الشاهد -
قال انه قضى اجمل ايام حياته بجانب الملك الحسين فكان قدوة حسنة في كل شيء
اذا نجحت اللامركزية ستنجح العملية الديمقراطية في الاردن
رفضت العمل في قناة الجزيرة حتى لا تفرض عليّ سياسة معينة
اتمنى ان تتحرر مصادر الثروات الموجودة لدينا
كنت عصبيا لكن مع التقدم بالعمر سيطرت على هذا الامر
الشاهد-ربى العطار
عشق العسكرية منذ نعومة اظفاره واخذ عهدا على نفسه بان ينضم للجيش الاردني عندما يكبر، فقد ولد في 15/3/1943 في عمان ودرس في البداية في المدرسة العبدلية والتي كانت بجانب القيادة العامة للجيش وفي وقت الاستراحة المدرسية كان يشاهد كلوب باشا قائد الجيش عندما كان يأتي للقيادة ومن هنا بدأت محبته للجيش، وبعد ذلك انتقل لمدرسة رغدان الثانوية، ودرس العلوم العسكرية والادارية في جامعة مؤتة وحصل بعد ذلك على شهادة الماجستير من جامعة البكر في بغداد وحصل على شهادة الدكتوراة في العلوم الادارية من جامعة بغداد. كل هذه الشهادات حصل عليها بعد انضمامه للقوات المسلحة الاردنية والتي استمرت خدمته فيها لمدة 40 عاما كانت مليئة بالاحداث والبطولات والذكريات الجميلة مع جلالة المغقور له الملك الحسين بن طلال والذي خدم بجانبه من خلال وجوده بالقوات الخاصة، انه العين الباشا الدكتور غازي الطيب والذي اجرت معه صحيفة الشاهد الحوار التالي والذي خصنا من خلاله بالحديث عن اهم المحطات في حياته واهم المواضيع التي تشغل تفكيره خلال هذه الفترة.
* حدثنا في البداية عن عائلتك وهل حرصت ان تربيهم تربية عسكرية؟
- تزوجت من ابنة ابن عمي وكان زواجي قائما على مودة ورزقنا بسبعة ابناء ذكرين وخمس اناث وانا اعتز كثيرا بابنائي خصوصا بناتي فهن متعلمات وجامعيات فاحداهن طبيبة اسنان والاخرى مديرة مديرية في الضمان الاجتماعي وثلاث منهن حاصلات على الماجستير. واكبر ابنائي غيث يعمل الان برتبة عقيد في الاجهزة الامنية وكان يريد ان يكون في القوات الخاصة مثلي لكني اقنعته ان يعمل ضمن اختصاصه فهو مهندس الكتروني ويحمل درجة الماجستير، وابني الثاني احمد كان يعمل في شركة امنية الا انه استقال منها بناء على طلبه وسيعمل قريبا بشركة اخرى ولدي 17 حفيد اكبرهم شاكر ابن الدكتور خالد عبدالحافظ الكعابنة انهى دراسته الجامعية وعاد الى الاردن قبل ايام. وحرصت ان اربي ابنائي تربية عسكرية فهي قائمة على الانضباط والالتزام والجدية.
* هل سبق لك ان اتخذت قرارا وندمت عليه؟
- عينت بعد تقاعدي من الخدمة العسكرية نائبا لشؤون العشائر ومن المعروف ان العسكرية هي قمة الانضباط والعشائرية اقل درجة في الانضباط فوجدت ان هذه الوظيفة لم تكن مناسبة لي لكني اطعت وقمت بعملي فقد تعودت في العسكرية على الاطاعة واتباع الاوامر.
* تعتبر نفسك شخصا مترددا باتخاذ القرار؟
- قبل اتخاذ اي قرار احرص ان اتأكد منه وفق نظرية صنع القرار فاجمع المعلومات وارى الحلول الممكنة واقارن بحلول سابقة ثم اتخذ القرار.
* من الاشخاص الذين تستشيرهم؟
- استشير دائما اصحاب الخبرة، واذكر ان قناة الجزيرة طلبت مني ان اكون معلقا عسكريا في القناة بصفتي خبيرا عسكريا واستراتيجيا واستشرت اصحاب الخبرة فقالوا لي ان العمل لديهم لن يناسبك وربما تضطر ان تمتثل لسياستهم.
