الشاهد -
حثت الجميع على المشاركة بالإنتخابات القادمة لأنه واجب وطني
أحب جميع أنواع الأكل ولا أسرف بالمشروبات
دفعت ضريبة زواجي بخصم نصف راتبي
صدمت لوفاة زوجي وتوليت مسؤولية ابنائي منذ الصغر
يزعجني من يطيل مكالمته دون معنى
أعترف أني لا أستطيع مجاراة حفيدتي الصغيرة
أحاول أن اساعد الجميع في حدود القانون ودون معرفة
الشاهد-ربى العطار
أمضت حياتها في خدمة المجتمع الأردني واعتبرت مثالا للمرأة المعطاء التي ساهمت في دعم عجلة التقدم فقد شقت طريقا صعبا وتخطت الكثير من العقبات من اجل الوصول إلى ما تطمح اليه فقد كانت وما زالت بمثابة الأم الحنون التي تسعى جاهدة لمساعدة المحتاجين والعناية بهم فقد تركت بصمتها في كل موقع من مواقع العمل الإنساني وما زالت مصرة رغم تقدمها في العمر على متابعة ما بدأت به حتى توصل رسالتها الإنسانية دون تقصير ولتكون قدوة لغيرها من الشباب والفتيات ضيفتنا لهذا العدد هي السيدة هيفاء البشير الناشطة في العمل الإجتماعي.
*حدثينا عن سيرتك الذاتية وعن نشأتك؟
ــ ولدت في مدينة نابلس ودرست في كلية دار المعلمات القدس حصلت على شهادة المتريك الفلسطيني عام 1948 وعملت بعدها معلمة في مدارس الحكومة ثم انتقلت لوزارة المعارف وعملت بها حتى الزواج وبعد الزواج انتقلت للعيش في مدينة السلط ثم انتقلت إلى عمان وعملت لمدة 11 عاما في مدينة السلط ثم تفرغت لتربية ابنائي عام 1970 ومنذ ذلك التاريخ بدأت عملي التطوعي عندما أسست جمعية الأسرة البيضاء من أجل دعم التمريض ومساعدة المستشفيات من بعد إنساني وخدمة كبار السن، كما أسست مع زميلاتي دار الضيافة للمسنين في الجويدة وافتتحها جلالة الملك الحسين رحمه الله عام 1979 ومنذ ذلك التاريخ وهذه الدار تستقبل كبار السن وفي عام 1983 حصلت على بكالوريوس تمريض من الجامعة الأردنية لكني لم أعمل في مجال التمريض لكن هذا الشيء ساعدني على إدارة مؤسسات صحية منها دار الضيافة ومنتدى الرواد الكبار والجمعية الأردنية للتأهيل النفسي ومركز الصفصاف للتأهيل في ناعور كما أرأس ائتلاف المجتمع المدني الصحي المعني بالمريض وإحتياجاته ويتكلم بإسمه.
*ما الذي دفعك إلى الإهتمام بالعمل التطوعي وبالأخص كبار السن؟
ــ زوجي الدكتور المرحوم محمد البشير وزير الصحة السابق كان يشعرني دائما بمعاناة المستشفيات لعدم انتساب المرأة الأردنية لمهنة التمريض مما كان يضطر الحكومة استيراد ممرضات اجنبيات وهذا الأمر كان مكلفا ماديا ويتنافى مع حاجة المريض الأردني الذي كان لا يتقن اللغات الأجنبية فكان هدفنا مساعدة المستشفيات الحكومية، وفي محضر إحدى اللقاءات مع المرحوم وصفي التل الذي كان بسبب شرح دورنا وخدماتنا وطلب مساعدة فأشار علي بالكلمة التالية قال لي: "لا تنسي خدمة كبار السن" فعدلنا نظامنا الأساسي بإدخال هذا الهدف وأخذ الجزء الأكبر من نشاطات الأعضاء الجمعية عبر ما يقارب 35 عاما.
*حدثينا عن عائلتك وكم لك من الأبناء؟
ــ تزوجت في عام 1954 وسكنت السلط مدة ثم انتقلنا إلى عمان عام 1966 لكن توفي زوجي عام 1977 في حادث الطائرة مع المغفور لها الملكة علياء. رزقت بستة أبناء يقومون بدورهم بخدمة الأردن بمواقع طبية ورسمية.
