المحامي موسى سمحان الشيخ
العدو الصهيوني مصمم هذه المرة وفوق كل الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها على ارتكاب حماقته الكبرى باقرار التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى المبارك فالموضوع اعمق من البوابات الالكترونية واعمق من الرد على عملية (ابناء) الجبارين الاستراتيجية التي لقنت العدو الغاصب الدرس الذي يستحقه، فان العدو الصهيوني ان فلسطين وليس القدس وحدها - على اهميتها ومكانتها وغلاوتها - على كل فلسطيني وعربي مسلم نقول فلسطين كل فلسطين هي الاقصى فهذا العدو الغاشم الذي يحاول الاستفادة من التخاذل الرسمي الفلسطيني والعربي اعتقد واهما ان برنامجه التهويدي الشامل سيمر بدون قصاص، الشعب الفلسطيني في الميدان رغم كل محاولات العدو الصهيوني ورغم رخاوة الحاضنة العربية التي وصلت الى بعض الحالات الى حد التآمر وفي اخفها الى حد التخلي عن فلسطين والاقصى، ليس امام الفلسطينيين سوى المقاومة والمقاومة فقط واخذ الحق باليد. في جمعة الغضب زحف الفلسطينيون من كل حدب وصوب بدءا من عرب 48 الذين صاغوا ويصوغون اروع آيات البطولة والرجولة والشرف ويثبتون في كل لحظة انهم جزء اصيل من فلسطين التاريخية، وزحف عرب الضفة ايضا وامتلأت شوارع القدس بالرجال والنساء والشيوخ والاطفال، تعمقت الانتفاضة الثالثة وبدأت تعطي اكلها بقوة واقتدار، ليس لدى الفلسطيني ما يخسره، سيخسر قيوده فحسب، حسم الفلسطينيون امرهم كما هم في كل مرة على قتال العدو الذي فاقت وحشيته وعدوانية كل وصف الفلسطيني اليوم - ومع الاسف لوحده - يخوض معركة حياة او موت هذا قدره وكما قيل (ومن كتبت عليه خطى مشاها) المواجهة ثم المواجهة بعد ان افلس دعاة التفاوض والتهاون والاستخذاء من سمع منكم ان شعبا اخذ حقه بدون قتال؟ وجاء الرد هذه المرة ليكمل مأثرة آل الجبارين في القدس عبر عمليتهم الشهيرة، جاء من قبل الفدائي العظيم، الرجل الفذ (عمر العبد) الذي صرع ثلاثة غزاة صهاينة بالامس في مغتصبة (حلمتيش) المسروقة من ارض قرية النبي صالح البطلة التي لم تتوقف الانتفاضة فيها يوما واحدا، ابن العشرين عاما، ابن (كوبر) لقن العدو درسا اخر اشد قوة ولسعا من عملية القدس وارعب المستوطنين المجرمين الجناة، اما ذروة البطولة والايثار فهي الكلمات البسيطة والخجولة التي تركها الشهيد البطل عمر العبد في وصيته حينما قال (من العار علينا الجلوس، اين سلاحكم، سأضربكم وسيخرج بعدي رجال يضربون بيد من حديد) طلب الشهيد البطل ان يلف برايات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعصبة القسام وعصبة ابي عمار فلسطين يا سادة لن تضيع ما دام فيها اولاد الجبارين وعمر العبد.