* مثلك الاعلى؟
- مثلي الاعلى هو جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال فقد خدمت معه وتعلمت منه الشيء الكثير فهو قدوة حسنة في القيادة والتعامل الانساني والكرم والطيب والرقي.
* ابرز واجمل المواقف التي تعرضت لها عندما خدمت مع جلالة الملك الحسين رحمه اهلله؟
- اذكر ان مجموعة من الضباط اتهموا بانهم يخططوا لعمل ضد النظام فذهب جلالة الملك لرئاسة الاركان وكنت حاضرا الاجتماع باعتباري حرسا ملكيا ودخلت على الاجتماع رغم اني لا يجب ان ادخل لكني اصريت على الدخول وكان رئيس الاركان يقول لي يا ضابط اخرج لكن عندما شعر اني مصر على البقاء بجانب جلالة الملك سكت، وبقي الاجتماع حتى الساعة الثالثة صباحا وبقيت واقفا على قدمي طوال هذه الفترة خلف جلالة الملك وعندما غادرنا ربت على كتفي وشكرني بحرارة فكان موقف مؤثر جدا ورفع معنوياتي وشعرت اني اتخذت القرار الصائب. واذكر كذلك عندما ذهبنا لكرواتيا استقبل الجنود جلالة الملك استقبالا حافلا وكان الجنود يحبون الملك الحسين والضباط الذين يحرسونه كانوا مدربين جيدا وبنيتهم قوية فاخذوا يبعدوا الجنود عن جلالة الملك بقوة وعنف، مما ادى الى استياء جلالة الملك وطلب منهم ان يبتعدوا عن الجنود ويتركوهم يعبرون عن محبتهم له فخجل الضباط من موقفهم وابتعدوا. واذكر كذلك اننا كنا ذاهبين مع جلالة الملك الى قصر زهران وبعد الدوار الرابع كان هناك تقاطع فوصلت سيارة جلالة الملك للتقاطع اسرع منا وتأخرنا عنه لثواني فجاءت سيارة صدمت سيارته بقوة، ثم نزل جلالة الملك من سيارته مسرعا متجها لسيارتنا لانننا نزلنا بسرعة واردن توجيه اسلحتنا على سائق السيارة فمنعنا ان نفعل اي شيء بحق السائق وطلب من انا ان نركب السيارة فحمى السائق منا واخذ السائق على جنب وتطمن على صحته وقال له سنصلح لك سيارتك ونعوضك وهذا دليل على انسانيته. والان قدوتنا جلالة الملك عبدالله لانه تشرب هذه الاخلاق وهو يسير على خطى ابائه واجداده.
* اجمل هدية حصلت عليها؟
- عندما انهينا دورة معلمي الصاعقة، فوجئت عندما عدت على وحدتي في الحرس الملكي الخاص طلبني قائد الحرس وقال لي جلالة الملك يريدك فورا فذهبت له وتفاجأت بانه اهداني ساعة ملكية وكانت اول هدية منه وبعدها حصلت على وسام الكوكب من الدرجة الاولى من جلالة الملك عبدالله.
* لو كان معك باقة ورد من الذي يستحق ان تهديه هذه الباقة؟
- سأهديها لجلالة الملك عبدالله الثاني فهو يستحق الورد ويستحق ان نقدم له فهو اكرمني بهذا الموقع في مجلس الاعيان واتمنى ان ارد له الجميل بان اخدم وطني بافضل شكل.
* الى اي حد انت متسامح؟
- في الوقت الحاضر متسامح الى ابعد الحدود لكني اتبع القرآن الكريم فاذا اخطأ احدهم لا يجب السكوت عنه لان بذلك نشجعه على الخطأ. ففي احد المرات استطاع احد الاشخاص ان يزور اسمي وتوقيعي واستطاع ان يكسب الكثير من المال لانه عمل فيز للولايات المتحدة ولاعداد كبيرة وتركت الموضوع للقانون والنظام وشرع الله، لكني متسامح بحقوقي الشخصية الى ابعد الحدود ولا اطلب من الحياة سوى ان يحسن الله خاتمتي واقدم خدمة لوطني وابناء وطني.