*هل تذكرين مقدار أول راتب؟
ــ أول راتب 10 دنانير من بلدية نابلس عام 1950 عندما كنت أعمل معلمة في مدارس الحكومة ثم انتقلت لوزارة المعارف وخدمت فيها حتى الزواج وفي حينها كانوا ينهوا عمل المعلمة إذا تزوجت ولكن بعد فترة احتاجوا إلى مدرسة لغة انجليزية فاستعانوا بي ولكن دفعت ضريبة اني متزوجة فخصموا نصف راتبي ولم يمض طويلا حتى عدل هذا القانون.
*ما هو أكثر خبر أفرحك في حياتك؟
ــ فرحت جدا لنجاح أبنائي.
*وما هو أكثر خبر أحزنك؟
ــ لا يوجد صدمة أكبر من فقدان زوج في مقتبل العمر في حادث وان اصبح المسؤولة عن أبناء في مقتبل العمر يتطلعون للحياة والعلم.
*من يساعدك بإختيار ملابسك ويعتني بأناقتك؟
ــ لا أحد أهتم بهذا الجانب بنفسي.
*ما هي هواياتك؟
ــ القراءة والكتابة فقد أخرجت مجموعتين من قصص الأطفال في عام 2011 وكذلك كتاب باسم محطات في رحلتي مع الحياة تحدثت فيه عن دوري منذ الطفولة لغاية تاريخ الكتاب.
*ما هي نوعية الكتب التي تحبين قراءتها؟
ــ كل أنواع الكتب الثقافية والسياسية والتاريخية حتى القصص المشهورة والآن أقرأ كتاب لعبلة المهتدي تتحدث فيه عن الحاج أمين الحسيني من عام 1917 إلى عام 1937م.
*ما هي حكمتك في هذه الحياة؟
ــ حتى تقوم المرأة بدورها تستمر في تأهيل نفسها بغض النظر عن العمر وأن تمارس العمل لأنه ينضج وينمي القدرات حتى لو كان تطوعي غير مدفوع الثمن.
*ما هي أحب البلاد إلى قلبك لتكون رحلة سفرك إليها؟
ــ أحب زيارة القاهرة وأشعر بعظمتها كلما زرتها وأحب دمشق ولها منزلة خاصة فزوجي درس هناك وكان متعلقا بها وأعاني حاليا معاناة شديدة مع كل أزمة في سوريا وأتمنى أن يزاح الغم عن هذا الوطن.
*لو كان معك باقة ورد وأردت إهداءها فلمن تهديها؟
ــ أعطيها لأصغر حفيدة لي وهي سما عامر البشير التي تواكب فعلا التقنيات الحديثة وأعترف أني لا أتمكن من مجاراتها. *هل هناك مبادئ وقيم حرصت على أن تغرسيها بأبنائك؟
ــ لم أوجههم يوما ولكن بالقدوة الحسنة عبر الأجيال من أجدادهم ووالدهم وعملي التطوعي فأنا أجد أن فكرة العطاء للأقل حظا مغروسة في نفوس كل واحد منهم وهذا يجعلهم صورة مقبولة في المجتمع.
*من هو صاحب الفضل عليك في هذه الحياة؟
ــ أمي فكل ما أتميز به من صفات جيدة هي بسبب تربيتها السليمة فقد توفي والدي وأنا في عمر 3 سنوات وكذلك زوجي الذي كان يخدم الوطن بإخلاص والذي تعيش العائلة على نهجه رغم انه توفي قبل 34 عاما.
*ما هي اللحظات التي تشعري فيها بالحرج؟
ــ بالعمل العام لا أشعر بالحرج بأي موقع ولكن عندما كنت عضوا في أمانة عمان في الفترة ما بين عام 1986 إلى عام 1994م كنت أشعر بالحرج ليس في ساعات العمل ولكن عندما أكون السيدة الوحيدة بين 50 رجلا في الأنشطة الإجتماعية كالغداء مثلا.
*في أي ساعة تذهبين للعمل يوميا وهل تلتزمين بساعات معينة للدوام؟
ــ يبدأ عملي يوميا في الساعة 8:30 ولا ينتهي لساعات متأخرة وأجندة العمل تتمحور حول العمل التطوعي وإدارته وتأمين دخوله إذ ان المؤسسات التي أرأسها يوجد بها 112 موظفا وليس هناك مخصصات ثابتة رسمية وإنما تعتمد على إيجاد مصادر دخول من تبرعات وإستثمارات محدودة.
