المحامي موسى سمحان الشيخ
نحن امة مأزومة ونحيا اسوأ ايامنا وهذا ليس جلدا للذات او تهويلا للامور بقدر ما هو حقيقة صارخة تعبر عن نفسها في كل لحظة، انظر مثلا حروب العرب (البينية) والتي بلغت ذروتها هذا الاسبوع في الخليج حدودا غير مسبوقة حيث يتشاجر العربان بعد ان اخذ ترامب (الجزية) منهم وتركهم على قارعة الطريق فارغي الوفاض، وهناك حروب سوريا والعراق واليمن وليبيا وقنابل موقوته في اكثر من قطر عربي ترى ايستحق (الكرسي) يا عرب الغفلة كل هذه الدماء والحروب القذرة ؟ بالمقابل اعلنت دولة العدو الصهيوني من خلال يواف غالاين وزير البناء عن تبني مشروع اعتمده مجلس المستوطنات ويقضي ببناء (67) الف بيت استيطاني في الضفة الغربية وسبق ان اعلن مسؤولو دولة العدو عن انفاق (20) مليار دولار على الاستيطان منذ نكسة حزيران وحتى اليوم، الصهاينة يعملون والعرب يتقاتلون ويتبادلون الشتائم حتى في العرض والانساب، مشروع الاستيطان الجديد هذا يسعى الى ابتلاع سلسلة الجبال الغربية الفلسطينية، اي منطقة نابلس وما حولها، ويهدف المشروع الاستيطاني الجديد الى غايتين: تخفيف الضغط عن منطقة - تل ابيب - تل الربيع المكتظة سكانيا والحؤول دون اي احتمال لقيام دولة فلسطينية، ويصف القادة الصهاينة المشروع بانه (استراتيجي) وحساس هذا المشروع الكبير دفع نتنياهو الى القول حرفيا (يشرفني ان اكون رئيس الوزراء الاول بعد عشرات السنين الذي يتبنى مشروعا كهذا ويبني بلدة جديدة في يهودا والسامرة واقوم بما هو لازم للحفاظ على الاستيطان في يهودا والسامرة) مؤكدا في الوقت ذاته انه لن يهدم اي بيت استيطاني (فهذه ارضنا) ورافعا يديه الى اعلى (انها ارض اسرائيل الكاملة وقد عدنا اليها). السياسة الصهيونية الدائمة قائمة دوما على اقتلاع العربي الفلسطيني من ارضه وفي هذا السياق تعمل الماكنة الصهيونية ليل نهار وبدعم غربي وامريكي على ترسيخ هذه القناعة على الارض. في السياق ذاته يدعو برفسور محاضر في الجامعة العبرية يدعى (رفائيل يسرائيلي) من خلال كتابه الجديد الى زج فلسطيني 48 بمعسكرات اعتقال خاصة بعد ان يصفهم باقذع الاوصاف العنصرية والهستيرية ويصفهم (بالطفيليات) متهما اياهم في التحريض على الدولة العبرية والعمل على تقويض اركانها. صفوة القول: ان مرحلة الانحطاط العربي الشامل اليوم باستثناء اضاءات هنا وهناك - هذه المرحلة تحاول دولة العدو استغلالها تماما لتمزيق الصف العربي اكثر مما هو ممزق ووأد القضية الفلسطينية ودفنها في الرمال الدولية المتحركة والتي لم ولن تر جع للفلسطيني حقا، اي حق، المؤسف اننا امامنا خيارات وسبل كثيرة لاسترداد حقنا كاملا غير منقوص لم نفعلها بعد.