* لو كان بيدك مسدس وفيه طلقة فعلى من توجه هذه الطلقة؟
- اوجهها على الذين سلبوا حقوق العرب والمسلمين على الذين يقومون باعمال غير شرعية في الاقصى وفلسطين.
* ما هي هواياتك؟
- احب الرياضة فانا الان نائب رئيس رواد الحركة الرياضية والنيابية ونجتمع في هيئة الرواد التي يرأسها محمد جميل ابو الطيب بشكل مستمر ففيها تقام الامسيات الثقافية والاحاديث الرياضية ونراقب التعليقات ونقدم النصح والمشورة لمن اراد، واشكر دولة فيصل الفايز ابو غيث لانه اختارني مقررا اللجنة الرياضية والشباب.
* لو اتيحت لك الفرصة لكتابة تاريخ حياتك ووضعه في كتاب فهل ستقوم بهذه التجربة؟
- نعم سأقوم بهذه التجربة فهناك احداث كثيرة في حياتي يجب ان تكتب وتوثق.
* طبع سيء كان موجود بك ونجحت بتغييره؟
- كنت عصبيا لكن مع التقدم بالعمر لا يتخذ الانسان ردودا سريعة ويفكر بعقله اكثر والعقل يسبق رد الفعل.
* ما الموضوع الذي يشغل بالك حاليا؟
- نحن الان على اعتاب انتخابات واتمنى ان تنجح اللامركزية وان تصل للهدف الذي وضعت من اجله فانا اميل دائما لاعطاء الناس فرصا فقد تبدع الاطراف اكثر من المركز فلديهم شغف لحل المشاكل التي تهمهم (فاهل مكة ادرى بشعابها). مع كل الاحترام والتقدير للنواب لكن احيانا يترشح النائب عن منطقة اهله لكن لا يعرف مشاكل المنطقة واهلها لانه يقيم في العاصمة فسينجح لانتمائه العشائري او ربما لامكاناته المادية لكن من سيتم انتخابهم في اللامركزية لا يقيمون بالمدن وسيكونون من نفس المدينة ومن نفس المحافظة على الاقل وهؤلاء سيقومون بدور الخدمات ويترك للنائب التشريع والرقابة على عمل الحكومة، وفي المستقبل ربما يكون هؤلاء رقباء على النواب فالنائب الذي يشعر الان بانه كل شيء ويمثل المحافظة سيكون المنتخبين من اللامركزية هم مراقبون عليه وسيستطيعون ان يوقفوا النائب عند حده واذا نجحت اللامركزية قد تنجح العملية الديمقراطية في الاردن، وادعوا ابناء العشائر ان ينتخبوا الافضل ومن يستحق النجاح دون مال سياسي وشراء اصوات وذمم والاهم ان يكون للامركزية دور في وضع سياسة الدولة في المستقبل ومراقبة النواب وكذلك الاعيان.
* طموحاتك وامنياتك؟
- اتمنى ان اقدم شيئا لوطني ليبقى ذكرى ويفيد ابناء المجتمع الاردني، اذكر انه وقبل فترة جاءت شركة امريكية وهي نفس الشركة التي انشأت مترو دبي فذهبت لامين عمان وقلت له تفاوض انت معهم وانالا اريد شيئا غير تقديم خدمة لبلدي وقال لي الامين انهم يعملون من اجل مشروع الباص السريع، فعادوا من حيث اتوا وقالوا ستندمون يوما علي رفض هذا المشروع.
* لمن توجه رسالتك عبر الشاهد
اتمنى ان تصل رسالتي للمواطنين بأن يحافظوا على بلدهم لانها فرصة ذهبية وان يلتزموا بالقيم والمبادىء التي زرعها بنا آباؤنا واجدادنا وان ندعم قيادتنا ووطننا والمسؤولين الذين يعملون لمصلحة البلد وان نحمد الله ونشكر جلالة الملك على نعمة الامن والامان والسلامة والاسلام وان يبقى الاردن نموذجا يحتذى في كل العالم واتمنى من جميع الاردنيين ان يساهموا في انجاح اللامركزية كما اتمنى ان تتحرر مصادر الثروات الموجدة لدينا.