهات اقتصادية اكثر منها اجتماعيا وخدميا. وبالنظر الى الدائرة الرابعة التي تمثل مناطق سحاب والقويسمة والجيزة والموقر وجدنا ان الناخب اكثر توجها وحماسا من غيره بين باقي المناطق مع محافظته على البعد العشائري الى حد ابعد من الدوائر الاخرى، والتي جاءت متقاربة مع توجهات وآراء الدائرة السابعة - لواء ناعور وذلك حسب التركيبة الاجتماعية لهاتين الدائرتين. وعلى الرغم من ان الدائرة الرابعة ما زالت تختزل بين حقوق ابنائها حالة من الغبن بالمقارنة ما بينها وبين المناطق الاخرى التي تمثل باقي الدوائر الانتخابية في الخامسة والسادسة من حيث البنى التحتية والخدمية، الا انها قد تسجل اقبالا على الصناديق بنسب اكثر من الدوائر العمانية الاخرى وعلى الاخص الاولى والثانية التي هي كثافة سكانية من غيرها. تطلعات الناخبين برغم ما يحمله المواطن من تجارب سابقة اثرت عليه سلبا في العملية الانتخابية والحياة البرلمانية التي عكست واقعا مريرا على الناس فانه بالمجمل فقد انصبت آراء المواطن في محتوي المشاركة املا بالتغيير الذي اصبح محط اهتمام كل الاردنيين للمرحلة المقبلة والتي تعد اهم المراحل من وجهة نظر الشارع والوسط العام السياسي، الناجمة عن الربيع العربي والاردني، وعبر المواطن العماني في هذا المضمار انه اذا لم يلمس اي من التغييرات فانه يصعب تحقيق مبدأ الثقة ما بين النظام والشعب في المراحل الاتية. من خلال اللقاءات التي اجريناها مع عدد من شرائح مناطق عمان، فقد تبين ان هناك العديد من الناخبين وهنا نعني بالناخبين الذين حصلوا على بطاقات انتخابية، وليس مقاطعين حيث عبرت هذه الفئة ان معظمها لغاية اللحظة لم يقع اختيار على المرشح الذي سيمثله مع وجود اهتمامهم البالغ في تفحصهم للمرشحين المنافسين ويأتي هذا التوجه منهم نتيجة تجارب سبق وان ذكرناها في اخطاء النواب وتراجع المجالس النيابية على مدار الدورات الماضية. كما وترى هذه الشريحة انه من واجبها ان تسعى بنفسها الى المرشح المقتنعة فيه ودون ان يؤثر فيها الشعارات الرنانة والدعاية الانتخابية ولكن بالمقابل فقد افصح اخرون عن حسمهم موقفهم من الاسماء المرشحة على صعيد الدائرة والقوائم ويظهر في هذا الاتجاه ان تجارب الماضي جعلت من المواطن اكثر ثقافة ووعيا في اختياره لمن يمثله تحت القبة، معبرا عن اهمية صوته وحرصه الاكيد عليه لاعتبارات مستقبلية مرجوة وهي ما وضعته امام خيارات يجب الوقوف عندها. وقد فاجأنا الشارع في سابقة لم نتوقعها ولم تكن موجودة في المراحل السابقة للانتخابات حين وجدنا ان السواد الاعظم من الناس بدأ يتفهم العمل النيابي الدستوري المنحصر بالرقابة والتشريع حيث بين ما نسبته 75٪ من الشرائح التي خضعت للاستطلاع انهم يسعون لاختيار النائب الافضل والاقدر على العمل الرقابي والتشريعي واقعين مبدأ الخدمات في مؤخرة مطالبهم، وان من وجهة نظرهم ان للرقابة دورا كبيرا في النمو الاقتصادي اكثر بكثير مما يحققه نائب الخدمات، في تحقيق مبدأ العدالة والمساواة، والمساهمة في انشاء المشاريع الاقتصادية وفي مراقبة الانفاق العام وتجفيف منابع الفساد التي اضاعت الملايين بحسب تعبيرهم. اصوات رهن الوقف او التنفيذ ومن جانب اخر علقت فئة كبيرة على سؤال الشاهد حول اسباب ترددها وعدم حسم رأيها من الادلاء بصوتها عند الاقتراع ان ذلك يعود لنوعية المرشحين المطروحين في مناطقهم والتي يرون من وجهة نظرهم انهم ليسوا الاكفأ ولكون لا تغيير في الوجوه والاسماء على مدار الانتخابات الماضية ممن سبق لهم ان دخلوا البرلمان واخرين لم تتح لهم الفرصة وان كلا الحالين ليس لديهم ادنى مقومات المرشح او النائب الناجح لمعرفتهم واطلاعهم على السيرة الذاتية لكل الاشخاص في مناطقهم. ولذلك فان تلك الفئة من الناخبين ترى ان الادلاء بصوتهم اتجاه اي مرشح امرا مستحيلا لقناعاتهم التامة، الا ان العديد من تلك الفئة قالت انها قد تشارك في التصويت للقائمة العامة. من عدة جوانب ابرزها الاقتناع في شخص اندرج في قائمة ما ومن منطلق اخر هو ان تلك القوائم تعتبر تجربة جديدة قد تسهم بافراز نواب سياسيين قادرين على ملىء الفراغ السياسي الذي غاب عن وجه المجالس لفترة طويلة وغيب معه الخطاب السياسي الذي يعتبر مهما في الاصلاح والتغيير. ومن ذلك التوجه سنجد الكثير من الاوراق البيضاء في الصناديق وهو ما تعكسه وجهات نظر مختلفة ترى انها ستدلي بصوتها للقائمة وتحرم مرشحي دوائرها او العكس. البرنامج الانتخابي وشعارات المرشحين من خلال قراءتنا للمشهد العام في تجوالنا بين المواطنين لم يعول الكثير منهم على برامج المرشحين لا لأنها غير مقنعة من وجهة نظرهم بل لانهم يرون ان جميع برامجهم لا تعبر عن داخلهم وما هي الا عبارات لاستقطاب المصوتين كما ووصفها البعض بانها عمليات تجميل لهم تعكس صورة بعيدة كل البعد عن سيرة المرشح التي هي بين يدي الناخبين وتخلو من مقومات تنفيذها على ارض الواقع وتشوبها المبالغة في التعبير وبالتالي فان امر قرار الناخب مرهون بالشخص المرشح نفسه كما واظهرت القراءة الشاملة للمناطق والدوائر السبعة مخاوف اهمية المال الملوث والمال السياسي الاسود وشراء الذمم على العملية الانتخابية مما سيفرز نوابا تترتبط مصالحهم في مسائل خاصة بهم وتؤثر سلبا على الاداء البرلماني ويصبح المجلس القادم معرضا لخطر الحل لابتعاده عن هموم الناس ومشاكلهم.