*هل هناك قرار اتخذته وندمت عليه؟
ــ على الصعيد الشخصي عرض علي ان اصبح مديرة لدائرة المرأة من المرحوم وزير العمل عصام العجلوني كان يمكن ان يكون بداية خطوة لمصلحة شخصية ولكني رفضته من أجل مصلحة عامة وهي استكمال مسؤوليتي في دار الضيافة للمسنين فقد كنت قد قدمت قرض اسكان ب100 ألف دينار ولو تركت موقعي لما تم استكمال تلك المنشأة التي أشعر بالفخر انني اقدمت وزميلاتي على استكمال دورها الذي ما زال يؤدى.
*هل هناك قرار مترددة بإتخاذه؟
ــ هناك قرارات كثيرة بحاجة إلى مال وربما تكون فيها مصلحة إستثمارية وتغني مؤسساتنا عن الحاجة وطلب العون وأتمنى أن نوفق في إيجاد مصادر رسمية أو أهلية لتمويلها.
*ما هو المكان السياحي المفضل لك في الأردن؟
ــ كل الأماكن في الأردن جميلة وكل ما نحتاجه الفراغ وإعداد المبالغ الضرورية.
*ما هي أجمل وأعز هدية حصلت عليها؟
ــ وسام الملك الحسين للعطاء المميز الذي منحني إياه جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2007م وبالدرجة الثانية جائزة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للأسرة المثالية عام 2006م.
*ما رأيك بالواسطة وكيف تتعاملين معها؟
ــ لو كان هناك عدالة لن تكون هناك حاجة للواسطة فالمحتاج والمظلوم يحاول ان يجد من يفتح الأبواب ويسهل الأمور عليه ولا ألومه بذلك ولكن استعمال السلطة لمصالح الأقارب هذا هو المرفوض، وأحاول المساعدة بحدود القانون ومن باب خدمة الناس وليس شرطا ان أكون أعرفه.
*من هو الشخص الذي يزعجك بهاتفه؟
ــ من يتحدث كثيرا بمكالمة طويلة دون معنى.
*ما هي أجمل ساعات اليوم بالنسبة لك وما أجمل فصول السنة؟
ــ الساعة المفضلة لي عندما أشعر بأن هناك انجازا في العمل كما أني أحب فصل الخريف وأشعر فيه بالراحة النفسية.
*ما هو أكثر شيء يزعجك في عمان؟
ــ عدم الإلتزام بقانون السير.
*هل أنت شخصية متفائلة؟
ــ متفائلة دائما فكل مشروع قمت به كان به تحديات اكبر من طاقتنا ولكن بالصبر والأمل نستمر.
*هل تسامحين من يسيء لك؟
ــ متسامحة لكني لا أسامح من يتعدى على شخصي بالألفاظ القاسية ولكن لا يهمني اي تصرف غير مريح ينتهي مع الوقت. *ما هي أكلتك المفضلة وكم فنجان قهوة تشربي في اليوم؟
ــ أحب كل أنواع الأكل ولا أسرف بالمشروبات.
*لو كان بيدك مسدس وفيه طلقة فعلى من توجهها؟
ــ لا أؤمن بالقتل يكفي ما نحن به في هذا الربيع العربي ولكن أوجه طلقتي على الكذب.
*ما هي طموحاتك وأمنياتك؟
ــ أن تستمر هذه المؤسسات التي قامت على جهد كبير وأن لا تتعثر ماديا وأتمنى عاما جديدا سعيدا آمنا للأردن وأهله والوطن العربي بأجمعه.
*هل هناك رسالة تود أن توجهها من خلال الشاهد؟
ــ رسالتي الأولى للشباب بأن يبادروا بالعمل التطوعي ومشاركة الهيئات والمؤسسات التطوعية التي تخدم الأقل حظا بجهودهم وأنشطتهم ودعمهم المعنوي والمادي ورسالتي الثانية للشعب الأردني بأن يبادروا باختيار نواب عرف عن تاريخهم الخدمة الصادقة والمؤازرة بصوتهم لا بصمتهم وهذا شعار ابني عامر البشير في هذه الإنتخابات.