أخر الأخبار

مع حزيران

07-06-2017 01:54 PM

المحامي موسى سمحان الشيخ

نحن اليوم وجها لوجه امام ذكرى حزيران الخمسين التي اسفرت عن احتلال فلسطين من نهرها لبحرها وساقت سيناء والجولان وبعض اراضي لبنانية للمصير الاسود ذاته وكان (خازوقا) حادا على رأي نزار قباني (من شرم الشيخ الى سعسع) وكرت المسبحة ومنذ ذاك اليوم خاض العرب والفلسطينيين حروبا عديدة ضد العدو الصهيوني ولكن حروبهم ضد انفسهم كما يجري اليوم في سوريا والعراق وليبيا واليمن كانت اشد فظاعة ومرارة الامر الذي اعطى للعدو الصهيوني بالترافق مع تحولات دولية عديدة مجالا للامعان في تهويد فلسطين كل فلسطين وابتلاع الجولان وتوقيع اتفاقيات اذعان علنية وسرية مع مصر لاخراجها من محيطها العربي، هذا دون ان نخفف من دور وخطر حركات المقاومة العربية الفعلية الا اللفظية التي شكلها حزب الله في الجنوب وحركتي حماس والجهاد في غزة، نتائج حزيران الكارثية السوداء تعكس نفسها اليوم بقوة على العرب والفلسطينيين بعد حلف ترامب الاخير والذي كان محصلة سنوات وافعال ومقاربات عديدة للساسة العرب جميعا وبدون استثناء، ان يضحي ترامب - المطلوب بشدة في بلاده - بطلا للسلام، وان يصبح نتنياهو هو حليفا لاكثر الانظمة العربية فهذا عودة بالمنطقة العربية الى وراء الوراء انه سقوط في زمن تحرير الشعوب بل وفي زمن بات الجميع فيه مكشوفا. حينما هزمت دولة العدو العرب في عام 67 اكدت سياستها القائمة في فلسطين على ان تكون الارض خالية من السكان بينما الارض ليست كذلك واسقط في يد العدو، اللغم الفلسطيني ثانية، وهناك الوجع الحقيقي الممثل في الديمغرافيا الفلسطينية في كافة انحاء فلسطين وهناك عرب 48 اما على الصعيد العربي فالموقف لدولة العدو تحدده (قوة جيش الدفاع) هكذا يسمون جيشهم فحدود دولة العدو حيث تصل الدبابة الصهيونية ولم تكن (الميركافا) يومها قد ولدت ولم يكن حزب الله قد احرقها وغيب اسطورتها. اما اليوم وبعد 50 عاما على العدوان وفي المغارة حيث اجترع مجلس الوزراء الصهيوني وتحت الحرم القدسي الشريف تماما فان نتنياهو يعلن توحيد القدس قائلا (في هذا المكان بنى الملك شلومو الهيكل الاول وفيه بنى العائدون من المنفى في بابل الهيكل الثاني وبعد خرابه كان هذا المكان القلب النابض لاشواق شعبنا، لقد عاد الشعب اليهودي الى وطنه واقام دولته وها هو يبني عاصمته الموحدة القدس). ترى اكان يمكن لنازي احمق كنتنياهو ان يفعل كل ما يفعله لولا تسلحه بالضعف العربي والاسخداء الرسمي الفلسطيني مؤيدا من تحالف ترامب الفضفاض، يا لسخرية الاقدار؟ ولانه لا يصح الا الصحيح فان القدس عائدة عائدة لا محالة وان غدا لناظره قريب.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :